بعد هروب الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى طاجيكستان، وخلو منصب الرئيس وسيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان بصورة كاملة أعاد هذا الأمر إلى الاذهان سطوة الحركات الإسلامية وقوتها وتعدي نفوذ الدولة والنظام الحاكم.
وتنتشر في شرق الاوسط وتحديدا في غرب آسيا وفي غرب وشمال افريقيا مجموعة من الجماعات قوتها تعادل قوة الدولة أو تتعدها، وساهمت بعض الحركات المتطرفة في سقوط الدول وأصبحت تسيطر على الحكم.
وفي التقرير التالي موقع «صدى البلد» يبرز عدد من حركات وأولها حركة طالبان في أفغانستان التي أصبحت تحكم البلاد نتيجة قوتها التي تفوق قوة الدولة:
طالبان في أفغانستان
نشأت الحركة الإسلامية الدينية المعروفة باسم طالبان في ولاية قندهار الواقعة جنوب شرق أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994م، على يد الملا محمد عمر، وهو أبو طالبان حيث رغب في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرًا لهم عام 1994م
وبعد سقوط الجمهورية الديموقراطية الأفغانية التي دعمها الاتحاد السوفييتي في عام 1992م، تردت الأوضاع في أفغانستان وشاع قانون الغاب بين القوى الأفغانية المتناحرة.
وبعد سيطرتهم على الحكم مرة أخري وهروب الرئيس المستقل أشرف غني بدأت حركة طالبان بالفعل بتغيير الحياة اليومية في الأماكن التي تحكم قبضتها عليها في أفغانستان، بعد سيطرتها على مناطق كبيرة في البلاد، ومن بين هذه التغييرات الخطاب الإعلامي وتغير أمور عدة داخل الدولة الافغانية.
حزب الله في لبنان
«حزب الله»لا يخضع لسيطرة الدولة بل يخضع للامين العام للحزب، والحزب يعتدي على الدول وعلى سيادتها ويشن هجمات على بعض الدول فيما تسبب في أزمات سياسية ودبلوماسية بل أزمات طاحنة للدول وكان آخرها يقوم الحزب بشن هجمات على اسرائيل دون رغبة لبنان ودون رغبة الحكومة اللبنانية، مما يعرض لبنان وشعبه للخطر جراء ماتقوم به اسرائيل من رد، وأكد المراقبين أن الحزب يتمتع بسلطة أكبر من الدولة.
«حزب الله»هو جماعة شيعية إسلامية مسلحة وحزب سياسي مقره في لبنان. الجناح العسكري لحزب الله هو مجلس الجهاد، وجناحه السياسي هو حزب كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني، وبعد وفاة عباس الموسوي في عام 1992، ترأس الجماعة حسن نصر الله أمينها العام.
بوكو حرام في نيجيريا
هي جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد التي غيرت اسمها بعد مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى ولاية غرب أفريقية والمعروفة بالهوساوية باسم بوكو حرام أي «التعاليم الغربية حرام»، هي جماعة إسلامية نيجيرية سلفية جهادية مسلحة تتبنى العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا.
القائد الحالي لها هو أبو مصعب البرناوي الذي عينه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والي ولاية غرب أفريقيا في 4 أغسطس 2016، خلفًا للوالي السابق أبي بكر شيكاو، وسميت هذه الجماعة بطالبان نيجيريا وهي مجموعة مؤلفة خصوصاً من طلبة تخلوا عن الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما بولاية يوبه شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر.
وفي 12 مارس 2015 قبلت داعش بيعة بوكو حرام التي كانت قد أعلنت بيعتها في بداية الشهر، وذلك بعد بث شريط صوتي على الشبكة العنكبوتية.
حركة حماس في فلسطين
هي حركة لم تعترف بالنظام الحاكم ولا تعترف بالرئيس محمود عباس، وسيطرت الحركة على الأوضاع أكثر من 20 عام على قطاع غزة وتقوم بشن هجمات على إسرائيل وتعرض فلسطين للمشكلات، ويرى المراقبون أن هذا تعدي على سلطة ونفوذ وقانون الدولة الفلسطينية.
«حركة حماس أو حركة المقاومة الإسلامية» هي حركة فلسطينية إسلامية سنية، شعبية وطنية، مقاومة للاحتلال الصهيوني.
وهي جزء من حركة النهضة الإسلامية الذي تؤمن أن هذه النهضة هي المدخل الأساسي لهدفها وهو تحرير فلسطين كاملة من النهر إلى البحر، وهي أكبر الفصائل الفلسطينية تمثيلًا في المجلس التشريعي الفلسطيني حسب آخر انتخابات تشريعية في فلسطين عام 2006، جذورها إسلامية وتعرف نفسها على أنها حركة تحرر وطني ذات فكر إسلامي وسطي معتدل، تحصر نضالها وعملها في قضية فلسطين، ولا تتدخل في شؤون الآخرين، «ترتبط حركة حماس فكرياً بجماعة الإخوان المسلمين»، تعمل على توفير الظروف الملائمة لتحقيق تحرر الشعب الفلسطيني وتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي، والتصدي للمشروع الصهيوني المدعوم من قبل قوى الاستعمار الحديث، وتحرير الأرض والقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وعودة اللاجئين والنازحين، وإنجاز المشروع الوطني الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الحقيقية، والعمل على خدمة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده بكل الوسائل وفي جميع المجالات، بما يمكنه من الصمود والثبات، وتحمل تبعات المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتَعتبِر الحركة أرضَ فلسطين وقفاً إسلامياً ووطناً تاريخياً للفلسطينيين وعاصمتها القدس، تعتمد الحركة النظام المؤسساتي تنظيمياً، و تعتمد الشورى في اتخاذ القرار ممثلاً في مجلس شورى الحركة، تحصر الحركة مقاومتها ضد الاحتلال الإسرائيلي فقط، وليس لها أي معركة مع أي طرف في العالم، فهي لا تقاوم إلا من يقاتل الشعب الفلسطيني ويحتل أرضها، والمقاومة عند حماس وسيلة وليست غاية.
حركة تنظيم الشباب الصومالي في الصومال
تقوم حركة تنظيم الشباب الصومالي بنشر الرعب والإرهاب وساهمت في أن تصبح الصومال دولة بلا أنياب، وقسمت البلاد وزادت عليها الديون وانهيار كامل للدولة.
حركة الشباب الإسلامية فيالصومال هي حركة إسلام سياسي قتالية صومالية تنشط في الصومال، تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري، وتتهم من عدة أطراف بالإرهاب بينها الولايات المتحدة الأمريكية، النرويج والسويد.
الحركة التي تأسست في أوائل 2004 كانت الذراع العسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية التي انهزمت أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة غير أنها انشقت عن المحاكم بعد انضمامه إلى مايعرف بـ"تحالف المعارضة الصومالية".
تلك الحركة تمول نشاطاتها من خلال القرصنة قبالة سواحل الصومال، كما يتواجد مقاتلين أجانب مسلمين داخل الحركة كانوا قد دعوا للمشاركة في (جهاد) ضد الحكومة الصومالية وحلفائها الصليبيين الإثيوبيين، كذلك تقوم عناصر تابعة للحركة بالقيام بالتفجيرات الانتحارية، من بينها اغتيال وزير الداخلية الصومالي السابق العقيد عمر حاشي أدن في 18 يونيو 2009 الذي قضى في التفجير داخل فندق بلدة بلدوين وسط الصومال وقتل معه 30 شخصا على الأقل حيث أعلن متحدث باسم الحركة في مؤتمر صحفي لاحق تبني الحركة للهجوم ووصفها للوزير «بالمرتد الكافر».
قوات الحشد الشعبي في العراق
قوات الحشد الشعبي هي قوات نظامية عراقية، وجزء من القوات المسلحة العراقية، يقوم بأمرة القائد العام للقوات المسلحة ومؤلفة من حوالي 67 فصيلاً، تشكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف، وذلك بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد، وأقر قانون هيئة الحشد الشعبي بعد تصويت مجلس النواب العراقي بأغلبية الأصوات لصالح القانون في 26 نوفمبر 2016.
تكونت نواة من بعض الفصائل المسلحة بعد أن أصدر نوري المالكي، رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، أوامر بتعبئة الجماهير وتشكيل هيئة الحشد الشعبي، كي يقفوا بوجه التهديدات داعش لبغداد وأطرافها، وبدأ الحشد الشعبي يوم 13 مارس 2014 بعد اجتماع بين نوري المالكي وقادة الكتائب المسلحة، ومن ثم ذهاب الكتائب إلى الفلوجة.
وتم الاتفاق على حماية بغداد وسامراء والمناطق الغربية، وقد تشكل الحشد في البداية من كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق ومنظمة بدر وقوات الشهيد الصدر، ثم توسع الحشد من المتطوعين الذين استجابوا لفتوى الجهاد الكفائي وهم في غالبهم من الشيعة وانضم إليهم لاحقا العشائر السنية من المناطق التي سيطرت عليها داعش في محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار وكذلك انخرط في صفوف الحشد آلاف أخرى من مختلف الأديان والقوميات والمسيحيين والتركمان والأكراد.