يتوالى سقوط جماعة الإخوان المسلمين من دولة إلى أخرى، وأصبحت أعمال جماعة الإخوان السوداء مكشوفة لدى شعوب المنطقة، وخاصة الدول التي عانت بسببهم الويلات وكادت أن تهلك وتسقط في نفق مظلم، لولا يقظة الشعوب والأجهزة الوطنية التي لم ترضى أن تشاهد بلادها وهي تنهار على أيدى جماعة خائنة لا تنتمي لهذه الأوطان.
بدأت نهاية جماعة الإخوان الإرهابية في مصر بعد أن تولت الجماعة حكم البلاد لمدة عام، حيث كان العام كفيلا بكشف حقيقتهم لدى المصريين، وتكرر نفس الأمر في ليبيا حيث سيطرت الجماعة على رئاسة مجلس الوزراء بقيادة فايز السراج ولكن تمت الإطاحة بهم بجهود أبناء الدولة الليبية.
وفي تونس لم يختلف الوضع كثيرا فقط رفض الشعب التصرفات والقرارات الخاطئة التي كادت أن تذهب بالبلاد إلى الهلاك، وقرر الرئيس قيس سعيد وضع حد لتصرفات جماعة الإخوان المتمثلة في حركة النهضة الإسلامية، حيث أقال رئيس الحكومة الإخواني هشام المشيشي وجمد عمل البرلمان بقيادة زعيم حركة النهضة القيادي الإخواني راشد الغنوشي لمدة 30 يوما.
الجماعة المأزومة
وفي هذا الصدد نظم «صدى البلد»، ندوة بعنوان «مستقبل جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة بعد الانهيار في تونس»، حيث استضاف الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، والكاتب الصحفي أحمد سلطان الباحث في شؤون الإسلام السياسي.
قال أحمد سلطان، إن الوصف الصحيح لجماعة الإخوان في كل دول العالم حاليا، هو وصف "الجماعة المأزومة"، لأن تنظيم الإخوان يعيش أزمة وشيخوخة كبيرة تنعكس على ممارستها السياسية وعلى تعاطيها مع الأزمات التي تمر بها.
وأوضح أن الأزمة لدي جماعة الإخوان تكمن في عقلية الجماعة ومنهجية التفكير الذي تتبعه الجماعة، وهو ما أوصلها إلى نتائج خاطئة.
وحول الوضع الليبي، قال إن هناك سعي إقليمي ودولي لتهيئة الأمور وضمان عدم انفراط عقد الدولة وتحولها إلى مجموعة من المليشيات.
صراعات داخل إخوان ليبيا
وتابع أن جماعة الإخوان في ليبيا تعاني أزمة كبيرة حتي إنها تحولت إلى تنظيم "جمعية"، ومازال حزبها السياسي هو حزب العدالة والبناء موجود ويمارس نشاطه ولكن هناك صراع داخل الحزب في الفترة الحالية بين رئيس الحزب عماد البناني ومجموعات قيادية تاريخية للإخوان في الحزب.
رسائل الإخوان للدولة المؤثرة في ليبيا
ولفت أن هناك اتفاق بين الدول المؤثرة في المشهد الليبي على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وانتقال ديموقراطي للسلطة مقرر له في أواخر هذا العام، ولكن تقوم جماعة الإخوان بين الحين والأخر بإرسال رسائل مفادها أن هذه الانتخابات إن لم يكن للجماعة دورا فيها، ستستخدم الجماعة القوة وتعود إلى العمل المسلح.
دور القوى الدولية في ليبيا
وأوضح الباحث في شؤون الإسلام السياسي، أن ما يزيد الوضع صعوبة وتعقيدا في ليبيا وجود قوى أجنبية تعمل في الداخل الليبي، وهناك صراع جيوسياسي إقليمي على الأراضي الليبية.
وأشار إلى أن "ليبيا أمام مفترق طرق، وتعاطي الفواعل الليبيين مع الوضع الليبي هو الذي سيحكم مستقبل البلاد وسيكون هذا التعاطي مرتبط بالوضع الداخلي، ولكن الآن نرى أن النفوذ الدولي وتعاطي الدول الكبرى يؤثر بشكل أساس على الأمور في ليبيا، وستوضح الأمور في الأشهر المقبلة مع قرب الانتخابات الرئاسية الليبية المقررة في ديسمبر المقبل".