خاصمت سلفتي لكثرة المشاكل فهل آثم لذلك؟؛ سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية،.
وقال الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ردا على السؤال: الخصام يترتب عليه ذنب لأنه قطيعة وحرام، وينبغي على الإنسان أن يصبر، لأن الجنة هى سلعة الله الغالية.
وأشار العجمي إلى أن المشاحن المقاطع لا يرفع الله له عملا، بل يؤجل أخذ ثواب هذا العمل والقبول عليه من الله تعالى حتى يتصالحا، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما يرويه عن رب العزة يقول الله لملائكته "أنظروا هذينِ حتَّى يصطلحا".
وأضاف أمين الفتوى أنه ينبغي على الإنسان ألا يضيع عمله لمجرد أنه يرى نفسه أو ليثبت ذاته، فيقول الشخص لنفسه انا لا أستطيع الذهاب له أو الاعتذار لأنه سيأخذ فكرة عني أنى ضعيف أو ما شابه، فكل هذا هراء وتبرير للذنب، ومفاسد يلقيها الشيطان فى أذهاننا لنزداد فى القطيعة.
وأوضح أن كل أحد منا يفكر فى نفسه أنه مركز المجموعة الشمسية، وهذا أمر فاسد وتصور غير صحيح عن النفس والذات، فالإنسان عليه أن يصطلح مع نفسه أولا ويعرف قدره.
وتابع: كيف يستطيع الإنسان أن يفعل العمل ولا يقبله الله لمجرد الخصومة فهذا أمر غريب، حيث يتعب الشخص نفسه تعبا شديدا طول يومه ثم لا يأخذ أجرا عليه فهذا عبث.
واستطرد أن الإنسان يسأل الله العفو والمسامحة فى الدعاء، فهل سامح هو أحد أو اعتذر إلى أحد أو عفا عن أحد حتى يعفو الله عنه، فهذا الكلام لابد أن نقوله لأنفسنا قبل أن نتباهى بأننا نصوم ونختم القرآن وكذا وكذا، ونحن نتقاطع مع الناس فهذا عبث.
هل تجب طاعة الأم إذا أمرت أولادها بقطيعة أهل زوجها؟
أوضح الدكتور محمد عبدالسميع، مدير إدارة الفروع الفقهية بدار الإفتاء، حكم قطيعة الرحم، وأن صلة الرحم تتحقق بأدنى صلة حتى ولو كانت بمكالمة هاتفية أسبوعيًا أو شهريًا أو موسميًا في الأعياد والمناسبات، مشيرًا إلى أن الصلة تخضع لما اعتاد عليه الأقارب من الزيارات والتواصل ومواعيدها.
وأضاف«عبدالسميع» في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: ما حكم قطيعة الرحم؟ وهل يجب علي طاعة أمي في قطع صلتي بأهل والدي؟ أن انشغال الناس في يوميات الحياة بدون قصد قطيعة الرحم، وعدم سؤال تواصلهم مع أقاربهم؛ لا يعد قطيعة للرحم التي نهانا الله عنها في قوله تعالى:« فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)».
وأكد أن الذي يأثم عليه الإنسان هو إصراره وعزمه على قطيعة الرحم بحيث لو تسنت لو الفرصة لزيارتهم والسؤال عنهم؛ لا يصلهم، مشيرًا إلى أنه في حال طلبت الأم من أولادها قطع صلتهم بأهل والدهم؛ فإن طاعة الأم هنا ليست واجبة؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.وتابع أنه يجب على الأولاد صلة أهل والدهم بما يستطيعون، وعدم النية على قطيعتهم من كلام طيب ومكالمات هاتفية وهدايا.
يُذكر أن صِلة الرّحم وردت في القرآن الكريم والسّنّة النبويّة، وجاء الحثّ عليها في عدّة مواضع لأهميّتها وعظيم فَضْلها، فالرّحم في اللغة هو محلّ تكوين الجنين في جسم الأمّ، والرّحم كذلك يعني القرابة والأقارب، وتُعرّف صِلة الأرحام بأنّها التّواصل والتّزاور مع الأقارب والإحسان إليهم، وعكسها قطيعة الأرحام.
أمّا صِلة الرّحم في الاصطلاح تدلّ على الإحسان إلى الأقارب بحسب القدرة والحال، فقد تكون بالمال أو بالسؤال أو بالزيارات أو بالخدمة، حيث وجّه وحثّ القرآن الكريم والسّنّة النبويّة المسلمين على صِلة الأرحام وورد فَضْلها في عدّة آيات وأحاديث نبويّة؛ حيث قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ).فالأمر بصِلة الرّحم ورد عامًّا لجميع المسلمين بصِلة الأرحام وبرّ الوالدين ووصلهما درْءًا من سوء الحِساب يوم القيامة.وورد في القرآن الكريم سوء مُنقلب قطيعة الرّحم؛ حيث قال الله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ).
فمَن قطع رحمه وأفسد في الأرض لعنه الله -تعالى- وأخرجه من رحمته، ثمّ أعمى بصيرته عن الإيمان والعِبر، وروت عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (الرحمُ معلَّقةٌ بالعرشِ تقولُ: من وصلني وصله اللهُ، ومن قطعني قطعه اللهُ).
فمَن وصل رحِمه وصله الله -تعالى- بفضله وعطائه وتوفيقه، ومن قطع رحمه كان بعيدًا عن توفيق الله -تعالى-.