تواصل الدائرة الأولى إرهاب المنعقدة في محاكم طرة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، الاستماع لمرافعة نيابة أمن الدولة العليا في إعادة إجراءات محاكمة محمود عزت القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان في قضية "التخابر مع حماس" المقيدة برقم 56458 لسنة 2013.
وسرد طارق جودة ممثل نيابة أمن الدولة العليا في مرافعته، وقائع قضية التخابر، قائلا: “ما أشبه الليلة بالبارحة، فوقائع دعوانا تسرد مُخططاً رسمته أيادي خائنين حيك لإسقاط البلاد في براثن المعتدين، والمقابل تمكينهم من حكم البلاد فهم للسلطة مُتعطشون في سبيل الوصول إليها للغالي والنفيس بائعون”.
وأضاف ممثل نيابة أمن الدولة العليا: “نقف في محرابكم اليوم، نبين فعال المتهم الماثل أمامكم، نوضح موقعه من قيادة جماعة الإخوان، ودوره في التخطيط لإسقاط الدول والبلدان، إن المتهم الماثل أمامكم اليوم كان يوماً من الأخيار كان مؤمناً برسالة حق؛ فتركها وللشر اختار، كان طالباً طموحاً يؤمن بأسمى الرسالات رسالةُ الحياة، يسعى أن يكون من ملائكةِ الرحمة يزيل عن الناسِ سقمهم وأوجاعهم، يُسهم في شفاءِ المصابينَ وتخفيف أنين المتألمين، اجتهد وجد وللخير وجد، غير أنه للناس خان، وبرسالته استهان، هانت عليه رسالته وعلى الناس هان”.
واستطرد: “قضيُتنا اليوم، قضية طبيب أُضِلَ فأضَلَ... رأى الباطل وما اعتزل، أفنى عمرهَ في الإخوان، من السمع والطاعة مع إمعَات الجماعة، إلى التخطيط وإصدار الأوامرِ كل ساعة، لم يتوان الطبيب، في إصدار الأوامر بالقتل والتخريب أن اقتلوا وخربوا وخونوا فإن فضح الله أمرهم، تبرأ كما سيده منهم، أنهم ليسوا إخوانا وليسوا مُسلمين”.
وقال: "اسمحوا لي أن أعود إلى ستينيات القرن الماضي، حينما كان المتهم ضليعاً في انتهاج العنف والإرهاب، ويشد من أزره صديق الكفاحِ والشباب، والمحكوم عليه محمد بديع عبد المجيد، وعندما تحالفا مع مُلهم خوارج هذا العصر، ومع من وصف المجتمعات الحالية بمجتمعات الجاهلية، سيد قطب.. إذ دونت يداه كلمات خبيثة في كتابه "معالم في الطريق"، "أن الملايين الغفيرة التي تنتسب إلى الإسلام وتنطق بالشهادة أنهم من سلالة المسلمين فقط ويسكنون أرضاً كان سكانُها يوماً ما مُسلمين وهم بعد أن غيروا وبدّلوا ليسوا جديرين بهذا والصف".
وأضاف ممثل النيابة، “اتُهم الماثل رفقة مُرشده ومُلهمه بالانضمام لتنظيمٍ سري مُسلح يتبع جماعة الإخوان يهدف إلى تغيير نظام الحكم بالقوة باغتيال رئيس الجمهورية وتخريب المنشآت العامة وإثارة الفتنة في البلاد وفي سبيل ذلك أحرزوا مفرقعات وأسلحة وذخائر ودربوا أعضاء التنظيم على استعمالها وعاينوا محطات توليد الكهرباء والمنشآت العامة لتخريبها، وهذه هي حقيقة المتهم الماثل انضم لتلك الجماعة منذ ريعان شبابه، استهل انضمامه إليها بجرمٍ زج به داخل السجون، قضى بها فترة زمنية، علَّه يرتدع ويعود مواطناً شوياً، فما استقام ومضى في الضلال مُضيا، تدرج في هيكل الجماعة، حتى تربع على عرشها إذ أضحى عضواً بمكتب إرشادها، وتولى مسئولية الإشراف على أعمالها التنظيمية، ثم عينه مُرشدها نائباً له لتوافقهما فكريا، فكلاهما يتبنى أفكاراً قطبية، فلا قرار يؤخذ ولا تكليف يُنفذ، ولا عضو أو قيادي يتحرك، إلا بعلمه وتحت اشرافه فضلاً عن عضويته في هيئة مكتب الإرشادالمُخول لها في غياب الانعقاد، إصدار القرارات والتكليفات، ويزيد على ذلك مسئوليته عن إمداد الجماعة بالأموال والمعونات، تولى مُتهمنا تلك المسئوليات في وقتٍ تربص فيه المتربصون ببلادنا أيقنوا حينها أن تماسك شعوب الدول العربية هو العقبة الأساس أمام إسقاط تلك الدول، عندما تأكدوا من أن نسيج تلك الشعوب مترابطٌ لا وَهْنَ فيه”.
واستطرد: “عندما تعلَّم المتربصون من أخطائهم كم تكبدوا من خسائر في الأموال والأرواح في حروبٍ أثخنتهم فيها من الأمة الجراح، بحثت أجهزة الاستخبارات الأجنبية عن وسائلَ أخرى، للتقسيم والتفريق وإحداث الشِقاق، بدائلٌ يُخضعون بها دولَ المنطقةِ لسياساتهم، يُسيطرون بها على مُقَدَّرَاتِهم، ولجأوا إلى فَتْحِ حواراتٍ وإقامةِ مؤتمراتٍ مع الجميع، وجميعُ الأطيافِ والأطراف، ويبحثون عن فُرجَةٍ يمزقون بها تماسك المجتمعات، وينسفون بها تآلف الشعوب مع المؤسسات، وكانت الغاية خلخلة الدُّول، واستبدال القائمين عليها، وبآخرين أضعفَ قوةً وأقلَّ تأثيراً، خانعين خاضعين، وأخذوا يبحثون عن العميل، ومُتحدثٌ بأحكام الدين، ومخالفٌ له في الخفاء بعيداً عن أعين العالمين، وفلم يجدوا ضالتهم إلا في جماعة الإخوان المسلمين، وفهم أول من سعوا لتلك المؤتمرات لفتح الحوارات ورسم المؤامرات مع المتربصين”.
واختتم: "مؤتمرات عُقدت بعدة بلدان، حضرها شيوخ وقيادات جماعة الإخوان، ومؤتمرات واجتماعات فصلناها وبينّا، ومواقيتها ومواقعها وحاضريها، الهدف منها خلق ما يُسمى بالشرق الأوسط الجديد، ومصالح متبادلة، وتتولى جماعة الإخوان حكم البلاد، والمقابل تقديمُ جانبٍ من الثرواتِ والمقدرات، والسماحُ بالتدخلِ في كلِّ القرارات، وعلى هامشِ ذلك المخطط، تهريبٌ للمسجونين وعفوٌ عن المجرمين، ومُخطط يتطلب تحقيقه تنفيذ عدة بنود، وإطلاقٌ للشائعات، وتدريبٌ وإعدادٌ للقوات، وفتح قنوات للاتصالات، وتحالفاتٌ بين عدة تنظيمات، واقتحام للحدود والسجون وتخريبٌ للمنشآت، وفكان لزاماً لتنفيذه الكثير من المَّهمات، وتطويرُ الآلة الإعلامية للجماعة، وإعدادُ أعضائها قتالياً، وتوفيرُ الأسلحة والذخائر، ولم يكن لجماعةِ الإخوان في مصرَ، وأن تُعِدَّ عُدَّةَ ذلك وَحْدَها، وكان لزاماً عليها اختيارُ الحُلفاء، وأوَّلُهم التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، ليتولى أعضاؤه، والتنسيق مع الدول والمنظمات الأجنبية، لتوفير الدعم والأموال، وبينما لجأت الجماعة إلى جناحِها العسكري "حماس"، وحزبِ الله اللبناني، والحرسِ الثوري الإيراني، ولتدريب القوات وتهريب الأسلحة اللازمة لتنفيذ المخطط، واتفقوا جميعاً أن يبذلوا أموالهم وأَنْفُسَ تابعيهم في سبيل تحقيق مخططات ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، وتوالت المؤتمرات والاجتماعات لعدة سنوات لرسم بنود المخطط ووضع الترتيبات تلك المؤتمرات التي عُقدت بعدة بلدان".
تعقد الجلسة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي وعضوية المستشارين رأفت زكي وحسن السايس، وطارق جودة ممثل نيابة أمن الدولة العليا، وبحضور حمدي الشناوي الأمين العام لمأمورية طرة، وسكرتارية طارق فتحي.
وجاء في أمر إحالة المتهم محمود عزت بالقضية، أن النيابة العامة تتهمه بقيامه وآخرين، سبق الحكم عليهم، بالتخابر مع من يعملون لمصلحة منظمة مقرها خارج البلاد -التنظيم الدولى الإخوانى وجناحه العسكرى حركة المقاومة الإسلامية حماس- للقيام بأعمال إرهابية داخل مصر.
وأضاف أن المتهم السادس بأمر الإحالة "محمود عزت" اتفق وآخرين مع المتهمين من الحادى والثلاثين وحتى الرابع والثلاثين بأمر الإحالة على التعاون معهم فى تنفيذ أعمال إرهابية داخل البلاد وضد ممتلكاتها ومؤسساتها وموظفيها ومواطنيها بغرض إشاعة الفوضى وإسقاط الدولة المصرية وصولا لاستيلاء جماعة الإخوان على الحكم بأن فتحوا قنوات اتصال مع جهات أجنبية رسمية وغير رسمية لكسب تأييدهم لذلك، وتلقوا دورات تدريبية إعلامية لتنفيذ الخطة المتفق عليها بإطلاق الشائعات والحرب النفسية وتوجيه الرأى العام الداخلى والخارجى لخدمة مخططاتهم.