قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بعد طرح وساطتها في سد النهضة..الدبلوماسية الجزائرية تنتفض وتعيد مكانتها في المنطقة

وزير الخارجية سامح شكري مع وزير الخارجية الجزائري
وزير الخارجية سامح شكري مع وزير الخارجية الجزائري
×

قام رئيس الوزراء الجزائري، رمطان لعمامرة، بجولة إفريقية زار فيها إثيوبيا والسودان ومصر، وجاء خلال هذه الزيارات عرض الجزائر بالوساطة في ملف سد النهضة لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاثة.

ويأتي عرض الجزائر للوساطة في ملف سد النهضة ضمن الجهود المبذولة من قبل الجزائر في المنطقة الإفريقية وفي كلا من تونس وليبيا، حيث تعمل الجزائر على تعزير مكانتها في القارة الإفريقية، عن طريق دعم الأمن والاستقرار في دول القارة.

الجزائر وتونس

بحث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في اتصال هاتفي مع نظيره التونسي قيس سعيد، تطورات الوضع العام في الشقيقة تونس، بحسب بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية.

وقالت الرئاسة في بيان أوردته الإذاعة الجزائرية: "أجرى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون هذا المساء، مكالمة هاتفية مع رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد اطمأن من خلالها على الرئيس والشعب التونسي".

وأضاف البيان أن الرئيس التونسي طمأن نظيره الجزائري بأنّ تونس تسير في الطريق الصحيح لتكريس الديمقراطية والتعددية وستكون هناك قرارات هامة عن قريب.

الجزائر وليبيا

وأعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن بلاده "رهن إشارة" ليبيا وجاهزة لمساعدتها في حلحلة مشاكلها، وذلك خلال استقباله رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي خلال زيارته التي استغرقت يومين إلى الجزائر.

وذكر تبون بأن الجزائر تعتبر أن "الحل النهائي للأزمة في ليبيا الشقيقة هو الانتخابات التي تعطي شرعية أكثر للمجلس الوطني وللرئيس".

واقترح الرئيس الجزائري تنظيم "انتخابات مزدوجة برلمانية ورئاسية في نفس الوقت"، مجدداً التأكيد على استعداد الجزائر لمساعدة الليبيين "لإيصال صوت الشقيقة ليبيا في أي مكان".

كما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن المنفي قوله: "سعدنا بما سمعنا من الرئيس بخصوص الدعم الكامل لخطواتنا من أجل الوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية تمكّن الشعب الليبي من اختيار من ينوب عنه خلال الفترة القادمة".

الجزائر وجامعة الدول العربية

استقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة، حيث أجرى الطرفان جلسة مباحثات تناولت مختلف القضايا العربية والإقليمية، فضلاً عن التحضير للقمة العربية القادمة التي من المزمع أن تستضيفها الجزائر.

ويأتي في إطار حرص الجانبين علي التشاور والتنسيق لمصلحة إنجاح القمة القادمة، وبحيث تُمثل هذه القمة إضافة حقيقية لمسيرة العمل العربي المشترك الذي تُعدُ الجزائر، في التاريخ والحاضر، ركناً رئيسياً فيه، وأضاف أن الأمين العام تعهد بتقديم كل الدعم للجزائر من أجل خروج القمة بالشكل الذي يتناسب وأهميتها.

استعادة دورها الإقليمي

وفي هذا الصدد تقول الدكتورة أسماء الحسيني، نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام والمتخصصة في الشأن الأفريقي، إن الجزائر بعد فترة من الاضطرابات تعيش حالة من الاستقرار السياسي، وتسعي إلى استعادة دورها الإقليمي في إفريقيا والوطن العربي وأيضا على المستوى الدولي.

وتابعت "الحسيني" في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الجزائر تريد أن تكون عضو فعال في الاتحاد الأفريقي والتي تعتبر أحد المؤسسين له، كما انها تسعي لاستعادة دورها العربي عن طريق استضافة القمة العربية المقبلة في الجزائر.

القضايا المشتركة مع مصر

ولفتت أن "الجزائر لديها العديد من القضايا المشتركة مع مصر، مثل الملف الليبي والوضع الانتقالي الذى تأمل الجزائر ومصر أنه يخرج بأمان وتنتهي حالة عدم الاستقرار التي أثرت على الدول المجاورة للدولة الليبية".

وأكملت: "هناك أيضا الملف التونسي الذى تتوافق الرؤى بين مصر والجزائر في إعادة الاستقرار لتونس والوقوف مع كل ا له صالح للدولة التونسية".

وأضافت: "الملف الثالث هو ملف سد النهضة التي تريد الجزائر أن تقوم بدور إيجابي به لدفع الأطراف الثلاثة للعودة إلى مائدة التفاوض والخروج بتسوية سلمية تضمن حقوق كافة الأطراف".

وتابعت: "هناك أيضا ملف التوترات في منطقة الساحل والصحراء وهي منطقة هامة بالنسبة لمصر والجزائر".

قوة الدبلوماسية الجزائرية

وأوضحت نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام، أن "الدبلوماسية الجزائرية هي دبلوماسية عريقة ولديها وزير خارجية عرف عنه نشاطه في إطار الاتحاد الأفريقي كرئيس في مفوضية الأمن والسلم الإفريقي سابقا، كما أنه كان مبعوث إلى ليبيريا وكاد يكون مبعوث إلى ليبيا لولا وجود بعض الاعتراضات الدولية، ويقوم الأن بزيارة إلى كل من إثيوبيا والسودان ومصر ليستطلع سبل الوساطة الجزائرية".

الحلول الجزائرية لأزمات المنطقة

وعن الحلول التي سوف تطرحها الجزائر في الوساطة والتدخل في الأزمات المختلفة في كلا من تونس وليبيا وسد النهضة، تقول إن مصر والجزائر بينهم تنسيق كبير في ليبيا وتونس وبينهما تفاهمات بالنسبة لإعادة الأمن والاستقرار في البلدين.

الوساطة الجزائرية لسد النهضة

وبخصوص سد النهضة، لفتت إلى أن الوساطة الجزائرية هي وساطة جيدة وقوبلت بالثناء من قبل الدول الثلاثة، لكن الأمر في سد النهضة هو أمر معقد لأنه وصل لمرحلة انسداد بسبب التعنت الإثيوبي الذى أجهض كل المحاولات الدبلوماسية على مدار السنوات الماضية.

وأكملت: "بالتالي فأن دور الجزائر للوساطة في سد النهضة لا بد أن يكون مدعوما بجهود دولية من قبل الوساطة الرباعية الدولية التي طلبتها السودان ومصر، لأن بدون وجود ضغوط حقيقية على إثيوبيا لن يكون هناك تحريك لهذا الملف".

اختراق الموقف العربي

وأضافت أن "إثيوبيا تحاول اختراق الموقف العربي الموحد خلف مصر والسودان، لأن وزير الخارجية الإثيوبي طالب نظيرة الجزائري خلال زيارته إلى إثيوبيا، بأنه يحاول أن يصحح المفاهيم المغلوطة لدى الجامعة العربية، ومعني ذلك أن إثيوبيا تحاول اختراق الموقف العربي بشأن سد النهضة".