الشعور بالتعب النفسي شيء وارد، ويعاني منه العديد من الأشخاص، ولكن يختلف حدة وشدة من شخص إلى آخر حسب نوع المرض إذا كان مرضا نفسيا أو اضطرابا، وهو أمر لا ينبغي تجاهله، لأنه يتسبب في الكثير من المشاكل الأسرية التي أدت إلى العنف حتى القتل، وتم نقله من الأسرة إلى طلاب الثانوية العامة، وهنا السؤال يطرح نفسه: ما الحل وكيف أتصرف؟!
وفي هذا الإطار، استضاف “موقع صدى البلد” استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز في ندوة تحت عنوان “الأمراض النفسية والثانوية العامة”.
العالم أجمع يعاني من مشاكل نفسية
قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن العالم أجمع يعاني من مشاكل نفسية، ويتأكد ذلك بقول الله تعالى في سورة “البلد”: "لقد خلقنا الإنسان في كبد"، ويقصد بها التعب والمشقة التي يعاني منها الإنسان منذ دخوله الدنيا، والتعب النفسي تاريخه متشخص منذ أيام الفراعنة، وحتى سيدنا يعقوب عاني كثيرا من التعب النفسي عندما فقد بصره، فالمرض ليس عيباً المهم العلاج والخروج من التعب بأي وسيلة ممكنة.
وأوضح فرويز، في ندوة خاصة بموقع "صدى البلد"، أن جميع الأمراض النفسية أصبح لها علاج حتى مرض الفصام، ومع التقدم الذي نشاهده بعد أربع سنوات من المتوقع أن يوجد علاج قوي يقضي على الفصام تماماً، مشيرا إلى أن المشكلة ليست مع الأمراض النفسية ولكن المشكلة مع الاضطرابات النفسية الناتجة عن الوراثة والتربية في الصغر والخبرات الحياتية التي تسبب شخصية مضطربة ليس لها علاج.
عدم الضغط عليهم
وفي هذا السياق، ركز استشاري الطب النفسي على طلاب الثانوية العامة، وأضاف أن عمر الطالب في هذه المرحلة 17 عاما وهو سن المراهقة، فلا يتحمل أي تعليقات تؤثر على نفسيته، لافتاً إلى أنه توجد فتاة في قرية داخل الصعيد منتظرة نتيجة الثانوية العامة، وقال لها أخوها إنه أحضر نتيجتها وهي ساقطة، فصدقت الأمر وقتلت نفسها وهي ناجحة بمجموع 95%، فلا داعي للضغوط على الأشخاص خاصة في هذا العمر لأنهم في مرحلة "تدهور سن المراهقة"، لأن رد الفعل صادم ومحزن وعلينا الحفاظ على أولادنا و نشعرهم بالاطمئنان والتواصل معهم دائما.
المشكلة في الأسرة
وتابع: “مشكلة الثانوية العامة تكمن في أن الأسرة تريد أولادها في كليات القمة تحت أي ظرف حتى لو خارج إمكانية أولادها ورافضين أي خيارات أخرى، والمشكلة أيضا في المقارنة وهي الخطأ الذي يجعل الطالب في ضغط نفسي ويفقد شعوره ويدخل في اضطراب نفسي”.
واستطرد: “احذروا أيها الأهالي وحافظوا على أولادكم وعلموهم أن كل شخص يتميز في شيء وعلموهم القناعة والرضا بما يريده الله لنا”.
طريق النجاح
واختتم فرويز حديثة قائلاً: “علينا أن نعلم أولادنا أن أحلامنا يجب أن تكون على قدر إمكانياتنا لأن النجاح هو طريق تملؤه العقبات والعوائق، فيجب على الشخص المميز الذي يمتلك الإرادة القوية، وروح المغامرة والجرأة أن يقوم بشق طريقه حتى يصل إلى بر الأمان، حيث النجاح وتحقيق الذات والاستمتاع بطعم الفوز في نهاية كل عمل ناجح، والمهم الثقة فما كتبه الله لنا”.