يشاهد العالم ما يحدث في أفغانستان بعد انسحاب الولايات المتحدة وسيطرة حركة طالبان على البلاد، وسط مخاوف من أن تصبح أفغانستان بؤرة للإرهاب وقمع الحريات وخاصة حرية المرأة.
ومع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وقول الرئيس جو بايدن إن «الولايات المتحدة لن تحارب نيابة عن الجيش الأفغاني»، وترك الشعب الأفغاني يواجه مصيره وحيدا، يعود إلى الذاكرة الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في أنحاء متفرقة من العالم وارتكبت بها ما قد يندرج تحت مسمى جرائم حرب.
وفي التقرير التالي يعرض «صدى البلد» أخطر جرائم الحرب التي ارتكبتها الولايات المتحدة في الحروب التي خاضتها في القرن العشرين والواحد والعشرين ..
الحرب العالمية الثانية
ارتكبت الولايات المتحدة ما يندرج تحت جرائم الحرب خلال الحرب العالمية الثانية، وكان ذلك عندما أسقطت قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان عام 1945، حيث قتلت ما يصل إلى 140 ألف شخص في هيروشيما 80 ألف شخص في ناغازاكي، حيث مات ما يقرب من نصف هذا الرقم في نفس اليوم الذي تمت فيه التفجيرات.
ومن بين هؤلاء، مات 15-20 ٪ متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق، والصدمات، والحروق الإشعاعية، يضاعفها الأمراض، وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي. ومنذ ذلك الحين، توفي عدد كبير بسبب سرطان الدم (231 حالة) والسرطانات الصلبة (334 حالة)، تأتي نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل، وكانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين.
كما أن قوات المحور والتي كانت بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة كانت تقوم بإلقاء القنابل على المدن والمدنيين مما تسبب في مقتل أكثر من 2.5 مليون شخص جراء هذه الأعمال الوحشية، ومن هذه العمليات، قصف مدينة دريسدن الذي خلف 25 ألف قتيل وبرلين الذي خلف 800 ألف قتيل بألمانيا.
الحرب الكورية
الأفعال والجرائم الغير إنسانية تواصلت من قبل الجيش الأمريكي وارتكب ما قد يندرج تحت مسمى جرائم حرب، حيث قتل ما بين 300 إلى 400 مدني في 4 أيام من 26 إلى 29 يوليو 1950 عن طريق وحدة برية وطائرات عسكرية أمريكية، وكان أغلبهم نساء وأطفال وشيوخ في قرية نوجن ري بـ كوريا الجنوبية، كما أنه لم يتم التعرف على أغلب القتلى والمفقودين حتى اليوم.
حرب فيتنام
بلغت أعداد جرائم الحرب الموثقة لدى البنتاجون 360 حادثة، ليس من ضمنها مجزرة ماي لاي، والتي راح ضحيتها من 347 إلي 504 مدني في فيتنام، أغلبهم نساء وأطفال في 16 مارس 1968.
ومن ضمن جرائم الحرب الأمريكية في فيتنام استخدام الرش الكيميائي لتدمير وحرق وإتلاف البشر والحقول والقرى، مثل الرش البرتقالي والأزرق والأخضر، مثال لك عملية رانش هاند والتي وقعت سنة 1962 واستمر تأثيرها حتى 1971.
وكانت فيتنام قد ادعت سنة 1995 أن عدد القتلى في الحرب بلغ 5 مليون شخص، منهم 4 ملايين من الأشخاص العزل والمدنيين، في حين كان وزير الدفاع حينما ماكنامارا قال في لقاء متلفز لاحقا أن عدد كان القتلى 3 مليون 400 ألف شخص.
الحرب على الإرهاب
ظهرت العديد من جرائم الحرب على يد القوات الأمريكية في حق المدنيين في العراق وباكستان وأفغانستان واليمن والصومال، في صور قصف جوي ضد مدنيين عُزل أو اغتصاب النساء والرجال أو قتل أسرى حرب أو تعذيبهم وانتهاك آدميتهم أو إبادة جماعية أو استخدام أسلحة محرمة دوليا.
حيث قامت منظمة هيومن رايتس ووتش بالادعاء في 2005 أن مسؤولية القيادة قد تجعل كبار المسؤولين مع إدارة بوش مذنبين بجرائم حرب، سواء كان ذلك بعلمهم أو كان بأشخاص تحت مسؤوليتهم.
ولم يتم حتى الآن إجراء تحقيق عالي المستوى في الجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية في فترة ما يُسمى «الحرب على الإرهاب» بداية من 2001 إلى اليوم.
حرب العراق
قدرت بعض الجهات أن قتلى العراق على سبيل المثال بلغ مليوني مدني منذ بداية الحرب في 2003، بالإضافة إلى جريمة سجن أبو غريب التي كانت تستخدمه القوات الأمريكية في تعذيب المساجين العراقيين وإذلالهم وتصويرهم وتكديسهم عراه، حيث ظهرت صور تظهر هذه الجرائم وتفضحها.