يوافق اليوم 4 أغسطس الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، الذي أبكى وأحزن جموع العالم، وأسفر عنه ضحايا بالمئات في لحظة عين، وإصابات لم يتحملها بشر، حيث شرد الانفجار المئات والآلاف من اللبنانيين، وأصبح لبنان البلد الجميل في معاناة نفسية مستمرة منذ الحادث الأليم.
وفي هذا التقرير يستعرض «موقع صدى البلد» ذكري انفجار مرفأ بيروت في السطور التالية:
ما هو مرفأ بيروت؟
مرفأ بيروت هو الميناء الأول في لبنان والحوض الشرقي للبحر المتوسط والمنفذ البحري الأساسي للدول العربية الآسيوية، يتعامل مع 300 مرفأ عالمي، حسب أحدث تقرير يقدر عدد السفن التي ترسو فيه بـ 3100 سفينة سنويا.
ومن خلال مرفأ بيروت تتم معظم عمليات الاستيراد والتصدير اللبنانية وتمثل البضائع التي تدخل إليه 70% من حجم البضائع التي تدخل لبنان، كما يحتل المركز الأول في المداخيل المركبة 75% إضافة إلى دوره كمركز أساسي لتجارة إعادة التصدير وتجارة المرور.
يتألف مرفأ بيروت من أربعة أحواض يتراوح عمقها بين 20 – 24 متراً، وعدد الأرصفة 16 رصيفاً، تنتشر عليها المستودعات المسقوفة والمكشوفة، تبلغ مساحة أحواضه نحو 660000، وقد بدأ العمل بمشروع تأهيل وتوسيع المرفأ وإنشاء الحوض الخامس المخصص لاستقبال المستوعبات، والذي تصل حدوده حتى مصب نهر الكلب، إضافة إلى اهراءات القمح والمنطقة الحرة.
فالمرفأ مجهز بأحدث أدوات التفريغ والتحميل ويؤمن أفضل الشروط للتخزين، أما المنطقة الحرة في المرفأ فتبلغ مساحتها 81000 متر مربع ويجري العمل على توسيعها لتمتد على مساحة 124000 أو إنشاء مبانٍ جديدة، من بينها مبنى مهم بأحدث الطرق لعرض المجوهرات والتحف والسجاد والذي تبلغ مساحته 18 ألف متر مربع.
أحداث انفجار مرفأ بيروت والخسائر
وقع انفجار كبير في مرفأ بيروت حدث على مرحلتين في المستودع رقم 12 في مرفأ بيروت في 4 أغسطس عام 2020 نتجت عنه سحابة دخانية كبرى، أدت إلى أضرار كبيرة في المرفأ وتهشيم الواجهات الزجاجية للمباني والمنازل في معظم أحياء العاصمة اللبنانية بيروت، وقد أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية بأن عدد الجرحى كبير ولا يُحصى، وقد سجلت وزارة الصحة اللبنانية، مقتل أكثر من 157 شخصًا وإصابة أكثر من 5000 آخرين، في حين أشارت التقارير إلى أن أعداد المفقودين تجاوزت 80 شخصًا، وأُعلن عن نزوح أكثر من 300 ألف مواطن لبناني بسبب الدمار الذي لحق بمساكنهم، «وقدر محافظ بيروت الخسائر المادية الناجمة عن الانفجار ما بين 10 إلى 15 مليار دولار أمريكي».
امتدت الأضرار إلى آلاف المنازل على بعد كيلومترات من موقع الانفجار، وكشفت الجهات الأمنية اللبنانية إلى أن سبب الانفجار «مواد شديدة الانفجار» كانت مخزنة في المرفأ منذ أكثر من ست سنوات والتي تعرف بأنها مادة نترات الأمونيوم ، والتي صودرت من سفينة الشحن إم في روسوس.
وقد أعلن محافظ بيروت مروان عبود العاصمة «مدينة منكوبة»، ووصف الانفجار بأنه «أشبه بالقصف الذري على هيروشيما وناجازاكي»، في حين أعلن رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب يوم 5 أغسطس 2020 «يوم حداد وطني»، ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع طارئ لبحث الانفجار، وقد نتج عن الاجتماع توصية رفعت إلى الحكومة لإعلان حالة الطوارئ.
الدعم والرأي العالمي
حثت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان السلطات اللبنانية على الإسراع في استكمال التحقيق فى انفجار ميناء بيروت البحرى من أجل كشف الحقيقة وتحقيق العدالة.
والدعم ضم الأمم المتحدة وحكومات الصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية
بدأت المساعدات الدولية تتدفق على لبنان للتخفيف من آثار الانفجار الذي وقعوطالب رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، "الدول الشقيقة والصديقة التي تحب لبنان، أن تقف إلى جانب لبنان"، متوعدا المسؤولين عن الحادث.
فرنسا
في ظل هذه الأحداث زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العاصمة اللبنانية ساعة الانفجار الذي هز مرفأ بيروت، مؤكدا لدى وصوله أن لبنان "ليس وحيدا"، وأن التضامن معه "واجب".
حيث أرسلت «فرنسا» طائرتين على متنهما العشرات من رجال الطوارئ، ووحدة طبية متنقلة، و15 طنا من المساعدات، للسماح بمعالجة نحو 500 ضحية، وفق ما ذكر مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
الأردن
وأمر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بتجهيز مستشفى عسكري ميداني لإرساله إلى لبنان، وسيضم جميع الاختصاصات والطواقم الطبية، للمساهمة في تقديم الخدمة الطبية والعلاجية.
مساعدة مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي
وعلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الانفجار الضخم الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت، وقال خالص التعازي والمواساة لأشقائنا في لبنان حكومة وشعبا، جراء حادث الانفجار داعيا المولى عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى وأن يلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان.
حيث فتحت «مصر» مستشفى ميدانيا في العاصمة اللبنانية بيروت لاستقبال الجرحى، في وقت عبرت القاهرة عن قلقها البالغ إزاء الدمار الناجم عن الانفجار.
بريطانيا
كما قال وزير الدولة للتعليم في بريطانيا نيك جيب، إن الحكومة لمساعدة الحكومة اللبنانية بالدعم الفني، والمساعدات المالية.
الدنمارك
وأعلنت الدنمارك أنها مستعدة لتقديم مساعدات إنسانية للبنان، في حين أكدت اليونان أنها مستعدة لمساعدة السلطات اللبنانية "بكل الوسائل المتاحة لها".
إيران
وعرض الرئيس الإيراني حسن روحاني إرسال مساعدات طبية إلى لبنان وعلاج المصابين في انفجار بيروت.
قبرص
وأكدت قبرص أنها على استعداد لتقديم المساعدة الطبية للبنان، وقال وزير خارجيتها نيكوس كريستودوليدس: "قبرص مستعدة لاستقبال المصابين لتلقي العلاج وإرسال فرق طبية إذا اقتضى الأمر".
روسيا
وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية عن إرسال 5 طائرات إلى لبنان للمساعدة في إزالة أنقاض الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت.
أمريكا
حيث أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن تعاطفه ودعمه للشعب اللبناني، بعد انفجار مرفأ بيروت، مشيرا إلى الحادث على أنه "هجوم رهيب"، وقال صلواتنا تذهب للضحايا وأسرهم الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة لبنان.