كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أن هناك مناقشات داخل الإدارة الأمريكية بشأن إمكانية إغلاق سفارة الولايات المتحدة في عاصمة أفغانستان كابل على خلفية تقدم حركة طالبان الأفغانية.
وأشارت 3 مصادر للمجلة الأمريكية إلى أن إغلاق السفارة أحد الخيارات التي تجري دراستها في الوقت الحالي.
وقال أحد المصادر إن الولايات المتحدة قد تجلي العاملين في سفارتها مع نهاية الشهر الجاري، بينما قال مصدر آخر إن هناك مناقشة مستمرة بشأن ما هو عدد الدبلوماسيين الذي يجب أن يبقوا في كابل.
وأكد مسؤول في الخارجية الأمريكية أن الوزارة "ستقوم بتقييم المخاطر بشكل يومي وستتخذ القرارات لصالح العاملين في سفارتنا بشأن الحفاظ على أمانهم".
ويأتي ذلك على خلفية التقارير الإعلامية التي تشير إلى أن الاستخبارات العسكرية الأمريكية تتوقع سقوط كابل بأيدي حركة طالبان في غضون 90 يوما.
وأمس الأربعاء، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تعمل من أجل التوصل إلى إجماع دولي بشأن الحاجة إلى اتفاق سلام في أفغانستان حتى مع إقرارها بأن "جميع المؤشرات" تشير إلى سعي حركة طالبان "لتحقيق نصر في ساحة المعركة".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في الوقت الذي التقى فيه مبعوثون من أمريكا والصين وروسيا ودول أخرى في الدوحة، مع مفاوضين من حركة طالبان والحكومة الأفغانية في محاولة لكسر الجمود في محادثات السلام.
وكثف مسلحو حركة طالبان هجماتهم في أنحاء أفغانستان، واجتاحوا ما لا يقل عن ثماني عواصم إقليمية.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي نقلا عن المخابرات الأمريكية، إنه بإمكان حركة طالبان عزل العاصمة الأفغانية كابل عن بقية أنحاء البلاد، خلال 30 يوما، وربما يسيطرون عليها في غضون 90 يوما.
وقال برايس في إفادة صحفية، إن طالبان تنتهك "نص وروح" اتفاقية فبراير 2020 بين الولايات المتحدة وطالبان لانسحاب جميع القوات الأمريكية من أطول حرب للولايات المتحدة.
وتابع أن "كل الدلائل تشير إلى أن طالبان تسعى بدلا من ذلك إلى تحقيق انتصار في ساحة المعركة"، مضيفًا أن "حركة طالبان ملتزمة بإجراء محادثات بين الأفغان بشأن اتفاق سلام يؤدي إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار".
ولم تف الولايات المتحدة ببعض الالتزامات التي تعهدت بها في الاتفاقية بما في ذلك سحب جميع قواتها من أفغانستان بحلول أول مايو، ومن المقرر أن تغادر بحلول 31 أغسطس.
وأشار برايس إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد ونظرائه الروس والصينيين والباكستانيين ومسؤولين من دول أخرى ومنظمات دولية، بدأوا محادثات في الدوحة مع مفاوضي طالبان وكابول، الثلاثاء.