تحل علينا اليوم الذكرى 98 لميلاد الراحل البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والذي ولد في 3 أغسطس 1923 في منزل من الطين وسقفه من العروق الخشبية وجريد النخيل على الضفة الغربية لنهر النيل بقرية سلام التابعة لمركز أسيوط.
رغم اختيار أبويه أسمه ليكون اسم البابا شنودة الحقيقي " نظير جيد روفائيل" ولكن تأخرا في تسجيل أسمه في كشوف المواليد بسبب إصابة والدته بحمى النفاس وتوفيت وتركت رضيعها مما جعل نساء القرية يقمن بإرضاع هذا الصغير ورعايته حتى اشتد عوده.
وانشغل أشقاؤه به بعد وفاة والدته والده به مما أنساهم تسجيل اسم هذا الرضيع في دفاتر المواليد ولم يستخرج له شهادة ميلاد وبعد أن اشتد عوده وأتم فترة رضاعته اصطحبه شقيقة الأكبر ليعيش معه في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة تاركا ذكريات أليمه في منزله البسيط بأسيوط وعندما جاء سن دخول المدارس اضطر شقيقه بإلحاقه في مدرسة أهلية بسبب عدم وجود شهادة ميلاد له.
وقال وجيه صدقي، أحد أبناء قرية سلام، إن أقارب البابا شنودة، تركوا القرية التي ولد بها منذ سنوات وأنه على حد علمه هم يقيمون بالقاهرة ولا يأتون لزيارة القرية منذ فترة طويلة.
وأضاف في حديثه أنه على الرغم من مغادرة البابا شنودة لقرية "سلام " منذ صغره والتي شهدت مولده إلا أن البلد كلها تفتخر به لأنه رجل سلام، وإن والدة البابا شنودة توفيت بعد ولادته بـ 3 أيام فقط، بعدها رضع من عدد كبير من سيدات قرية سلام، لكن التي كانت ترضعه بصفة منتظمة الحاجة «صابرة» الله يرحمها، وهذه السيدة تحدث عنها البابا في إحدى المرات عندما قال إنه رضع من سيدة مسلمة، وأنجبت الحاجة صابرة «بنتا وولدًا» الابنة تزوجت خارج القرية وانقطعت أخبارها، أما الابن عبد العزيز فقد سافر إلى إحدى الدول العربية، وعاد وباع المنزل ولا يعرف أحد عنه شيئا، وما إذا ما كان على قيد الحياة أم لا؟.
وظل الطفل الذي تحول إلى أيقونة للمسحيين يشتد عوده حتى أن انتقل مع شقيقه الأكبر للإقامة في القاهرة بعد نقل عمله إلى القاهرة وقام بإلحاقه بأحد المدارس الثانوية بمنطقة شبرا بعد أن استخرج له شهادة ميلاد وتم نقله إلى مدرسة راغب مرجان بالفجالة حتى أن أكمل تعليمه الثانوية والتحق بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول "القاهرة " حتى تخرج منها بتقدير ممتاز عام 1947 وتخرج في نفس العام من كلية الضباط الاحتياط والذي كان ترتيبه بها الأول في مدرسة المشاة .
ورغم تفوقه في مدرسة المشاة إلا أنه فضل دراسة العلوم الدينية والتحق بالكلية الاكليريكية ليدرس علوم الدين على أسس علمية وعمل مدرسا بوزارة التربية والتعليم وفي نفس الوقت استكمل تعليمه بالدراسات العليا بالكلية الاكليريكية وبعد انتهائه من الدراسة بدأ في التفرغ للعبادة وكان دائما التردد على الأديرة.
وبعد أن اشتد عوده ودرس المسيحية قرر أن يترهبن في دير السريان بالصحراء بوادي النطرون عام 1954وكان اسمه " انطونيوس السرياني "وترك الحياة المدنية وتفرغ للعبادة والرهبنة وتم اختياره أسقفا للتعليم الديني باسم الأسقف " شنودة " وتحمل مسئولية هذه المكانة العظيمة وعقد حلقات دراسية انضم إليها شباب الأقباط حتى أن انتقل إلى الكاتدرائية لعقد حلقات دراسية.
واستطاع البابا شنودة أن يقيم 155 كنيسة بمختلف دول العالم لأقباط المهجر للصلاة بداخلها بدلا من الكنائس التي كانوا يستأجرونها لإقامة صلواتهم داخلها وكان من هذه الكنائس كنيسة كليفلاند الضخمة والتي كانت تحوي مبنى كبيرا للخدمات وكنيسة مار جرجس والأنبا رويس في تورنتو بكندا والتي أقيمت على مساحة 5 آلاف متر مربع .
وكان للبابا شنودة مواقف وطنية عظيمة خاصة في قضية الأراضي المحتلة وتحذيراته المستمرة لأقباط المهجرة من اللجوء إلى دول أجنبية للدفاع عن قضيتهم قائلا " المسيحيون مصريون والدستور المصري يكفل لهم حقوق المصريين ولا داعي لأي تدخل أجنبي.