احتفل سكان إقليم دارفور بغرب السودان بتنصيب مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان، الموقعة على اتفاق السلام في أكتوبر الماضي، حاكما للإقليم الذي تبلغ مساحته 493 ألف كيلومتر مربع ويغطي نحو 6 ملايين نسمة يعيش حاليا أكثر من نصفهم في مخيمات للنازحين في ظل ظروف أمنية وإنسانية بالغة التعقيد، بعد حرب استمرت أكثر من 17 عاما.
تحديات كبيرة
ويواجه إقليم دارفور الذي اندلعت فيه حرب أهلية في 2003، شرد فيها أكثر من 4 ملايين شخص، تحديات كبيرة أبرزها وقف حمام الدم والاقتتال الأهلي في ظل خلافات إثنية عميقة، وانتشار كبير للسلاح الذي يقدر عددهم بأكثر من مليوني قطعة.
ويعتبر تنفيذ بند الترتيبات الأمنية المنصوص عليه في اتفاق السلام، واحدا من المعضلات الكبيرة، وقالت 5 من الحركات الموقعة إن عدم تنفيذ بنود الترتيبات الأمنية يهدد بنسف العملية السلمية ويعيد البلاد إلى مربع الحرب من جديد.
ويشير مراقبون إلى وجود ثغرات في الاتفاق، مما أدى إلى عمليات تحشيد وتجنيد وبيع واسع للرتب أربكت المشهد الأمني كثيرا خلال الأشهر الماضية.
حاكم ولاية وليس الإقليم
وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد عبد الكريم، الباحث في الشأن الأفريقي، إن إقليم دارفور به أكثر من ولاية، وإن الإعلان عن تعيين حاكم يعني أنه سيكون حاكما لولاية واحدة فقط، لأن إقليم دارفور كبير ويشغل أغلب مساحة غرب السودان.
لا انفصال وإنما انقسامات داخلية
وأضاف عبد الكريم، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه لا يوجد احتمال لانفصال إقليم دارفور وإقامة دولة حتى بنسبة بسيطة، الفكرة في إدارة الشئون الداخلية في الإقليم، والتى تشهد تخبطا بين الحضور القوي للتيار الإسلامي، وحضور قوي لميليشيات الدعم السريع، ولكن يوجد اختلافات نائب رئيس مجلس السيادة حمدون دجلوا وبين رئيس السيادة عبد الفتاح برهان في إدارة المرحلة الانتقالية ودمج قوات الدعم السريع في الجيش الوطني السوداني .
المرحلة الانتقالية بالسودان
وأوضح أن الدولة السودانية تحتاج إلى إعادة ترتيب الأوضاع بها من حيث المؤسسة العسكرية، وطبيعة علاقة حكم الفيدرالي بالحكومة المركزية، وصلاحية الإقليم، موضحا أن كل تلك الموضوعات يتم النظر فيها حاليا في المرحلة الانتقالية وتدار بشكل جيد، وأداء رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك تحسن كثيرا، كما يوجد دعم دولي وإقليمي له، كما توجد توازنات جيدة لصالح السودان والولايات المتحدة الأمريكية تدخلت في الملف بشكل إيجابي في أنها تسعى لتوحيد المؤسسة العسكرية وتوحيد جيش سوداني موحد.
واختتم أنه لا يوجد سيناريو انفصال في إقليم دارفور في كل الأحوال، الصعوبات فقط تتمركز في توحيد مؤسسات الدولة وتوحيد الجيش والإدارة، وإعادة توزيع الدخل على الأقاليم المهمشة والأطراف.