حكم طاعة الزوج بقطع صلة الرحم وعدم زيارة الأهل ؟.. سؤال أجاب عنه الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك عبر منصة الفيديوهات “يوتيوب”.
وأوضح شلبي، قائلاً: إن صلة الرحم من الأمور الواجبة في الشريعة الإسلامية ولا يجوز قطعها بأي حال من الأحوال.
وتابع: أنه لا يجوز للزوج أن يمنع زوجته عن رحمها ولا يفترض له فعل ذلك.
ونبّه أمين الفتوى، عبر فيديو بثته دار الإفتاء على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي بموقع "فيسبوك" أنه بخصوص إبراء اليمين يتواصل الزوج مع دار الإفتاء المصرية على الرقم 107 لإيجاد حلٍ له.
حكم طاعة الزوج بقطع صلة الرحم وعدم زيارة الأهل
وفي سياق متصل، ورد سؤال للدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق من سائلة تقول"تزوجت ابنتي المهندسة منذ حوالي سنة، وزوجها يمنعها عن أسرتها -أبيها وأمها وإخوتها- ويمنعها عن خالاتها وأخوالها وعماتها وأعمامها وجدتها، وأيضًا عن العالم الخارجي من زميلات وصديقات، ولا يسمح لها أن ترد علينا في التليفون، وفي المرات البسيطة التي كلمناها فيها يكون هو معنا على السماعة يسمع كل الكلام أو يسجله؛ كما يقول لنا، وأيضًا هو لا يسمح لها بزيارة أسرتها ولا يسمح لأسرتها بزيارتها أو التحدث معها هاتفيًّا. فهل يجوز له أن يدفعها إلى عقوق والديها وقطع رحمها؟ وهل يجوز لها أن تعقَّ والديها وتقطع رحمها طاعة له؟
وأجاب “جمعة” في فتوى له، أن صلة الرحم واجبةٌ شرعًا، وليس للزوج أن يمنع زوجته من الخروج إلى والديها أو أحدهما ولو مرة في الأسبوع؛ فتزورهما مرةً في الأسبوع دون بياتٍ ولو بغير إذنه، ولا يحقُّ له تحت دعوى وجوب الطاعة أن يعزلها عن مجتمعها، بل الواجب عليه أن يحسن عشرتها؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ»، رواه الترمذي.
رأي الشرع في منع الزوجة من زيارة أهلها
قال الشيخ إسلام النواوي الداعية الإسلامي، إن منع الزوج لزوجته عن أهلها غير جائز وليس من حق الزوج ويأثم شرعًا لأنه يتسبب في قطع صلة الرحم.
وأضاف الشيخ إسلام النواوي خلال لقاء مسجل له أن الشرع ما دام فيه نسب فالتساوي موجود ومقام الصلة مطلوب وليس القوامة معناها أن يمنع الرجل زوجته من الذهاب لأهلها، منوها إلى أنه لا يجوز أيضا للزوجة أن تذهب لأهلها دون علم زوجها.
هل يحق للرجل منع زوجته من زيارة أهلها ؟
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا تقول صاحبته “زوجى يمنعنى من زيارة أمى رغم أنها مسنة فهل يجوز له ذلك؟”.
وأجاب الدكتور أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: لا يحق للزوج أن يمنع زوجته من زيارة والدتها تماماً.
وأضاف أمين الفتوى خلال البث المباشر لدار الإفتاء المصرية، أنما على الزوج أن يأذن لزوجته بزيارة أمها مرة فى الأسبوع دون مبيت على الأقل.
حكم منع الزوجة من زيارة أهلها
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال تقول صاحبته "ما حكم منع الزوجة من زيارة أهلها ؟.
وأجاب الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، في البث المباشر لصفحة دار الإفتاء على فيس بوك، أن الزوج الذي يفعل هذا الأمر ويمنع زوجته من الذهاب لأمها أو لأهلها فهو بذلك يفرق بين الأم وولدها وعليه أن يتقى الله ولا يكرر ذلك مرة ثانية.
وأضاف، أن الفقهاء قالوا إنه ينبغي أن يترك الرجل زوجته تزور أهلها كل أسبوع مرة ، فلا يجوز أبدا أن يمنع بر الوالدين ويعيقه بين الزوجة وأمها، وبالتالي لا يجوز للزوج أن يمنع زوجته من زيارة أمها خاصة لو كانت مريضة.
وأوضح، أن الزوج يثاب على السماح لزوجته بزيارة أهلها وخدمة أمها المريضة، فهو بذلك يثاب لو سمح لها بالزيارة بنية خدمة أمها.
كم مرة يجوز للزوجة زيارة أهلها وما حكم منع الزوج لها؟
ورد إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية سؤالا من سيدة تقول فيه: "كم مرة يجوز للزوجة زيارة أهلها؟ وهل يجوز منع الزوجة من زيارة أهلها؟ وماذا تفعل الزوجة إن مُنعت؟".
ردت لجنة الفتوى : لا ينبغي للزوج أن يمنع زوجته من زيارة والديها ما لم يكن هناك سبب للمنع كخوف ضرر أو مفسدة.
وأضافت لجنة الفتوى: أما لو كان الأمر خلاف ذلك ولم تكن هناك مفاسد من زيارتها لأهلها، فلا ينبغي للزوج أن يمنعها من ذلك، بل ينبغي له أن يعينها ويحفزها على ذلك؛ لأن صلة الأرحام من أعظم القربات التي يتقرب بها إلى الله- جل وعلا-، والله سبحانه يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.
واستطردت لجنة الفتوى: وللزوجين أن يتفقا على زيارة الزوجة لأهلها كل مدة محددة، وقيدها الحنفية بأسبوع، والراجح أن يرجع في تحديد ذلك إلى العرف.
وأشارت لجنة الفتوى إلى أنه إذا أصر الزوج على منعها من زيارة والديها، فليس لها أن تخرج إلى زيارتهما إلا بإذنه؛ لتقدم حق الزوج على الأبوين؛ فقد روى الحاكم وصححه والبزار بإسناد حسن أن عائشة رضى الله عنها سألت الرسول صلى الله عليه وسلم: أي الناس أعظم حقا على المرأة؟ قال "زوجها".
حكم من يصل إخوته رغم جفائهم
من جانبه، أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، أنه يجب على كل إنسان أن يصل رحمه و يودهم حتى وإن قطعوه؛ فقد حث الرسول- صلى الله عليه وسلم- على صلة الرحم وشدد عليها أبلغ التشديد .
واستشهد« الورداني» فى إجابته عن سؤال:« ما حكم من يصل إخوته رغم جفائهم وتذكره عند المصلحة فقط؟» بما روى عن عبد الله بن عمرو- رضى الله عنه- أن رسول- صلى الله عليه وسلم- قال: « ليس الواصلُ بالمكافِيءِ ولكنَّ الواصِلَ الذي إذا انقطعتْ رحمُه وصلَها»، صحيح البخاري.
ونوه أن المراد من حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أن صلة الرحم الكاملة والإحسان إلى الأقارب ليس بمقابلة الإحسان بالإحسان فقط، ولكن الكمال فى صلة الرحم هو الذى إذا قطعت رحمه وصلها، أي إذا أساء إليه أقاربه أحسن إليهم ووصلهم.
وأضاف أن صلة الرحم إذا كانت نظير مكافأة من الطرف الآخر لا تكون صلة كاملة؛ لأنها تتدخل فى باب تبادل المنافع، وهذا مما يستوى فيه الأقارب والأباعد.
وتابع أن حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يدل على وجوب عدم المعاملة بالمثل؛ بل لابد من الإحسان للمسيء والمقصر أيضًا.
ونصح السائل بإتباع تعاليم الدين والإقتداء بسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بصلة رحمه، وأن يرجو الجزاء على تصرفه معهم من الله – عز وجل-.
حكم قطع صلة الرحم بسبب المشاكل والخلافات
وبين الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن قطع صلة الرحم دائما ما تكون نتيجة الخلافات بين الأقارب، منوها أن النبي حذرنا من قطيعة الأرحام.
وأشار في فيديو له أنه لا ينبغي أن نلجأ لقطيعة الأرحام مهما حدث من أسباب وليس معنى اللجوء للمحاكم أن تقطع الرحم فهذه كبيرة من الكبائر.