قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق إن ظاهرة العنف تعد مخالفة -بكل المقاييس- للدين الإسلامي، سواء أكانت على المستوى الفردي، أم المستوى الجماعي.
وأضاف علي جمعة أننا أمرنا بالرفق في الأمر كله فيما بيننا، ففي الحديث الشريف «إن الله يحب الرفق في الأمر كله» (رواه البخاري ومسلم) وقال صلى الله عليه وسلم: «ما يكون الرفق في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه» (رواه مسلم) وقال: «إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه» (أحمد والبيهقي في الشعب).
وأشار علي جمعة عبر صفحته على فيس بوك إلى أن المنظومة الشرعية هي التي تقي من العنف الأسري على مستواه الفردي أو شيوعه الجماعي ومن ثم تساعد على بناء الحضارة وترسيخ جذورها على مبادئ التسامح والعفو.
وأوضح علي جمعة إلى أن عدم الاهتمام بتربية النشء على هذه المعاني، مع ما يضاف إليه من توتر الحياة المتمثل في الضجيج والضوضاء وسرعة حراك البرنامج اليومي للإنسان، ومجموع المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، الذي انعكس سلبًا على أعصابه، كل ذلك كان من الأسباب التي أدت إلى تفكك الأسرة، وإلى سوء الخلق، وإلى العنف الأسري، وإلى انهيار الحضارة حتى قبل بنائها.
علاج ظاهرة العنف
ونوه علي جمعة إلى أنه من الأهمية بمكان أن يشمل برنامج بناء الحضارة ضرورة علاج ظاهرة العنف، بدءًا بعملية التربية، والتربية عملية مرتبة لها أبعادها، ولها أركانها، لا تقتصر فقط على التعليم ولا على التدريب، ولا تقتصر فقط على المدرسة، بل لابد من اشتراك الإعلام، وتكوين ثقافة سائدة للمجتمع تقيه هذه الظاهرة السلبية، وتدفع به إلى الأمن والاستقرار وإلى بناء الحضارة، عسى الله أن ينهي هذه الظاهرة من مجتمعنا، وجميع المجتمعات الإسلامية، ومن الأرض كلها إنه رءوف بعباده.