وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الانسحاب الأمريكي الشامل من أفغانستان، بأنه أكبر إذلال للولايات المتحدة في تاريخها، وذلك في عهد الرئيس الحالي جو بايدن، وشن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، هجوما لاذعا على الرئيس الحالي، جو بايدن، واصفا ما حدث بالكارثة التي بدأت تتكشف في العاصمة الأفغانية كابل.
وتشير التقارير الأولية إلى أن الولايات المتحدة تركت لـ حركة طالبان التي ظلت تحاربها طوال 20 عاما منذ 2001، غنيمة لا تقدر بأموال، وأسلحة من أرقى ما يستخدمه الجيش الأمريكي، ولعل أبرز المكاسب هي المعدات العسكرية الكاملة والقواعد العسكرية مثل قاعدة بجرام العسكرية معقل القوات الأمريكية وقوات الناتو خلال الحرب ضد طالبان.
ونستعرض خلال التقرير التالي ما تركته الولايات المتحدة من غنيمة متراكمة من 20 عاما لـ حركة طالبان ..
حجم القوات
في عام 2001، شنت الولايات المتحدة هجوما ضاريا على أفغانستان للإطاحة بنظام حركة طالبان، بعد أن وجهت واشنطن اتهاماتها للحركة بإيواء أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وشخصيات أخرى تسببت في أحداث برجي التجارة العالمية في 11 سبتمبر.
وفي سبيل القضاء على الحركة، ضخت الولايات المتحدة مليارات الدولارات، بجانب مليارات أخرى لتمويل عملية إعادة الإعمار وإعادة بناء القوة العسكرية الافغانية، ووصل حجم القوات الأمريكية في أفغانستان سواء للمشاركة في الحرب أو التدريب حوالي 110 آلاف جندي أمريكي في عام 2011، وهو ثلث عدد الجيش الأفغاني البالغ 300 ألف جندي، ولكن تراجعت أعداد القوات الأمريكية تدريجيا حتى أصبحت 4000 جندي فقط في عام 2020.
الإنفاق العسكري في 2010
كانت غالبية الإنفاقات العسكرية من الولايات المتحدة، ووصلت ذروتها خلال الفترة بين 2010 و2012، وهي الفترة التي شهدت بداية أكبر تواجد عسكري أمريكي وتجاوز عدد القوات الأمريكية في مختلف الأسلحة 100 ألف جندي، وارتفعت تكلفة الحرب لما يقارب 100 مليار دولار سنويا، وفقا للأرقام الحكومية الأمريكية.
وتراجعت هذه التكلفة بشكل كبير، حين بدأت القوات الأمريكية في توجيه تركيزها نحو تدريب القوات الأفغانية، بدلا من شن عمليات هجومية على حركة طالبان.
الإنفاق العسكري في 2018
بلغ الإنفاق العسكري الأمريكي في عام 2018 حوالي 45 مليار دولار، وذلك طبقا لما صرح به مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، أمام الكونجرس الأمريكي.
الإنفاق العسكري حتى 2019
وفي عام 2019، بلغ حكم النفقات العسكرية الأمريكية في أفغانستان إلى 778 مليار دولار طبقا لما أعلنه البنتاجون، بجانب 44 مليار دولار أنفقتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وهيئات حكومية أخرى على مشاريع إعادة الإعمار.
التكلفة النهائية منذ 2001 – 2019
ووصلت التكلفة الإجمالية للنفقات الأمريكية في أفغانستان بين عامي 2001 – 2019 بحسب البيانات الرسمية الأمريكية إلى 822 مليار دولار، بدون حساب تكاليف النفقات في باكستان، والتي تستخدمها الولايات المتحدة كقاعدة لعملياتها في أفغانستان.
وتشير دراسة أخرى أجرتها جامعة براون في عام 2019، إلى أن تكاليف الحرب الكلية في أفغانستان وباكستان وصلت إلى ما يقارب من 978 مليار دولار، وتتضمن هذه الدراسة المال الذي رصد للعام المالي 2020.
كيف أهدر المال الأمريكي؟
تشير البيانات الرسمية إلى أن الولايات المتحدة أنفقت 143 مليار دولار على جهود إعاد الإعمار في أفغانستان منذ عام 2002، وأنفقت من هذا المبلغ حوالي 88 مليار دولار كمساعدات عسكرية لإعادة بناء القوات العسكرية الأفغانية من بناء قواعد عسكرية وجوية ومعسكرات الجنود، وكذلك مخازن كاملة ممتلئة بالأسلحة بجانب المدرعات والدبابات والقوات الجوية التى استولت عليها الحركة.