قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالعفو وعدم رد الإساءة، قال تعالى “فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ”، و"وقُولُوا للنَّاسِ حُسْناً وأَقِيمُوا الصَّلاةَ"، فقبل إن نقيم الصلاة نقول للناس حسنا، و"وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".
وأضاف علي جمعة، أن آية "فاعفوا واصفحوا" أتت فى سياق أن هناك أناس يفترون علينا ويسبونا ويريدون إيقاع الأذى بنا، فالعفو والصفح لهما أجرهما أما لو رد الإنسان سيضيع هذا الثواب.
ونوه علي جمعة أن رَجُلا سَبَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ ، فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَكَتَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمَّا سَكَتَ الرَّجُلُ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَدْرَكَهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ سَبَّنِي وَسَكَتُّ فَلَمَّا تَكَلَّمْتُ قُمْتَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْمَلَكَ كَانَ يَرُدُّ عَلَيْهِ عَنْكَ حِينَ سَكَتَّ ، فَلَمَّا تَكَلَّمْتَ ذَهَبَ الْمَلَكُ وَقَعَدَ الشَّيْطَانُ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْعُدَ فِي مَقْعَدٍ مَعَ الشَّيْطَانِ؟.
وأشار إلى أننا حتى فى الدعاء نقول “اللهم لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك”، أى كن أنت يا الله وكيلي وحسبي.
وأوضح علي جمعة خلال برنامج “من مصر” المذاع على فضائية cbc، أنه عندما يعفو الإنسان ويصفح ولا يطلع على هذا حتى لا يوغر صدر نفسه ويكون سليما، وفى النهاية سيصبح نافعا خيرا عابدا معمرا مزكيا للنفس وذلك خير كثير.
وتابع علي جمعة أن من يسلك غير ذلك فهو إنسان “فاضي” لأنه لا يوجد وقت، فالعبد مطالب منه فعل الكثير كالعبادة والعمارة وخير يقوم به وتزكية يزكيها فمن أين يأتى بالوقت لهذا اللهو.
وأكد علي جمعة أنه لا يوجد وقت فدقات قلب المرء تقول له "إن الحياة دقائق وثوان"، فيجب على الإنسان أن يكون ذكيا وفطنا ولا يقع فى هذه المعادلة الساذجة وهي الوقوع فى اللهو فتضيع منه الأعمار وهي لا تأتى مرة أخرى.
واستطرد: أن البعض لا يقدر على تطبيق هذا ولذلك من المهم أن يتخلق الإنسان بما أمره الله به وهو الصبر عما يقولون والتركيز على الذات والنفس لصلاحها وعدم الانجراف خلف تلك الأقوال والمجادلات.