قال وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، إنه يتعين على حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان التقيد بـ خمسة شروط مسبقة لكي يحظى نظامها باعتراف المجتمع الدولي، مؤكدا أن طالبان عليها احترام الحقوق، خاصة حقوق المرأة، وبالرغم من أنهم يصرحون بذلك ولكن يجب أن يفعلوه، بجانب تشكيل حكومة انتقالية.
وأوضح الوزير الفرنسي أن هذه هي الشروط حتى تحصل حركة طالبان على اعتراف دولي، ولكن في الوقت الحالي يجب عليهم ينفذوا تلك الإجراءات، محذرا حركة طالبان من أنهم إذا لم يلبوا هذه المطالب فسوف يكونون منبوذين من المجتمع الدولي، وسيتعين جعلهم يعيشون وضع المنبوذين هذا قدراً كبيراً من الحزم.
حركة إرهابية
وفي هذا الصدد قالت، الكاتبة الصحفية الفرنسية فيولا بدوي، إن حركة طالبان مصنفة في أغلب الدول الأوروبية على أنها حركة إرهابية، ووصولها إلى الحكم في أفغانستان والسيطرة، يحتاج إلى شرعية دولية، ولا بد أن المجتمع الدولي سيوافق في حال وافق الشعب الأفغاني بشرط ألا يكون هناك تحفظ في طريقة الوصول للحكم، وبالنسبة لطالبان فهي لا تحظى بتأييد شعبي حتى الآن.
وأكدت "بدوي"، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن المشكلة بين فرنسا وطالبان أن تلك الحركة إرهابية ولها أفكار متشددة لا تتماشى مع طبيعة القيم التي تستند عليها الجمهورية الفرنسية، وبعض دول أوروبا، وبالتالي وضعت فرنسا شروطها الخمسة الخاصة بها للتعامل مع النظام الذي يحكم في أي بلد وليست أفغانستان وحدها، كما حددهم وزير الخارجية الفرنسي، والذي أكد على ضرورة أن تترجم تلك الشروط إلى قرارات على أرض الواقع وليس مجرد تصريحات الموافقة التي تبعثرها الحركة يمينا ويسارا.
الشرط الأول
وأوضحت "بدوي" أن الشرط الأول هو احترام حقوق المرأة ولا يعني هذا كما رأينا أن يصرح أحد المسؤلين الأفغان بأنهم سوف يسمحون بالتعليم للمرأة بشرط الحجاب واحترام الضوابط الإسلامية، مؤكد أن هذا كلام مطاط لأن المرأة الأفغانية ترتدي أصلا الحجاب في كل وقت، ويمكن أن تكون الضوابط الإسلامية أن يرفض ولي الأمر تعليم المرأة، وبالتالي لا يوجد احترام لحقوق المرأة، وحقوق المرأة مختلفة منها الحق في التعليم والمحافظة على صحتها النفسية والجسدية بما يعني وقف زواج القاصرات بجانب الحق في العمل.
الشرطان الثاني والثالث
وأضافت أن الشرط الثاني هو عدم إعاقة خروج اللاجئين الأفغان، ومن أراد الخروج من أفغانستان وتتوافق فيه شروط الخروج واللجوء، عليه أن يخرج، فلا يمكن أن يظل حبيسا لمجرد أن الدولة تقييده وتمنعه من الخروج.
وتابعت قائلة: "إن الشرط الثالث هو ضمان منع عودة الإرهاب مرة أخرى، وهذا يعني أنه على طالبان ألا تدعم الإرهاب وتصديره واستقطابه وتتبنى الأعمال الإرهابية أو تعطي اتباعها في جميع أنحاء العالم إشارات مبطنة بأن يقوموا بالعمليات الإرهابية وبالتالي عليها ضمان ذلك.
الشرطان الرابع والخامس
وأشارت إلى أن الشرط الرابع هو أنه على طالبان أن تضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل أفغانستان، حتى تتمكن دول العالم من تقديم العون للشعب الأفغاني وبالنسبة للشرط الخامس فهو أن يتم تشكيل حكومة انتقالية، لأن قبل معرفة القيادات القادمين لأفغانستان، فسيكون كل هذا الكلام والتصريحات التي تصدرها طالبان مجرد تسويق إعلامي.
واختتمت قائلة: "إن فرنسا تشترط أن تتقيد أفغانستان بهذه الشروط الخمسة كي تحظي بتأييد المجتمع الدولي، كما قال وزير الخارجية الفرنسي، ورغم أن تصريحات طالبان تبدو معتدلة ولكنها لا قيمة لها في حال لم تنفذ على أرض الواقع، كما أن هذه الشروط لا يمكن تجاوزها من روسيا أمريكا".