قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام عندما هاجر فإنه فعل هجرتين: واحدة بالإقرار والأمر, والثانية بالنفس؛ فأسماها العلماء هجرة الإيمان وهجرة الأمن.
وأضاف علي جمعة عبر صفحته على فيس بوك: أما هجرة الأمن فكانت للحبشة وهي هجرة ينتقل فيها الإنسان من بلده طلبًا للأمن .. حفاظًا علي نفسه وعرضه وماله من الأذية ومن الطغيان ومن الاعتداء, هذه هجرة الأمن باقية إلي يوم القيامة.
وتابع علي جمعة إذا كان الإنسان في بلدٍ ما, وهذا البلد قد ضايقه في أرزاقه والناس قد اعتدوا عليه في عرضه أو نفسه أو ماله, فإن له أن يهاجر منها وبلاد الله واسعة {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً } بلاد الله واسعة، أرض الله واسعة فيترك هذا البلد الذي لم يجد رزقه فيه ويذهب إلى بلد آخر يشعر فيه بالأمن والأمان.
ونوه علي جمعة بان هذه هجرة الأمن وهي باقية إلي يوم القيامة لأي بلدٍ ومن أي بلد، ولكنها هجرة حال إذا تغير الحال عليك فلك أن تهاجر وأن تتغرب وإن كانت في الغربة قسوة علي النفس البشرية وخروج من الذكريات التي تربيت عليها والوطن الذي أحببته، وهذا الخروج يلحظه النبي ﷺ ويقول لمكة بعد أن رآها ورأى مشارفها وهو مهاجر إلى المدينة (ألا إنك أحب بلاد الله إلى ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت)، ولكنه ﷺ خرج حبًا في الله وائتمارًا لأمره سبحانه وتعالي.
وذكر علي جمعة أن الهجرة الثانية: هي هجرة الإيمان, هجرة مأمور بها لابد عليك أن تفعلها وأن تذهب إلى جماعة المؤمنين تنحاز إليهم، وهذه الهجرة انقطعت وانتهت, وجاء رجل بعد فتح مكة إلى رسول الله ﷺ وقال له: يا رسول الله أريد أن أهاجر. قال له: (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية).
وأوضح علي جمعة أن هجرة الإيمان انتهتهذه الهجرة المصطفوية التي انتقل فيها رسول الله ﷺ من مكة إلى المدينة انتهت وأغلقت, وهذه الهجرة التي فيها هجرة الإيمان والتي انتهت من رحمة رسول الله ﷺ بنا جعل بدلاً عنها أمرًا مفتوحًا أيضًا إلى يوم القيامة وهو النية والجهاد في سبيل الله.