معشوقة الجماهير.. تُشعرك بالجوع فور استنشاق رائحتها، الشاورما التي لا يختلف عليها الجميع في العديد من الدول في الوطن العربي، والطبق الرئيسي ضمن الوجبات السريعة الشائعة في المطاعم.
سيخ طويل من اللحم أو الفراخ يجذبنا على الفور لتناول وجبات منه، لكن لم نتساءل يومًا عن أصل الشاورما، وسبب تسميتها، ولما يتم تسويتها بشكل عمودي!!، لما لا يتم الأمر بطريقة أفقية كغيرها من أنواع الطعام المختلفة...!
أصل الشاورما
تعتبرالشاورما أحد أكثر أنواع الوجبات السريعة شائعة التداول خاصة في الوطن العربي بشكل عام، وبلاد الشام خاصة، وهي عبارة عن قطع من الدجاج أو اللحم المعلقة على سيخ كبير الحجم ويتم تسويتها على نار هادئة لوقت طويل سواء بالفحم أو بالغاز.
هناك إحدى الروايات تقول إن أصل الشاورما يرجع إلى الدولة العثمانية، وبالتحديد من محافظة بورصة، ويرجع تاريخها إلى الفترة التي تراوحت ما بين 1850ميلادية و 1870 ميلادية، على يد مخترعها محمد إسكندر أفندي الذي يُنسب ذلك الطبق إليه ومن بعده وأحفاده الذين قد ورثوا عنه تلك المهنة وهم من أكدوا أن جدهم الإسكندر كان هو أول من اخترع سيخ الشاورما العمودي.
سبب تسمية الشاورما
تقول الرواية إن اسم الشاورما القديم كانçevirme، وهو ما يعني في اللغة التركية "انعطاف" نتيجة دوران سيخ الشاورما سواء على النار أو على الحطب، في حين أن اسمها قد تغير مع مرور الوقت حتى أصبح اسمها دونر، والتي تختلف إلى حد ما عن الشاورما المعروفة والشائعة في بلاد الشام، والحساب التركي يشير إلى أن الشاورما تم نقلها إلى العرب من خلال الحجاج الأتراك الذين كانوا يعبرون الحدود في رحلاتهم للحج إلى سوريا.
سبب التسوية العمودية
من الطبيعي أن يتم تسوية الطعام بشكل أفقي في المقلاة أو الحلة، لكن ما يثير الدهشة تسوية الشاورما بشكل عمودي، لكن العجيب في الأمر ان طريقة التسوية تلك تؤثر في طعمها، فتم اختيار الطريقة التي يتم من خلاها تحضير اللحم على ذلك السيخ العمودي لأنه يحافظ على ما يحتوي عليه ذلك اللحم من الدهون والعصائر، في حين أنها تفقد تلك المحتويات في حالة تم تحضيرها بطريقة أفقية عادية، إنها تفقد معها الكثير من النكهات.
هل أصل الشاورما سوري أم تركي
إن العرب وبشكل خاص سكان سوريا، يعتبرون أن أصل الشاورما ملك لهم وراجع إليهم وهو أمر هم شديدو التمسك به، ودليلهم في ذلك أن البهارات والتوابل التي يتم وضعها على الشاورما هي بهارات شرقية وعربية، وأغلبها موجود في تركيا، إذ يتم تقديمها عن طريق لفها بواسطة الخبز العربي وهو كذلك غير موجود في تركيا.
في حين يعترف البعض من السوريين أن أصل الشاورما هو عثماني، لكنها سورية في الهوية، ويرون أنها شهية ولذيذة من حيث المذاق كثيراً مقارنةً بالشاورما تلك التي تباع في تركيا، وأن اسمها الشاورما هو اسم مشوه من القوارما التركية إلى الشاورما نتيجة طريقة شويها على النار.
أما قادر نورمان فهو رجل ألماني من أصل تركي ينسب إليه اختراع هذه الأكلة وعلى الرغم من ذلك ، يوجد بعض الدول التي تعتبر قادر نورمان هو المخترع الرئيسي والأول للشاورما، أو ما يطلق عليها في ألمانيا اسم (دونر)، وقد بدأ قدير الذي حمل لقب (أبو الشاورما) يبيعها إلى الألمان في عام 1973ميلادية، والذي كان يقوم بخبزها في فرن بمدينة برلين، وكان هذا سببًا رئيسيًا في شعبيتها بتلك المدينة، وذلك قبل وفاته مؤخرًا في عام 2013 ميلادية عن عمر يناهز الثمانين عامًا.