تنتابك لحظات من الخوف والقلق بمجرد أن تجد رضيعا لم يتجاوز عمره الـ 30 يوما في حمام سباحة يمارس رياضة مهمة وخطيرة حيث تكون لديه قدرة مع مرور الوقت أن يحبس أنفاسه لعدة ثوان وكأنه احتفظ بمهاريته على ذلك كما كان في رحم أمه.
وللوقوف على تاريخ وفوائد وعجائب سباحة الرضع في مصر، يقول الكابتن محمد الزغوي، مدرب السباحة للأطفال حديثي الولادة والمتخصص في العلاج المائي في فيديو لموقع «صدى البلد» إن سباحة الرضع انتشرت في أستراليا منذ عام 1936 ومن بعدها في روسيا وكندا وبلجيكا وأمريكيا.
وعن بداية رحلته في تعليم سباحة الرضع للأطفال، يوضح «الزغوي» أنه يبدأ في تدريب الأطفال من عمر شهر حتي عمر 3 سنوات أو 4 سنوات مراعياً في ذلك كافة وسائل الأمان منذ بدايته في المجال عام 2018م، مثل: «أن تكون نسبة الكلور بسيطة في المياه، وألا ينزل الطفل إلى حمام السباحة برأسه، وأن يكون حمام السباحة مغطي في فصل الشتاء والمياه دافئة، وألا تكون الشمس في وجه الطفل في الصيف».
«تدريب الأطفال على السباحة ما فهوش هزار».. بهذه الكلمات يشير «الزغوي» إلى ضرورة أن يكون المدرب متخصص ومعتمد في مجاله، وله سيرة حسنة فيه من تعليقات الناس على عمله، حتي تضمن العائلات عدم وقوع أي إيذاء ولو بسيط للمتدربين من الأطفال الرضع.
أما بالنسبة لفوائد سباحة الرضع، لفت مدرب السباحة إلى أنه يدرب مع فريق عمل متخصص الأطفال على أكثر من برنامج، أبرزها: «الصحي والبدني والنفسي والتعليمي»، منوهاً بأن البرنامج الصحي مع الطفل سيجعله أفضل بدنيا من خلال المساج المائي وغيره من التدريبات، كما سيؤثر على أكله ونومه وهدوئه، وكذلك الجانب التعليمي يشمل: تعلمه السباحة بنفسه حتى يستطيع إنقاذ نفسه من الغرق.
ونبه خريج جامعة الأزهر إلى أنه تعلم هذه الرياضة في البداية على يد عدد من المدربين الروس أثناء فترة دراسته بالجامعة، ومن بعدها تمكن من التخصص في العلاج المائي، والذي يفيد في حالات صعبة، مثل: «متابعة علاج أطفال تعاني من ملخ الولادة، وأطفال يعانون من تأخر في سن المشي، وأطفال لديهم قدم أطول من أخرى».
ويختتم محمد الزغوي: «فوائد سباحة الرضع لا تعد، ومن أبرزها: مساعدة الطفل على المشي في سن مبكر، والتخفيف من توتر الأطفال العصبيين، ودا بشهادة عدد كبير من المقدمين على التجربة، لكل بنشجع كل العائلات تلحق أطفالها بسباحة الرضع».
من جانبها تؤكد الدكتورة هاجر خالد، والدة أحد الأطفال الرضع المتدربين في السباحة، إنها الحقت ابنها غيث صاحب الـ 3 شهور بالسباحة منذ أن كان عمره 45 يوم، حيث أفادته سباحة الرضع في تحسن فترات نومه، وتنفسه، وطبيعة أكله، وعدم خوفه من الماء، كما أنه سيتعلم خلال الفترة القادمة إنقاذ نفسه من الغرق.