قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الله سبحانه وتعالى منَّ على هذه الأمة بقضية التوثيق، وجعل فى أعلى مراتب التوثيق على مستوى الحرف بل علىمستوى حركة الحرف فى القرآن الكريم، فنرويه بقراءات عشر بطريقة متواترة عجيبة إلى يومنا هذا.
وأضاف علي جمعة، خلال برنامج “من مصر” عبر فضائية CBC، أن الله سبحانه وتعالى منَّ علينا أيضا بعد ذلك بتوثيق السنة المشرفة، فالسنة أيضا موثقة.
وأشار علي جمعة، إلى أن السنة جاءت على على ثلاثة أنحاء؛ صحيح وحسن وضعيف، والضعيف مأخوذ به أيضا فى دوائر معينة.
وأوضح علي جمعة أنه إذا كان لا يوجد فى هذا باب معين أو في معنى سوى الحديث الصحيح نأخذ به أو يوجد فيه الحديث الحسن نأخذ به، ولو كان فى هذا الباب الحديث الضعيف نأخذ به أيضا.
ونوه علي جمعة، إلى أن الحديث الذى نأخذ به هو الحديث الذى كذب الناس الفسقة على رسول الله به، وهو الحديث الموضوع وسمى الحديث الموضوع “حديثا” لأن من وضعه ادعى أنه من كلام رسول الله وهو ليس كذلك.
وتابع أن الأحاديث الموضوعة معروفة ومشهورة مضبوطة أيضا ونحذز منها، وتكون عادة
تخل بأصل من أصول الدين أو تعارض نصا من نصوص القرآن أو تهدم قاعدة من القوعد العامة التى عرفها المسلمون من دينهم.
وذكر أنه ظهر فى العصر الحديث بعض الناس يدعون إلى ترك الحديث الضعيف أيضا، وهذا أمر سيئ للغاية، لأنه يوجد فى مجال هذا الضعيف أشياء مهمة جدا، ولأنه يوجد احتمال كبير أن تكون صحيحة ولكن سندها وتوثيقها أقل من درجة الحسن فهي فى أدون الدرجات، ولكن لها سند وبحث.
واستطرد أنه في كثير من الأحيان نتتبع الأحاديث الضعيفة فنجدها بأسانيد أخرى فتصح وتنتقل من الضعيف إلى الحسن أو الصحيح أو من الحسن إلى الصحيح، وهذا يحدث كثيرا.
لذلك التسرع من بعض الناس برفض الحديث الضعيف هذا أمر سيء للغاية ولم يفعله الأئمة عبر التاريخ أبدا، فالبخاري الذى له الصحيح له أيضا كتاب الأدب المفرد وفيه الضعيف كثير، فكل الائمة استدلوا بالضعيف ولكن بشرطه.
شروط الأخذ بالحديث الضعيف
وقال علي جمعة إن شروط الأخذ بالحديث الضعيف هو ألا يخالف أصلا وألا ننسبه فى ذاته عن رسول الله، فنقول “قيل عن رسول الله أو روي عن رسول الله” ولا نقول “قال رسول الله” كما نفعل فى الصحيح والحسن.
وفى الحقيقة بدأ هذه المسألة الأستاذ ناصر الدين الألباني، فهو الذى كان متشددا جدا فيها وناقشه العلماء ولكنه لم يقتنع بهذه النقاشات، وهو له مجهودات كبيرة فى مجال التوثيق ولكن كان رأيه هكذا وعلماء الأمة ردوا عليه.