تعيش أفغانستان حالة من العبث والدمار وسط خوف ورعب من المواطنين الأفغان بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد والعاصمة كابول، حيث بدأ الآلاف من المواطنين بالنزوح وترك منازلهم والسفر إلى بلدان أخرى.
وكان مشهد سقوط مواطنين أفغان وتطايرهم في السماء من على عجلات طائرة أمريكية عسكرية لحظة إقلاعها من مطار كابول في محاولة منهم للهرب، مشهدا مؤثرا ومعبرا عن حالة الفزع والخوف التي يعيشها المواطنون في أفغانستان.
كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى
ومن جانبة يقول الكاتب الصحفي أكرم ألفي، الباحث في العلاقات الدولية، إن ما يحدث في أفغانستان هو كارثة بكل ما تحملة الكلمة من معنى، تقول أن التطرف سوف يظل موجودا ومواجهته لا تنتهي بل هي مستمرة.
فشل أمريكي كبير
وأضاف ألفي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن ما حدث هو تعبير عن فشل السياسة الأمريكية في أفغانستان، فطوال الـ 20 عاما الماضية لم تستطع الولايات المتحدة بكل الأموال التي أنفقتها أن تبني دولة في أفغانستان يكون لها جيش ومؤسسات وغيرها، بل جعلتها بلا مؤسسات وهشة ومع أول مواجهة بشكل مباشر انهارت أفغانستان تماما.
وتابع أن "ما حدث من الولايات المتحدة في أفغانستان كان عبارة عن إطفاء حرائق بدون بناء لـ دولة حديثة، وهو ما تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة والقيادة الضعيفة في أفغانستان متمثلة في أشرف غني الرئيس الأفغاني الذي أعلن انتصار طالبان وهرب من البلاد".
ولفت أن "ما حدث اليوم من مشاهد نزوح المواطنين من البلاد والأشخاص الذين سقطوا من الطائرة، لا يجعلنا نتضامن مع أي طرف سواء مع طالبان أو الحكومة الأفغانية، بل تضامننا مع الشعب الأفغاني الذي يعاني الآن وسيعاني في حكم طالبان وخاصة المرأة الأفغانية".
التطرف بيننا ولا ينتهي
وأشار "في بعض الأوقات تكون النهايات سعيدة، لكن في الوضع الأفغاني النهاية حزينة جدا"، مضيفا: "قد نظن في لحظة ما أن التطرف والتشدد اختفى من بيننا، ولكن هو بيننا ومتواجد والمعركة ما زالت مستمرة ولن تنتهي".
الأسوأ في العراق
وحول احتمالية تكرار السيناريو العراقي في أفغانستان، قال إن "أفغانستان سيحدث بها الأسوأ، وسيدفع الشعب الأفغاني ثمنا باهظا قد لا يتصوره أحد بسبب ما يحدث اليوم وبعد سيطرة طالبان على الدولة"، مؤكدا أن "الكارثة ليست أفغانية فقط بل هي كارثة عالمية سندفع جميعا ثمنها.
تنافس بين الجماعات المتطرفة
وعن تأثير عودة طالبان مرة أخرى للمشهد السياسي العالمي وتأثر الجماعات الإسلامية المتشددة الموجودة بالمنطقة بها، قال: "على العالم في هذا التوقيت أن يتضامن ويعلم أن المعركة ضد الإرهاب صعبة ومستمرة ويجب أن تخوضها دول العالم جميعا".
وأكد أنه "من يظن أن مصالحه مع الجماعات الإرهابية والمتشددة، فهو واهن وسيأتي عليه يوما وسيدفع الثمن غاليا".
الحقيقة الوحيدة
وعن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان نكاية في الصين وروسيا وإيران، يقول ألفي إن "هذه التحليلات قد تكون صحيحة، ولكن الشيء الصحيح الآن أن هناك مأساة ستدفع ثمنها الولايات المتحدة الأمريكية"، معقبا: "الحقيقة هي المواطن الأفغاني الذي سقط من الطائرة اليوم، والحقيقة هي المرأة الأفغانية التي ستجبر على الحجاب، والحقيقة الكبرى إننا أمام مأساة بكل المقاييس".
مجرم حرب
ولفت: "إذا كان جو بايدن يخطط إلى مكايدة الصين وروسيا بما يحدث في أفغانستان ومحاولة إشغال إيران بطالبان، فهو مجرم حرب حقيقي، ولكن كل تحليلات السياسية التي نراها الآن ما هي إلا تبرير للهزيمة العسكرية الأمريكية على الأراضي الأفغانية".
وبثت العديد من المواقع فيديوهات بها الآلاف من المواطنين الذين يتسارعون تاركين منازلهم وأعمالهم متوجهين إلىمطار "حامد كرزاي الدولي" بالعاصمة كابول، للتوجه إلى دولة أخرى بعيدا عن وطنهم الذي تسيطر عليه جماعات العنف والتطرف والإرهاب.