بات ما يخشاه العالم واقعا وتحقق الكابوس بسقوط العاصمة الأفغانية كابول في أيدي مقاتلي حركة طالبان بعدما نجحت الحركة في إحكام سيطرتها على البلاد.
الرئيس الأفغاني أشرف غني لم يكن أمامه سبيل أخر غير الهرب وترك البلاد فريسة في أيدي مقاتلي الحركة الذين انقضوا عليها كالأسود مستغلين ضعف القوات الحكومية وعدم قدرتها على المواجهة.
وعقب سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول ودخول القصر الرئاسي وهروب الرئيس أشرف غني إلى طاجيكستان، تساءل كثير من المراقبين عن مستقبل الدولة الأفغانية وكيفية تعامل المجتمع الدولي مع طالبان وطريقة حكمها للبلاد خاصة أنها «أعلنت أن البلاد سوف تصبح إمارة إسلامية».
خروج بتنسيق وترتيب
وفي هذا الصدد يقول منير أديب، المتخصص في شؤون الإسلام السياسي والحركات الإرهابية، إن الولايات المتحدة الأمريكية خرجت من أفغانستان بتنسيق وبترتيب، والهدف من خروجها من أفغانستان هو اتاحة الفرصة لحركة طالبان للاستيلاء على مقاليد الحكم.
المقصود الصين
وتابع أديب في تصريحات لـ «صدى البلد»، أن حركة طالبان بعد سيطرتها على الحكم في أفغانستان ستخلق بيئة من الفوضى في المنطقة الملاصقة للصين، وبالتالي ستقطع هذه الفوضى الطريق أمام الصين التي تعتبر العدو الأول للولايات المتحدة.
تكرار سيناريو الاتحاد السوفيتي
ولفت أن «الولايات المتحدة تعتقد أن وجود حركة طالبان في الحكم سوف تسبب أرقا شديدا للصين وتؤخر تقدمها اقتصاديا وعسكريا، كما أن الولايات المتحدة تعتقد أن طالبان ستفعل في الصين كما فعلت في أفغانستان عندما أحتل الاتحاد السوفيتي البلاد وقامت الولايات المتحدة بدعم ما يمسي بالمجاهدين العرب، وهؤلاء هم من ساعدوا في تفكيك الاتحاد السوفيتي بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية».
وأوضح أن «الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تستخدم نفس السلاح والأدوات مع الصين الأن، بعد أن حققت الصين طفرات اقتصادية كبيرة والوصول إلى مستوى عسكري كبير ربما يجعلها تقود العالم في المستقبل بدلا من الولايات المتحدة الأمريكية».
ولفت أن «الولايات المتحدة خلقت حركة طالبان ودعمته، وما يشاهده العالم الأن يؤكد أن حركة طالبان وتنظيم القاعدة كانا يعملان بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية».
ليس المقصود إيران
وبخصوص إيران، قال إن حركة طالبان لن تسبب إزعاجا لإيران، لأن إيران تقوم بدعم جماعات العنف والتطرف ذات الخلفية السنية والشيعية.
وتابع: «المقصود من تحرر حركة طالبان وسيطرتها على الحكم هو المارد الصيني ومناكفة روسيا وليس إيران، وهذا يثبت أن الولايات المتحدة الأمريكية مازالت تستثمر في جماعات العنف والتطرف، ليس فقط في الشرق الأوسط إنما في أفغانستان وباقي دول العالم لخدمة مصالحها».