أكدت مسئولة المحتوى السابقة في فيسبوك، والمستقيلة من شركة فيسبوك، فرانسيس هوجان، أن صاحب فيسبوك الأساسي مارك زوكربيرج يلعب دورا فريدا للغاية في صناعة التكنولوجيا ولا يوجد من يحاسبه حاليًا، وفق ما أفادت به صحيفة الإندبندنت البريطانية.
وتحدثت هوجان خلال جلسة استماع في الكونجرس الأمريكي عن ديكتاتورية مؤسس فيسبوك قائلة إن "مارك يلعب دورا فريدا جدا في صناعة التكنولوجيا.. فهو يمتلك أكثر من 55% من جميع حصص التصويت في الشركة".
وقدمت الموظفة المستقيلة من شركة "فيسبوك، فرانسيس هاوج، التي سربت وثائق داخلية للشركة، شهادتها للجنة حماية المستهلك وأمن البيانات في مجلس الشيوخ الأمريكي.
شهادة فرانسيس هاوجن
كما قدمت شهادة فرانسيس هاوجن، صورة لشركة مدفوعة برغبة فردية في النمو وغير راغبة في تنفيذ حلول للمشكلات المعروفة خوفًا من التأثير على النتيجة النهائية.
وكشفت فرانسيس هاوجن أن أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم قد اتخذت عمدا خيارات تعطي الأولوية للمحتوى الفيروسي، حتى مع وجود خطر حدوث ضرر في العالم الحقيقي.
وتعهد أعضاء مجلس الشيوخ باتخاذ إجراءات ضد الشركة بشأن مجموعة من القضايا التي أربكت الكونجرس منذ أن ظهر فيسبوك للعالم منذ نحو 15 سنة .
وقالت صحيفة الإندبندنت، إن أهم النقاط التي دارت حوله جلسة الاستماع في الكونجرس كانت عن وسم مؤسس فيسبوك بالخطر الداهم ومقارنته بشركات السجائر الأمريكية الشهيرة.
فخلال جلسة الاستماع تمت مقارنة فيسبوك مرارًا بأكبر شركات صناعة التبغ العالمية "Big Tobacco"، إذ أن ربما لا توجد صناعة في التاريخ الأمريكي الحديث تتمتع بسمعة أسوأ من الشركات المصنعة للسجائر الأربع الكبرى.
علاقة زوكربيرج بشركات التبغ
وتوصلت شركات السجائر الذين توصلوا في عام 1998 إلى تسوية بقيمة 206 مليارات دولار مع محام، حيث رفع جنرالات من 46 ولاية أمريكية دعوى قضائية لاسترداد تكاليف "Medicaid" لعلاج الأمراض المرتبطة بالتدخين ولإيقاف عدد كبير من ممارسات التسويق المخادعة وغير الأخلاقية، بينما ظهر قبل عامين من تلك التسوية، مدير تنفيذي للتبغ يدعى جيفري ويجاند في برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي إس نيوز" ليكشف أن صاحب عمله (براون وويليامسون) قد تلاعب عمدا بالتبغ بمواد كيميائية لجعلها أكثر إدمانزوا.
وظهرت الموظفة المستقيلة من شركة فيسبوك،في برنامج "60 دقيقة" وأمام الكونجرس ، قال لها السناتور ريتشارد بلومنثال، الديمقراطي من ولاية "كونيكتيكت" إلى إن له دور في التقاضي بشأن التبغ بصفته مدعيا عاما للولاية، وقال إن فيسبوك يواجه "لحظة حقيقة مدهشة للغاية".
وردت عليه الموظفة السابقة بمقارنة أكيدة، حيث قارنت فرانسيس هاوجن أيضا زوكربيرج بشركات التبغ والسجائر، موضحة لأعضاء مجلس الشيوخ أن فيسبوك يخفي البيانات لمنع الجمهور من فهم الضرر الذي يسببه، وتابعت: "فيسبوك يختبئ خلف الجدران التي تمنع الباحثين والمنظمين من فهم الديناميكيات الحقيقية لنظامهم..سيخبرك فيسبوك بالخصوصية، مما يعني أنه لا يمكنه إعطائك بيانات..هذا ليس صحيحا".
أشارت إلى أنه "عندما ادعت هذه الشركات أن السجائر المفلترة أكثر أمانا للمستهلكين، كان بإمكان العلماء بشكل مستقل إبطال هذه الرسائل التسويقية والتأكيد على أنها في الواقع تشكل تهديدًا أكبر لصحة الإنسان، ولكن لا يمكن للجمهور أن يفعل الشيء نفسه مع "فيسبوك" ، ولا يوجد لدينا خيار آخر سوى أن نتلقى رسائلهم التسويقية على إيمان أعمى ".
كشفت هاوجن لأعضاء مجلس الشيوخ أن "مشاكل التوظيف في "فيسبوك"، تنبع من دائرة من الفضيحة التي تجعل الموهوبين أقل رغبة في العمل هناك".
وأكملت: "فيسبوك عالق في دائرة حيث يكافح من أجل التوظيف مما يؤدي إلى نقص عدد الموظفين في المشاريع، مما يتسبب في فضائح، مما يجعل من الصعب بعد ذلك التوظيف".
لفتت هاوجن إلى أنها رأت "نمطا للسلوك" حيث كانت المشاريع تعاني من نقص الموظفين إلى حد أن "هناك نوعا من الإحباط الضمني من امتلاك أنظمة اكتشاف أفضل" للمشكلات.
وأوضحت قائلة: "كان فريقي الأخير في فيسبوك عضوا في فريق التجسس المضاد داخل منظمة استخبارات، وفي أي وقت كان بإمكان فريقنا التعامل مع ثلث الحالات التي نعرف عنها فقط، وكنا نعلم أننا إذا بنينا حتى كشفا أساسيا، فمن المحتمل أن يكون لدينا العديد من الحالات الخارج دائرة معرفتنا".
ووفقًا لاستجواب من ماريا كانتويل، رئيسة لجنة التجارة، أكدت فرانسيس هاوجن أن الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك"، مارك زوكيربيرج، قد تم إخباره بالتغييرات التي يمكن إجراؤها على النظام الأساسي، والتي ربما تكون قد قللت من وصول المحتوى الفيروسي الذي كان يؤجج العنف في أماكن مثل ميانمار"، في حين أنه رفضها لأنهم كانوا سيجعلون المنصة "أقل انتشارا".
ولفتت هاوجن “في النهاية تقع المسؤولية على مارك.. لا يوجد أحد حاليا يحمل مسؤولية القرارات غيره، فيجب على مارك زوكربيرج أن ينظر إلى نفسه في المرآة اليوم”، موضحة أن سياسته الجديدة هي "لا اعتذار.. ولا اعتراف، فلا أحد يحاسب مارك إلا نفسه.. لا توجد مسؤولية أحادية الجانب فالمعايير هي التي تفرض اتخاذ الإجراءات".
وخلال الفترة الماضية، كشفت هوجين عن آلاف الوثائق التي تشير إلى أن فيسبوك بث معلومات خاطئة وروج للكراهية، مشددة على تعرض الأطفال للتضليل بسببه.
قالت هوجين خلال شهادتها إن الشركة الأمريكية لم تفعل الكثير لمنع المحتوى الذي يروج "للكراهية والانقسام" وكذلك المحتوى الذي خلق بيئة سامة للفتيات المراهقات.
وبحسب الوثائق التي سربتها المسؤولة السابقة، فإن "فيسبوك" كانت على علم بأن منصته للتواصل الاجتماعي ألحقت ضررا بالصحة العقلية للمراهقين.
وتأتي شهادة هوجن أمام الكونجرس، في وقت حرج لعملاق التواصل الاجتماعي، بعد عطل غير مسبوق أصاب تطبيقات فيسبوك وإنستجرام وواتساب، استمر نحو 7 ساعات وطال مليارات المستخدمين.