بثت وسائل إعلام بريطانية مقطع فيديو يظهر فيه رجل غاضب يتكلم بانفعال مع آخر داخل سيارته ملوحًا بسكين في يده، فيما يبدو شجارًا على أولوية الحصول على الوقود في محطة للوقود بالعاصمة البريطانية لندن.
وتسبب نقص عدد سائقي شاحنات الوقود في أزمة أدت إلى شلل مظاهر الحياة وحركة النقل في بريطانيا، حيث لم يعد ممكنًا نقل الوقود من مراكز التكرير إلى محطات الوقود، بسبب غياب السائقين الأجانب الذين لم تعد إقامتهم في المملكة المتحدة ممكنًا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وقالت الحكومة البريطانية، إنها وضعت الجيش في حالة تأهب لتوصيل الوقود اعتبارا من أمس الثلاثاء بعد أن أثار نقص حاد في كمياته حالة من الذعر أدت إلى جفاف مضخات الوقود وأثار مخاوف من أن المستشفيات ستبقى بدون أطباء وممرضات.
وحذر رئيس اتحاد تجار البترول بالتجزئة في بريطانيا بريان مادرسون من أن ملايين البريطانيين لن يتمكنوا من قيادة سياراتهم أو استخدام وسائل المواصلات بسبب أزمة خطيرة في نقل الوقود إلى محطات الوقود.
وصرح مادرسون لقناة "سكاي نيوز" بأن أزمة الوقود ستتفاقم على الأرجح قبل أن يبدو أي حل في الأفق، مشيرًا إلى أن التداعيات ستطال وكالات الطوارئ والمؤسسات الحكومية والخاصة، إذ لن يتمكن العاملون بها من الوصول إلى مواقع أشغالهم.
وخلال الأيام الأخيرة، بدأت طوابير طويلة من مختلف أنواع المركبات بالاصطفاف أمام محطات الوقود أملا في ملء خزاناتها ولو بكميات ضئيلة من الوقود، ومما فاقم من حدة المشكلة موجة من الذعر انتابت أصحاب المركبات ودفعتهم للمسارعة والتزاحم للحصول على أي كمية ممكنة من الوقود.
ودعا عدد من نواب البرلمان البريطاني، إلى طلب المساعدة من الجيش لتوفير سائقي شاحنات نقل البترول، حيث يهدد النقص في عدد السائقين بحدوث فوضى في عملية نقل البضائع خلال الشتاء المقبل.
ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يقترح النواب طلب مساعدة الجيش كحل مؤقت قصير الأمد لمشكلة نقص عدد سائقي شاحنات نقل البترول، فيما يحذر أصحاب محطات الوقود وتجار البترول بالتجزئة من أن أمامهم 10 أيام فقط للحصول على كمية الوقود المطلوبة لموسم أعياد الميلاد في ديسمبر المقبل.
ونبه الاتحاد البريطاني لتجار التجزئة من أن "إنقاذ" موسم الكريسماس لن يكون ممكنًا ما لم تُحل مشكلة النقص الخطير في أعداد سائقي شاحنات النقل الثقيل، وقدر الاتحاد أن عدد السائقين المطلوبين يبلغ نحو 90 ألف سائق.
وتواجه الحكومة البريطانية اتهامات بجر البلاد إلى "شتاء من الفوضى"، مع تدافع أصحاب السيارات على شراء الوقود اليوم، وسط محادثات عاجلة بشأن منح تأشيرات مؤقتة لسائقي الشاحنات الثقيلة الأجانب.
وانتشرت صور لمضخات وقود مغلقة وأمامها طوابير سيارات اصطفّت للتزود خوفا من نفاد البنزين، وقالت متحدثة باسم مجموعة "بريتيش بتروليوم": "نواجه مشكلات في إمدادات الوقود في بعض مواقع البيع بالتجزئة في المملكة المتحدة، وللأسف رأينا عددا قليلا من المواقع مغلقا مؤقتا بسبب نقص البنزين الخالي من الرصاص والديزل".