لا تزال فرضية تسرب فيروس كورونا من معهد الفيروسات في الصين، تظهر من فترة لأخرى، فبينما اتهمت الولايات المتحدة الصين بمسئوليتها عن ظهور الكارثة وخروج الوباء من المعمل ربما بطريقة غير مقصودة، اتهمت الصين أمريكا بالتجديف بحقها، مدعية في إحدى روايات دفاعها إن الفيروس لم يظهر عندها وقدم إليها من الخارج.
وحتى تظهر الحقائق، فلايزال من الثابت بأقوال العلماء الكثر في العالم أن فيروس كورونا لم يخلق معمليًا، وإنه ظهر بشكل طبيعي ، إلا أن المعلومات الكاملة عن بداية ظهوره الحقيقي غير دقيقة.
وإن كانت الرواية الأبرز والتي لها مصداقية بشكل جيد، أن الفيروس ظهر في ديسمبر من العام 2019 في مدينة ووهان في الصين، نتيجة انتقال العدوى من خفاش إلى حيوان ناقل للمرض ومنه للإنسان، وانتقال العدوى بعد ذلك بين الناس، وانتشارها في ووهان ثم إلى مناطق أخرى في الصين ومنها إلى خارجها إلى العالم.
رواية التسرب المعملي
لكن رواية التسرب المعملي لا يزال لها وجاهة، إذ كشفت وثائق حصل عليها موقع “إنترسيبت” "Intercept" الأمريكي، أن الولايات المتحدة خصصت أكثر من 3 ملايين دولار للبحث في مخاطر ظهور فيروسات كورونا في الخفافيش وانتقالها إلى البشر.
وقال موقع "إنترسيبت"، إن الإدارة الأمريكية وزعت منحة على العديد من المنظمات العلمية، بما في ذلك المعهد الصيني لعلم الفيروسات في ووهان بالصين.
وأضاف الموقع أن لديه 900 صفحة من الوثائق حول موضوع التمويل الأمريكي للبحوث الفيروسية في الصين، بما في ذلك معلومات حول منحة تم تقديمها عن طريق المعاهد الوطنية للصحة في الفترة 2014-2019.
وقال إنترسيبت إن معهد علم الفيروسات في ووهان، مُدرج ضمن المستفيدين من المنح الأمريكية، وهو ما يفتح المجال لعودة التكهنات بأن مشروعا ممولا من قبل دافعي الضرائب الأمريكيين يمكن أن يكون قد ساهم في ظهور وباء كورونا، خاصة وإن هذا الأمر قد يسبب مشكلات عدة ومسائلات إذا ما نشرت الأوراق الكاملة للتسريبات.
هذا في ظل إن هذه المعلومات ليست أول مرة تطرح وهناك دوائر أمريكية على علم بهذا، وهو يفتح المجال بشكل أكبر للقول باحتمالية التسرب المعملي للفيروس، حتى ربما دون إن يكون مخلقًا.
وإلى إن يتم التعاطي مع ذلك، وتنتفي صحة الظهور الطبيعي للوباء، والذي شهدت على ذلك منظمة الصحة العالمية، فإن العالم مطالب بأن يقضي على الوباء.
تقرير المخابرات الأمريكية
وسبق وكلف الرئيس الأمريكي جو بايدن المخابرات الأمريكية بتقديم تقريرها حول احتمالية تسبب الصين في تسرب الفيروس ونشره، وبعد أشهر من البحث وربما تجنيد المخابرات لصينيين في ووهان في مواقع مطلعة على المعلومات لإفادتها بمعلومات عن الوباء، جاء تقرير المخابرات الذي قدمته لبايدن، خاليًا من الإدانة للصين، غير قاطعًا برواية التسرب المعملي للفيروس، وقال التقرير المخابراتي الهام، إنه ليس لديه معلومات كافية لتحديد ما إذا كان فيروس كورونا ظاهرة طبيعية أم نتيجة تسرب من مختبر في ووهان.
وبخلاف هذا الجهد المخابراتي الكبير، فإن البحث عن أصل الفيروس يبقى علميًا ومن يطلع به العلماء، وهم إلى الآن يقولون بأنه لاتسرب معملي للفيروس، وإنه ظهر بشكل فجائي نتيجة عادات غذائية غير محبذة على الإطلاق، وعدم حرص، أدى بالعدوى إلى الانتقال من الخفاش إلى ناقل وسيط، في الغالب قد يكون حيوان آكل النمل الحرشفي، ومنه إلى الناس، مع عدم النظافة الكافية وعدم التطهير لحيوانات لا تأكل غالبًا، تتغذى في الغالب على كل شئ وتعد من المصادر الخام للفيروسات.