جماعة الإخوان الإرهابية شغلها الشاغل تدمير البلاد والخراب والعنف، وهذا ما حدث في كثير من بلدان العالم العربي، لقد عانت مصر والسودان والعراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان وتونس تدبير التنظيم الإرهابي الإسلامي المتطرف حتى فاض الكيل.
أسقطت الحشود التونسية الغاضبة في تونس الأيام الماضية غطاء الشرعية السياسية عن "حركة النهضة الإخوانية" وأنهت سنوات حكم التنظيم في البلاد بعد عقود من الفساد والفوضى والتدمير.
وفي هذا التقرير يستعرض "موقع صدى البلد" معاناة عاشها الشعب التونسي من حكم التنظيم الإخواني في السطور التالية:
منذ إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد القرار الوطني، تذكر الشعب التونسي ومعهم العرب، جرائم الإخوان في تونس، والتي بدأت منذ زمن طويل وحتى الآن.
حركة النهضة الإخوانية في تونس
حركة النهضة هي الحركة التاريخية التي تمثل التيار الإسلامي فى تونس، وتأسست عام 1972 وأعلنت رسميا عن نفسها في 6 يونيو 1981، ولم يُعترف بالحركة كحزب سياسي في تونس إلا في 2011 بعد مغادرة الرئيس زين العابدين بن على البلاد إثر اندلاع ثورة الياسمين التونسية في ديسمبر 2010.
أشهر جرائم الإخوان في تونس
تورطت الحركة الإسلامية والتي تقلدت مناصب قيادية فيما بعد في العديد من الجرائم، لعل أهمها أحداث العنف التي تعود لسنة 1991، والتي نتج عنها حرق حارسي مقر حزب "التجمع الدستوري الديمقراطي" الحاكم في هذه الفترة، كما تعتبر "عملية باب سويقة" أشهر جرائم الإخوان في تونس، إذ حدد موعد التنفيذ في الـ 17 من فبراير 1991، لاستهداف مقر لجنة التنسيق الحزبي بباب سويقة، بعلم قيادة حركة النهضة، وجاء تحت خطة صادقت عليها هياكل النهضة في مؤتمرها.
وفي لحظة تنفيذ العملية تعالت أصوات التكبير، وهجم 16 عنصرًا من النهضة بعد انقطاع التيار الكهربائي على مقر الحزب، إذ أن الحركة كانت تخطط لاختراق الجيش بإشراف المنصف بن سالم والصادق شورو وبقيادة مباشرة من راشد الغنوشي، رئيس البرلمان المنحل.
وبرر الغنوشي في أول لقاء بعد عودته من منفاه في لندن عام 2011، أحداث باب سويقة بأنها كانت "أخطاء فردية" لبعض شباب الحركة، الذين كانوا يعانون القمع في ظل غياب قيادات النهضة سواء بالنفي أو بالسجن، وأدت تلك العملية إلى قطيعة نهائية بين نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن على وحركة النهضة، بعد أن اتهم النظام الحركة وجهازها العسكري والسرى بالوقوف وراء موجة العنف التي اجتاحت البلاد في بداية التسعينيات.
وأقرت قيادات الجماعة الإخوانية في 1989 استراتيجية للعنف من أجل الوصول إلى مبتغى واحد وهو كرسي الحكم والاستئثار به بكل الطرق غير المشروعة، وتلك الاستراتيجية التي أقرها القيادي الإخوانى على العريض وتهدف إلى تفكيك السلطة وتغيير النظام.
عمليات التجسس والاغتيالات
وكشفت أيضا عملية اغتيال الناشطين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمى، عام 2013، والتي تفجرت معها قضية الجهاز السرى لحركة النهضة، عندما كشف فريق هيئة الدفاع عن الناشطين، وجود وثائق وأدلة تفيد بامتلاك النهضة لجهاز سرى أمنى مواز للدولة، متورط في اغتيال المعارضين، وفى ممارسة التجسس واختراق مؤسسات الدولة وملاحقة خصوم حزب حركة النهضة.
وحسب فريق الدفاع عن الشهيدين فإن الوثائق تتضمن مكالمات هاتفية ومراسلات بين المتهم الرئيسي في اغتيال بلعيد والبراهمى، مصطفى خضر، المحكوم عليه بالسجن ثماني سنوات، وبين وزيري العدل والداخلية، وهما نور الدين البحيري وعلى العريض القياديان في حركة النهضة، ثم تم فتح بحث تحقيقي في قضية الجهاز السري بتاريخ 31 ديسمبر 2019 وحسب هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمى، وجه الاتهام لأشخاص مرتبطين مباشرة بحركة النهضة الاخوانية في تونس.
جهاز سري وتمويلات مشبوهة
ارتكبت حركة النهضة الإخوانية التونسية أيضًا جرائمها عبر جهاز سرى، وميليشيات لم تخجل من سفك الدماء، فضلًا عن جرائمهم الانتخابية التي قامت سلطات القضاء التونسي بمقاضاتهم بشأنها نظرًا لاتهامهم بالحصول على تمويلات مشبوهة وتجاوز السقف المالي القانوني لحملاتهم الانتخابية عام 2019م.
انتشار الإخوان في دول المغرب العربي
ومن جانبه قال منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن حركة الإخوان منتشرة في دول المغرب العربي بصورة كبيرة، وبـ التالي وجودها في شمال إفريقيا هو دعم لجماعات العنف والتطرف علي مدار سنوات وعقود طويلة.
تنظيم ليبيا يتأثر
وأوضح أديب في تصريحات لـ"صدى البلد" أن دلالة سقوط الاخوان في تونس سوف تؤثر علي وجود التنظيم بأكمله في قارة إفريقيا وفي شمال إفريقيا علي وجه الخصوص، مشيرا إلي أن التنظيم يتأثر بصورة كبيرة في ليبيا وهذا الذي دفع الإخواني خالد المشريإلى وصف ما حدث في تونس من قرار الرئيس قيس سعيد بانه انقلاب وطالب الإخوان بالخروج لرفض هذه القرارات.
وأضاف أن قرارات الرئيس التونسي سوف تؤثر علي التنظيم الدولي خاصة أن إخوان تونس تشكل رقما مهمًا بما يسمي بالتنظيم الدولي، خاصة أن راشد الغنوشي له مقعد داخل التنظيم والإخوان التوانسة يشكلون رقما كبيرا في التنظيم الدولي، والإخوان في مصر كانوا يمثلون المكتب العام لإدارة التنظيم وعندما سقطوا أثروا علي بقية أفرع الإخوان، وهذا ما أدى بالإخوان التوانسة إلى الشعور بالخوف من انهيار تنظيماتهم.
الإخوان التوانسة يصدرون الإرهاب للدول العربية
وأكد أديب أنسقوط الاخوان في تونس سوف يظهر تأثيره في شمال أفريقيا، ويتأثر سقوطهم في دعم الجماعات والتنظيمات المتطرفة مثل داعش، خاصة أن الإخوان التوانسة صدروا أعدادا كبيرة من الجماعات الإرهابية للدول العربية وغيرها.
عشرات الآلاف من التونسيين ضمن تنظيم داعش
ولفت منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة: "هناك تقارير أشارت أن قرابة 10 آلاف تونسي ضمن تنظيم داعش، فهذا يؤثر على الجماعات المتطرفة لأن إخوان تونس يمثلون الخزان الرئيسي والأساسي لكل جماعات العنف، وبالتالي سوف ينعكس هذا على التنظيمات.
قرار تونس شبيه بمصر
واختتم" تونس أخذت قرارا مشابها لشعب مصر في يوليو عام 2013، برفضهم للإخوان وللجماعات الإرهابية".