معاقل جماعة الإخوان الإرهابية في المنطقة أخذت تتساقط واحدة تلو الأخرى، كانت البداية من مصر، حيث انتفض الشعب ضد الجماعة الإرهابية معلنا رفضه لحكمها في ثورة وصفت بإنها الأعظم وهي ثورة 30 يونيو.
المشهد في تونس وإن بدا متأخرا بعض الوقت لكن لم يتغير كثيرا عما كان في مصر، حيث أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد عن مجموعة من القرارات وصفت بأنها الأجرأ والأكثر صرامة ضد جماعة الإخوان المتمثلة في حركة النهضة الإسلامية.
الرئيس التونسي قيس سعيد أعلن بقراراته الوقوف مع شعبه الرافض لجماعة الإخوان، وما تسببت به من أزمات اقتصادية وصحية وغيرها، حيث أعلن إقالة الحكومة وتجميد أعمال البرلمان 30 يوما، وتشكيل حكومة جديدة برئاسته وبرلمان جديد باختيار الشعب التونسي.
ما حدث في مصر ومن بعدها تونس وصف بأنه زلزال في وجه جماعة منبوذة من الجميع، وتحدث البعض عن مصير إخوان ليبيا الجارة لكل من مصر وتونس، متسائلين هل يتم إزاحتهم من المشهد الليبي؟.
سقف الطموح ارتفع لدى البعض ووصل إلى حد التساؤل عن إزاحة الجماعة من المشهد ومن المنطقة بالكامل، نتيجة لما تسبب به الجماعة من تخريب وتدمير عن عمد لمقدرات بلدان المنطقة بهدف خدمة مصالحها.
إخوان ليبيا يعانون شعبيا
الكاتب الصحفي إبراهيم بلقاسم، المحلل السياسي الليبي، قال إن هناك ثلاثة أمور لا بد من معرفتها في ليبيا، الأمر الأول أن جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا ليست جزء من السلطة السياسية وحكومة الوحدة الوطنية ليست بها عناصر إخوانية.
وتابع بلقاسم في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن الأمر الثاني هو أن جماعة الإخوان في ليبيا تعاني شعبيا، والدليل أنه منذ أيام تم صدور بيان أعلن به حل جماعة الإخوان في ليبيا وتغير اسمها إلى جمعية الأحياء وعودتها إلى الإرشاد الديني، وهو ما يبدو إلى إعادة تموضع الجماعة في ليبيا لأنها لم تعد موجودة في المشهد السياسي الليبي.
وأكمل: «الأمر الثالث هو أن الأحداث في تونس حساسة جدا، وهناك أطراف في الداخل الليبي تحاول تصدير أن ما حدث في تونس هو انقسام سياسي ولا شيء غير ذلك».
بيان المجلس الرئاسي الليبي
ولفت أن «المجلس الرئاسي الليبي أصدر بيانا منذ قليل على لسان موسى الكوني عضو المجلس، أن تونس مثال للديمقراطية في المنطقة والدولة الليبية تتابع بقلق ما يجري في الداخل التونسي، وتدعو الأطراف إلى تحكيم لغة العقل، وأن الدولة الليبية تنحاز أولا وأخيرا إلى إرادة الشعب التونسي".
وتابع: «الوضع في تونس في غاية الصعوبة وكل الدول المعنية تتابع بقلق، مصر وفرنسا وتركيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، كل يراقب الوضع التونسي الأن».
الوضع في تونس
وأكد الكاتب الصحفي أن الوضع في تونس هو شأن داخلي بغض النظر عن أن التيارات السياسية في تونس لها انتماءات خارجية، ولكن الوضع في تونس هو وضع تونسي معقد.
وأشار إلى أن الدولة الليبية على مسافة واحدة من كل الأطراف، وأن ليبيا لا ترغب أبدا في دعم أي أطراف سياسية ليبية إلى أطراف سياسية بعينها داخل الدولة التونسية.
أمريكا تتخلى عن الإخوان
علي التكبالي، عضو مجلس النواب الليبي، أكد أن جماعة الإخوان فقدت سحرها لدى دول الغرب خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، فقد كانت تظن الولايات المتحدة أن جماعة الإخوان بإمكانها أن تسيطر على المنظمات المتطرفة ويضعونها تحت عباءتهم، ولكن بعد تجربة اتضح أن جماعة الإخوان ليست مرغوب بها من قبل الشعب التونسي وأنهم دعاة فرقة وليس سلام.
الضربة الأولي من مصر
ولفت التكبالي في تصريحات لـ «صدى البلد»، أن الولايات المتحدة الأمريكية أفاقت عندما جاءت الضربة القاضية لجماعة الإخوان من مصر، ورأت أن الإخوان لا يستطيعون أن يسيطروا على أي شعب طالما أنهم ليسوا مرغوب بهم.
وأضاف أن «الضربة الثانية لجماعة الإخوان والولايات المتحدة الأمريكية جاءت من تونس وكانت متوقعة، لأنهم كانوا يعيثون في الأرض فسادا ويرعبون المواطنين، وعندما جاءت الانتخابات التونسية دفعوا كثيرا من الرشاوى ليستطيعوا الوصول إلى السلطة في تونس، وهذا لا يغيب عن السلطات الأمنية التونسية».
الإخوان فقدوا بريقهم
وتابع: «الأحداث في تونس تعيدنا إلى ما كانت عليه البلاد في عام 2011، حينما بدأت شرارة المظاهرات في المنطقة من تونس، إلا أن هذه المرة كانت الضربة الأولي من مصر ثم انتقلت إلى تونس، وليبيا التي بين البلدين سوف تنتفض قريبا وتفقد جماعة الإخوان بريقها، خاصة أنهم ليسوا متمكنين في ليبيا كثيرا ولا يستطيعون أن يسيطروا على الشعب".
تونس تعيش أحداثا ساخنة
تعيش تونس أحداثا ساخنة بعد القرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد، منها؛ تجميد أعمال البرلمان بقيادة راشد الغنوشي 30 يوما، وإعفاء هشام المشيشي رئيس الوزراء من منصبه، وتولي الرئيس السلطة التنفيذية.
وأعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، إقالة الحكومة وتجميد عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن النواب، وتوليه رئاسة النيابة العامة لتحريك دعاوى قضائية ضد عدد منهم متورطين في قضايا فساد.
قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، الحاسمة المصيرية، قوبلت بحفاوة بالغة داخل الشارع التونسي، الذي كان غاضبا وثائرا ضد ممارسات عدد من السياسيين التونسيين.
ووصفت قرارات الرئيس التونسي بـ الجريئة لتقليص وتحجيم قدرات حركة النهضة المنتمية لجماعة الإخوان، التي خرج الشعب التونسي رافضا لها بعد أن أدخلت البلاد في أزمات اقتصادية واجتماعية عديدة.