الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صوته أمانة

أصله فرعوني.. الأراجوز مصدر بهجة الملايين من الشارع إلى السوشيال ميديا| نوستالجيا 

الأراجوز أصله فرعوني..
الأراجوز أصله فرعوني.. مصدر بهجة الملايين إلى السوشيال ميديا

الأرجوز دائماً ما كان مصدر بهجة ، وصوت لرسالة تجذب الملايين عبر عصور مختلفة ، رغم أنه مجرد دمية متحركة صنعت بمكونات بسيطة تنظر إلى الحياة بصورة سوداوية في الأصل ، حيث تعني كلمة الأراجوز أو القراقوز «ذو العين السوداء» ، ورغم ذلك تنقل من الشارع إلى المسارح مروراً بالتلفزيون وختاماً بمنصات السوشيال ميديا. 

 

بدأت معرفة الناس قديماً بالأراجوز في الشارع ، منذ أن كانت رأسه عبارة عن خامة خفيفة وصلبة كالخشب، مرسوم عليها وجه ذو تعبيرات حادة ، وتنتهي من أعلى بـ «طرطور أحمر اللون » وصدرها عبارة عن جلباب أحمر طويل، يتحكم فيه اللاعب من خلال إصبعه السبابة على عربة خارجية صغيرة تطوف الأحياء الشعبية في الموالد والأعياد وباقي المناسبات الخاصة. 

 

أما عن صوت الأراجوز ، فكان لاعبه قديما يستعين بوضع قطعة من «النحاس» في فمه، لكنها كانت قابلة للصدأ وتسبب له مشاكل صحية، لذلك استبدلها بقطعة من «الأستانلس» فوق لسان اللاعب تحديداً في منتصف الحلق و تعرف بين أصحابها «الأمانة» فهي بالنسبة لهم «صوت الحق» الذي يعكس أوضاع بلادهم. 

ويستخدم الأراجوز مفردات كثيرة من اللغة العامية، كما يكثر من القفشات والنكات طوال العرض، و تنتهي أغلب تمثيلياته وحكاويه نهاية سعيدة نظرا لإزاحة البطل للعقبات التي تحول دون العيش عيشة كريمة.

وأرجع كثير من المؤرخين أصل الأراجوز إلى عصر القدماء المصريين، حيث كان تسمي الدمية المتحركة باسم «أرجوس» وهي تعني حرفيا «يصنع كلاما معينا»، ومنها اشتقت كلمة «أراجوز» التي تعود إلى العصر العثماني، حيث كان يسمى وقتها «قراقوز» أو «الأرا أوز»، وإزدهر هذا الفن الساخر في أواخر العصر المملوكي قبل الغزو العثماني لمصر.

 

وظل الأرجوز يظهر في الشارع كثيراً حتى انتقل إلى المسارح مكوناً جمهوراً عريضاً لمتابعته، فكانت لديه القدرة على معالجة الأمور الحياتية اليومية التي تواجه البسطاء، بشكل  يدفع جماهيره للضحك على همومهم، إلى جانب أنه كان يمزج الكثير من المعلومات وسط تلك السُخرية، ما جعله أحد أهم وسائل نقل المعرفة عبر العصور، وكذلك الدعاية والإعلان والنشر.

وكان الأراجوز سبباً في ظهور مسرح العرائس الشعبي، الذي تأسس عام 1960 علي يد المونولوجست والفنان المصري، محمود شكوكو، فكان يرتدي جلبابه وطرطوره الشهير ليقدم عروض مصاحبة مع الأراجوز، بعد أن تفرغ تماما في أواخر الأربعينيات ليصنع العرائس الخشبية التي قدم بها تلك العروض. 

فيما كان فيلم الزوجة الثانية من أشهر الأفلام التي اعتمدت على الأراجوز لطرح قضية الفيلم وحكيها بشكل يدعم فكرته الأساسية، بالإضافة إلى فيلم كل دقة في قلبي للفنان محمد فوزي، وفيلم الأراجوز للفنان عمر الشريف. 

 

وعرف الأراجوز طريقه للتليفزيون من خلال برامج أطفال خاصة وأعمال سنمائية، وكانت من أبرز برامج الأطفال برنامج «ماما نجوي» مع صديقها «بقلظ» الذي استخدمته لملاعبة الأطفال، بصوت وأداء الفنان الراحل سيد عزمي، وكذلك في فترة  الثمانينات والتسعينات اذدهر استخدام الدمي في برامج مثل «ماما سامية» و «ماما فاطمة» التي اصطحبت معها «كرنبة» التي أدت صوتها ابنتها نسرين بهاء، لتقدم برنامجا قائم على علاقة الأم وابنتها. 

و استعانت أيضًا سلمى صباحي، في برنامجها «بنات وولاد» عبر فضائية «النهار» بـ«بنتخ» الذي يؤدي صوته وائل عوض، لجذب الأطفال وإعطائهم النصائح عبر الموروث المصري، حتي ظهرت مؤخراً على الساحة  «أبلة فاهيتا» التي ابتكرها حاتم الكاشف منطلقاً من السوشيال ميديا  بفوازيرها «الويبة» إلى فضائية الـ «cbc» لتقدم برنامجها الأول «في الدوبلكس» ظهرت بشكل معاكس تمامًا عن المعهود، بدور الأرملة التي تعرض محتوى من الممكن تصنيفه بأنه «للكبار فقط» ولا يصلح للأطفال تمامًا، ومع ذلك اكتسبت شعبية كبيرة، وأصبح لها جمهورها الواسع، كما يقدم أحد الشباب محتوي كوميدي على السوشيال ميديا بشخصية تدعي «أبانوب فليكس».