قالت نهلة عبد المنعم الباحثة بمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، إن زلماي خليل زاد هو دبلوماسي أمريكي ولد في أفغانستان من أبناء قبيلة البشتون، وعمل لفترة كبيرة كسفير للولايات المتحدة في أفغانستان، وعلى دراية كاملة بالتركيبة الأفغانية، لذلك اختارته الإدارة الأمريكية رئيسا للوفد الأمريكي في أفغانستان والمسئول الأول عن هذا الملف، وقائدا للتفاوض الأمريكي مع طالبان، كما أنه له علاقات قوية بالحركة.
زلماي خليل زاد
وأضافت "عبد المنعم"، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن زلماي خليل زاد هو مسئول عملية التفاوض ممثلا عن الجانب الأمريكي منذ سنوات، وكان دائما على دراية وإلمام بالملفات الخاصة بالشأن الأفغاني داخليا وخارجيا، باعتباره من أصول أفغانية، ونجح في التعامل مع طالبان وتحقيق ما أرادته الولايات المتحدة.
وأوضحت الباحثة بمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، أن المفاوضات الداخلية في أفغانستان من المفترض أن تكون بين جميع الأطراف، طبقا لشروط اتفاق فبراير 2020 بين أمريكا وطالبان، والذي نص أيضا على الإفراج وتبادل المسجونين بين رئيس الحكومة أشرف غني وطالبان، وهو ما لم يستجب له غني فضغط أمريكا عليه من أجل الإفراج عن مسجوني طالبان.
وسلطت الضوء على هذا الموقف قائلة: "هذا الموقف ضغط فيه أمريكا على الرئيس أشرف غني من أجل طالبان وهذا يظهر الطرف الأمريكي وقوفه بصف من".
تصريحات زاد
وأشارت إلى أن الانسحاب الأمريكي كان يجب أن يكون بعد أن يتم التفاوض داخليا حتى تقف الدولة على أرض صلبة، ولكن الولايات المتحدة خرجت وتركت الوضع الأفغاني ليصبح كما هو عليه الآن، سيزداد تعقيدا خلال الفترة القادمة.
بالنسبة لتشكيل الحكومة وهل ستضم أكثر من جبهة أم لا ودور الدبلوماسي الأمريكي زلماي خليل زاد في هذا، أوضحت نهلة عبد المنعم أن زاد كان قد صرح من قبل سيطرة طالبان على العاصمة بأنها تريد نصيب الأسد في السلطة القادمة، مبرهنة انتشارها العسكري سياسيا، مؤكدة أن هذا التصريح هام جدا ويعتبر إعلانا ضمنيا بالموافقة على الأمر الواقع، ولكن الحقيقة والمعروف أن الدبلوماسي الأمريكي زلماي خليل زاد سينفذ رؤية واستراتيجية أمريكا.
واختتمت قائلة: "يتضح من التصريحات الصادرة عن الدول الإقليمية أنها نسقت ملفاتها مع طالبان ولديها علاقات جيدة مع هذا التيار، وهو ما سيتضح خلال الأيام المقبلة، مثلما قال السفير الروسي داخل أفغانستان إن طالبان ليست عدوا".