قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

التضحية براشد الغنوشي.. صراعات وانقسامات داخل جماعة الإخوان في تونس

راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإخوانية في تونس
راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإخوانية في تونس
×

بدأت حركة النهضة الإخوانية في تونس في التفكير بشكل مختلف إزاء الأحداث الأخيرة في تونس، والتعامل مع قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد التي جاءت بإقالة الحكومة وتعطيل العمل بالرلمان بقيادة راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، بأكثر حرص وحكمة ومناورة.

فبدأت الحركة بدعم من التنظيم الدولي للإخوان بالتفكير في التضحية براشد الغنوشي زعيم الحزب لإثبات حسن نواياهم وتغير صورتهم أمام الشعب التونسي، الذي وقف أمامهم وقال كلمته بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد التي كانت تحت حكمهم.

وتشير التقارير الإعلامية عن وجود صراعات كبيرة بداخل حركة النهضة التونسية التابعة لـ تنظيم الإخوان المسلمين، ووجود مطالبات من شباب الحركة بالإطاحة براشد الغنوشي وتعيين زعيم للحركة أكثر مرونة وتقبلا من الشعب.

صراعات قديمة

وفي هذا الصدد يقول أحمد سلطان، الباحث في شوؤن الحركات الإرهابية والإسلام السياسي، إن ما يحدث الأن في حركة النهضة هي صراعات قديمة بداخل الحزب اشتعلت خلال السنوات الأخيرة وخلال عام 2020 بالتحديد، لأن راشد الغنوشي مصمم على التمسك بمنصبه كزعيم لحركة النهضة في تونس، في حين أن هناك أجيال شبابية وقيادات أكثر انفتاحا داخل الحركة التونسية إنها أحق بمقعد القيادة من راشد الغنوشي.

بالعصي والجزرة

وتابع سلطان في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن راشد الغنوشي عندما وصل إلى تونس في 2011 قال أنه آن الأوان لنطلق قيادة الحركة للشباب، ولكن إغراء العمل السري وإغراء التنظيم جعله ممسكة بأمور حركة النهضة وتحكم بها "بالعصي والجزرة" معتمدا على علاقته بالتنظيم الدولي للإخوان وإمساكه بملف التمويل الداخلي والملف المالي للحركة.

الانقلاب على الغنوشي

ولفت أنه «مؤخرا بدأت في تصاعد النبرة الناقمة على راشد الغنوشي، حتى أنه قبل الأزمة التونسية الحالية وتحديدا في 2020 تقدم أكثر من 100 عضو من حركة النهضة وهم قياديين في مجلس الشورى وقياديين في المكتب التنفيذي في الحركة بطلب إلى راشد الغنوشي يفيد بألا يترشح مجددا لرئاسة حركة النهضة ولا يقوم بتعديل الفصل 31 من ميثاق النهضة الداخلي الذي ينص على عدم ترشح زعيم الحركة إلى أكثر من دورتين رئاسيتين، وبالفعل ترشح الغنوشي لفترتيين رئيسيتين إنتهيا في 2020».

وأشار إلى أنه «بالرغم من إنتهاء الفترتين الرئاسيتين لراشد الغنوشي إلا أنه مازال يتزعم حركة النهضة، بسبب أن التيار المقرب من الغنوشي قام بلعبة داخل الحركة وهي تأجيل المؤتمر 11 لحركة النهضة والذي كان من المقرر أن يتم فيه انتخاب رئيس جديد للنهضة، من أجل أن يظل الغنوشي في السلطة».

رد الغنوشي

وأضاف: «عندما تم تأجيل المؤتمر قال الغنوشي في رده على المجموعة التي طالبت باستقالته "أن الزعماء بخلاف الرؤساء، الزعماء لا بد أن تستثمر فيهم الأحزاب ويكملوا فتراتهم في رئاسة الحزب أو الحركة ويكملوا فترات عديدة لأنهم نجحوا"، هكذا كان يفكر راشد الغنوشي بالرغم من أن الحركة كان تنقسم وتتشظى وتعاني من صراعات جيلية وفجوات بين القيادات والقواعد التنظيمية».

تصرفات سياسية خاطئة

ولفت أن «شباب حركة النهضة قد انقلبوا على الحركة وانقلب قيادات من مجلس الشورى والمكتب التنفيذي على راشد الغنوشي واعتبروا أنه سبب من أسباب الأزمة الحالية في تونس التي تعصف بمستقبل النهضة السياسي، وحملوه المسؤولية نتيجة تصرفاته السياسية على مدار السنوات الماضية، نتيجة خلافة للوجود التي قطعها على نفسه وعلى حركة النهضة مؤخرا مثل ما كان يقول أنه لا يطمح إلى أي منصب سياسي ولكنه ترشح لرئاسة البرلمان، مما عطل الحياة السياسية في تونس وإنعكس ذلك على الوضع الاقتصادي في البلاد نتيجة القرارات الخاطئة والسياسات الخاطئة التي كان يأخذها في فترة حكومة للبرلمان والحكومة التي كانت تابعة له».

الاصرار على الإطاحة بالغنوشي

وأوضح أن «راشد الغنوشي يعول على ارتباطه بالتنظيم الدولي وعلى وجود تيار داعم له أغلبهم من الدائرة القيادية القديمة، مثل صهرة في الحركة واقربائه، ولكن شباب الحركة كانوا أكثر ثباته وقوة، وتم دعمهم في موقفهم المجموعة من القيادات البارزة مثل عبد اللطيف مكي وغيره من القيادات، وأصروا على أن الراشد الغنوشي لا بد أن يتحمل المسؤولية في الأزمة السياسية الحادثة في تونس، وأن لا يأخذ حركة النهضة في طريقة، بالتالي بدأت في حركة النهضة حملة ضغط على الغنوشي».

ضغط التنظيم الدولي على الغنوشى

وتابع أنه «في إطار حملة الضغط بدأ التنظيم الدولي للإخوان في إلتقاط رسائل شباب الإخوان في حركة النهضة والتقت الوضع السياسي الحالي ووجهت له توصيات من تركيا وغيرها، بأن يتراجع الغنوشي عن موقفة المتشدد خاصة بعد أن فشلت الحركة في حشد الجماهير ضد قرار الرئيس قيس سعيد الذى أتخذه في عشية عيد الجمهورية يوم 25 يوليو الماضي».

وأوضح الباحث في حركات الإسلام السياسي، أن «ما حدث من قبل التنظيم الدولي هو الضغط على راشد الغنوشي وقدمت له تركيا النصائح بأن يتراجع عن موقفة المتشدد وأن وزنه السياسي ووزنة داخل حركة النهضة أصبح ضعيفا ولا يعد له تأثير قوي، ولأسلم له الآن أن ينسحب من قيادة الحركة مختارا لا مجبرا، لذلك صرح راشد الغنوشي بأنه لن يترشح إلى فترة رئاسية جديدة وأنه بصدد الإعداد حاليا للمؤتمر 11 لحركة النهضة الذى سينتخب به رئيس جديد».

انقلاب ناعم

ولفت أن «أن نتيجة التغيرات التي حدثت تم الإتفاق على لجنة إدارة للأزمة في تونس يرأسها عبد السلام الكوماني، وعمل اللجنة في الوقت الحالي دليل على تحجيم دور الغنوشي وانقلاب ناعم على الغنوشي لكي لا تغرق حركة النهضة، حتي أن لجنة إدارة الأزمة أخبرت الغنوشي أن عليه الإنسحاب وأن يعلن استعداده للتخلي عن منصبه كرئيس البرلمان مقابل أن تستمر المسيرة السياسية البلاد واستكمال حركة النهضة عملها».

واختتم أن «الأزمة الحقيقية في حركة النهضة نبعت من داخل الحركة ثم استجابت لها الأطراف الخارجية التابعة لجماعة الإخوان وليس العكس».