حكم ضرب الزوجة زوجها ؟.. يشهد المجتمع حالة غريبة ومثيرة للعجب وهي الصراع بين الزوجين فالشائع هو ضرب الرجل لزوجته إلا أن الوضع تغير وأصبحت المرأة هى التى تضرب زوجها وتقتله، لكن في ظل تغير المجتمع وظهور مستجدات العصر، مع قسوة أولئك الأزواج ولعل هذا كله اجتمع ليغير فكر المرأة بدرجة كبيرة جعلت كثيرا من النساء لا تسكت عند ضربها وإنما تحاول الدفاع عن نفسها وتقوم بضرب زوجها، ويتسأل الكثير عن حكم ضرب الزوجة زوجها ؟
حكم ضرب الزوجة زوجها
عقد النكاح سماه الله في كتابه ميثاقا غليظا قال تعالى:" وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا " روي عن ابن عباس ومجاهد ، وسعيد بن جبير : أن المراد بذلك العقد، وقال تعالى في سورة البقرة: "هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ"، فشبه كلاًّ من الزوجين باللباس للآخر، وكلمة "لباس" تحمل معنى عظيم الدلالة حسب، فهي تدل على مدى الألفة التي أرادها الله للزوجين من خلال هذا التشبيه، فالأصل في الخلافات الزوجية الستر، وعدم النشر، وإلا صار حلها معقداً في الغالب، والعلاقة الزوجية علاقة سامية لذا أمر الله تعالى:"وعاشروهن بالمعروف"، و هو "أمر للأزواج بعشرة نسائهم بالمعروف"، وقال تعالى:" (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، ولهن على الرجال من الحق مثل ما للرجال عليهن، فليؤد كل واحد منهما إلى الآخر ما يجب عليه بالمعروف، وقال الحبيب المصطفى في حجة الوداع :" واستوصوا بالنساء خيرا ".
حكم ضرب الزوجة زوجها
قال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه لا يجوز شرعًا للمرأة أن تضرب زوجها، فالشرع حض على الرفق في معالجة الأخطاء، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفق في الأمر كله، فقال: "إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ".
و أجابت الإفتاء عن رفع صوتها عليه بأنه لا يجوز للمرأة أن ترفع صوتها على زوجها، وينبغي حل هذا المشكلة بالحكمة واللين والمعروف ، وقال البدري أن على من يلبس عمامة الأزهر الشريف أن يدرك خطورة الكلمة التي تخرج من فيه أو يكتبها على صفحات التواصل الكلمة قد تصلح بين متخاصمين وقد تفرق بين مجتمعين وقد تقتل.
حكم الزوجة التى ترفع صوتها على زوجها
أجاب الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، عن سؤال ورد إليه، وذلك خلال لقائه بفيديو مسجل له عبر "يوتيوب"، مضمونه: "حكم المرأة التى ترفع صوتها على زوجها؟".
ورد عاشور قائلًا إنه يجب على المرأة أن تحترم زوجها لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت" وقال (صلى الله عليه وسلم) عن الزوج "إنما هو جنتكِ وناركِ".
وأضاف أنه يجب قبل أن نطلب من الزوجة أن تحترم زوجها وأن لا يعلو صوتها عليه، على الزوج أيضًا أن يتعامل معها بصوت منخفض لأن المرأة على دين زوجها، كذلك إذا رفع الرجل صوته على زوجته فعليها ألا يعلو صوتها عليه لأن الأصل فى المرأة الاستكانة والحياء، فيجب أن يعامل كل واحد منهم الآخر برفق ولين.
وأشار إلى أنه لا يوجد تفرقة بين الرجل والمرأة فى المعاملة فعلى كل واحدًا منهما أن يحترم الآخر.
هل دعاء الزوجة على زوجها الظالم مستجاب ؟
ورد سؤال للدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، يُسأل فيه عن حكم دعاء الزوجة على زوجها بسبب معاملته السيئة لها.
وأجاب "عاشور"، فى فتوى مسجلة له متعجبًا: "من المؤسف أن الزوجات يصلن إلى أن يدعوا على أزواجهن بسبب الظلم، حيث كانت الزوجة تدعو لزوجها "ربنا يفتحها فى وشك ربنا يرزقك برزقنا"، حاليا أصبح الأمر مُتغيرا، وهذا بسبب ظلم الرجال للنساء".
وأضاف متسائلًا: "كيف للزوج أن يظلم زوجته ويهينها وهى من المفترض أنها أقرب واحدة له؟ فبظلمك لها بدلًا من أن تدعو لك بالرزق وتيسير الأمور أصبحت تدعو عليك".
وكانت نصيحة مستشار المفتي لهم باستبدال هذه العادة بما هو أفضل لكسب الحسنات والتقرب من الله، قائلًا: "فعندما تدعو عليه يزداد نكبة وسوءا وهذا سيعود عليكِ، فالأصل عندنا أن السيئ لا يزال بالسيئ وإنما يزال السيئ بالحسن، فإذا كان يعاملكِ بالسوء فعامليه بأحسن منه، فادعى له بالهداية والرشد وأن يحنن الله قلبه عليكِ فهذا أحسن لكي ولأولادكِ فمن باب الإحسان أن تعامل من أساء اليك بالحسنى، أما إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يتعامل مع من أذاه بالحسنى فله أن يقول «حسبي الله ونعم الوكيل»، وأن يفوض أمره إلى الله".
وتابع: "رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من دعا على ظالمه فقد انتصر))، فإما أن تدعى له أو أن تقول حسبنا الله ونعم الوكيل وأفوض أمرى إلى الله، ولو دعت له فهذا يكون أعلى مراتب الإحسان".
كيف تسامح المرأة زوجها القاسي بعد وفاته
تلقت الصفحات الرسمية للمؤسسات الدينية، العديد من الفتاوى التي تشغل أذهان المواطنين، وتم الرد عليها من قبل لجان وأمناء الفتوى والقائمين على هذه الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي ومن أبرز هذه الفتاوى، ورد إلى صفحة دار الإفتاء الرسمية سؤال يقول صاحبه: "كيف أسامح زوجي القاسي بعد وفاته، خاصة أنه كان يعاملني معاملة سيئة جدا؟".
رد الدكتور أحمد ممدوح امين الفتوى بدار الإفتاء قائلا: زوجك الآن بين يدي الله عز وجل وأحوج إلى السماح والعفو من كل شخص أساء إليه حال حياته.
وأضاف أمين الفتوى خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء: الغضب والانفعال طبيعة من طبائع الإنسان ولك كل الحق فيما تفعلينه نتيجة معاملة زوجك السيئة تجاهك ، ولكن ماذا لو جاء يوم الحساب ووقفتِ أنت بين يدي الرحمن للحساب وطالب كل شخص من أقاربك أو أصدقائك بحقوقهم التي هي في رقبتك.. سواء كانت هذه الحقوق سبابا أو غيبة ونميمة أو أي شيء من الحقوق الدنيوية.
واستدل أمين الفتوى بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أتدرون من المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار".
وتابع: هل لو كنتِ كذلك ألم تتمنى أن يصفح هؤلاء الناس عنك حتى لا تفنى حسناتك؟، فالصفح والعفو لهما أجر عظيم عند الله.
وطالب أمين الفتوى السيدة بإعلان الصفح والعفو عن كل من أساء اليها بمن فيهم زوجها المتوفي، ناصحا إياها بأن ما ستفعله من صفح وعفو سيرد لها يوم القيامة ذلك بأن يلهم الله عز وجل من أسأت لهم بأن يعفو عنك ، من باب الجزاء من جنس العمل.
وتابع: اعلمي انك تتعاملين مع مالك الملك ذي الجلال والإكرام الرحيم الغفور، ولا تتعاملي مع زوجك الضعيف، فأعلني عفوك عن زوجك وستجدين من يصفح ويعفو عنك يوم القيامة أيضا.