لطالما كان تطبيق واتساب WhatsApp، مصدر قلق أمني في الهند، حيث يعد برنامج الدردشة الاجتماعية أحد أبرز نقاط الضعف التي تستخدمها برمجيات بيجاسوس الإسرائيلية، للتجسس ومراقبة ضحيتها.
ومع وجود أكثر من 500 مليون مستخدم لـ واتساب في الهند، طلبت الحكومة من صانع التطبيق إجراء العديد من التغييرات على خدمة على مدار السنوات الماضية، واتباع نهج جديد لحل المشكلة ولكنها لم تلزم بذلك، لذا قررت حكومة الدولة الآسيوية تطوير بديل تراسل رسمي تابع لها، وفقا لـ techwireasia.
وأطلقت الحكومة المركزية الهندية، في الأسبوع الماضي، تطبيق Sandes، وهي عبارة عن منصة مراسلة فورية تعمل على توفير خدمة تراسل بديلة لـ واتساب، ويتوفر التطبيق حاليا على متجر جوجل بلاي Play، ومتجر تطبيقات آب ستور من آبل Apple.
ويوصف تطبيق Sandes، بأنه رد الهند لتوفير منصة مراسلة آمنة، وفقا للتقارير، وقد تم تطوير التطبيق ويستخدمه حاليًا موظفو الحكومة الهندية والوكالات المرتبطة بها.
ويحتاج المستخدمون فقط إلى إضافة رقم الهاتف المحمول ومعرف بريد إلكتروني صالحين للعمل، وتم دمج خدمة Sandes أيضا مع البريد الالكتروني NIC، وخدمة التخزين السحابى DigiLocker.
ويعتبر كجزء من أول تقرير امتثال شهري لها بموجب قواعد تكنولوجيا المعلومات الجديدة في البلاد نظام أساسي مفتوح المصدر وآمن وسحابة، تستضيفه الحكومة الهندية ضمن البنية التحتية الحكومية، مما يضمن بقاء الحكومة الهندية هي المسيطر الكامل على الخدمة فقط.
وقال راجيف شاندرا سيخار، وزير الدولة للإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات في الهند : "يفتخر Sandes بميزات من بينها المراسلة الفردية والجماعية، ومشاركة الملفات والوسائط، والمكالمات الصوتية والمرئية، والتكامل تطبيقات الحكومة الإلكترونية".
تطبيق تراسل يحافظ على الخصوصية أم خدمة للتتبع
وخلال عام 2018، اقترحت الهند على شركة واتساب أن تجعل رسائلها قابلة للتتبع من خلال بابا خلفيا تتمكن منه الحومة من مراقبة مستخدمي الخدمة، خاصة في وقت كانت فيه المعلومات الخاطئة تنتشر كثيرا عبر منصة التراسل الأشهر في الدولة.
وقد أدى انتشار المعلومات المضللة عبر تطبيق واتساب وتداولها بين المستخدمين في الهند، إلى تعرض الدولة لخسائر كبيرة في الأرواح، وفي الوقت الحالي، تم تضمين متطلبات التتبع ضمن قواعد تكنولوجيا المعلومات الجديدة للحكومة الهندية.
وكما طالب التشريع الهندي الجديد من شركات التواصل الاجتماعي تعيين ضباط محليين لمعالجة المخاوف على أرض الواقع وكذلك منحهم سلطة إزالة المشاركات التي تعتبر مسيئة.
واتساب تقاضي الهند
بناءً على مخاوف تتعلق بالخصوصية، قررت شركة "واتساب" مقاضاة الحكومة الهندية في محكمة دلهي، حيث أثرت قواعد تكنولوجيا المعلومات لعام 2021، على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل تويتر داخل حدود الدولة.
وفي الوقت نفسه، أعلنت "واتساب" أيضًا أنها حظرت مليوني حساب في الهند، لانتهاكها حدود عدد المرات التي يمكن فيها إعادة توجيه الرسائل طبقا لسياسة الخدمة، كجزء من أول تقرير امتثال شهري لها بموجب قواعد تكنولوجيا المعلومات الجديدة في البلاد.
هل يمكن للمستخدم التعايش مع إمكانية التتبع مع الأمن الشامل؟
بينما تروج الحكومة الهندية لفكرة "الأمن الشامل" الذي يوفره تطبيق Sandes، فإنه يتعارض مع موقفهم بأن الرسائل يجب أن تظل قابلة للتتبع بموجب القوانين الجديدة.
وإذا كان المحتوى على تطبيق المراسلة الهندي يمكن تتبعه، فإن الأساليب المتبعة لتحديد معلومات المرسل تتطلب وصول طرف ثالث.
وتستكشف جمعية الإنترنت العديد من الأساليب الممكنة، ولكن اجمع خبراء الأمن السيبراني على أن الحماية الشاملة وإمكانية التتبع غير متسقة ولا يمكن أن التعايش معها على الأقل، لاسيما مع الأساليب الحالية.
وعلاوة على ذلك، هناك شك في أن الأساليب المدرجة يمكن استخدامها بشكل موثوق لإسناد الرسالة إلى منشئها، ويقول الخبراء إن تلك الطرق من شأنها كسر التشفير من طرف إلى طرف من خلال تمكين وصول طرف ثالث إلى المحتوى، وإضعاف حماية الأمان والخصوصية للمستخدمين.
وفي حين أنه من غير المؤكد كيف سيتم التعامل مع خدمة Sandes في شبه القارة الهندية، خلال الأسابيع المقبلة، فإن الحكومة تتخذ موقفًا قويًا بشأن التأكد من أن لديهم رؤية كافية للمحتوى لضمان الحد الأدنى من المحتوى المسيء، ومنع إساءة الاستخدام وانتشار المعلومات الخاطئة.