قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بواسطة الخلايا تي.. تعرف على المناعة التي تقضي على كورونا

فاعلية الخلايا تي في مقاومة فيروس كورونا
فاعلية الخلايا تي في مقاومة فيروس كورونا
×

كشفت دراسة جديدة أجريت مؤخرا عن مقاومة فيروس كورونا بخلايا تي من قبل باحثون في جامعة كينغز كوليدج لندن، أن الأجسام المضادة التي يطلقها جهاز المناعة لمقاومة فيروس كورونا كانت تتلاشى من الجسم في غضون بضعة أشهر، إلا ان خلايا تي المناعية كانت تتعرف على الفيروس وتقتله.

فاعلية الخلايا تي في مقاومة فيروس كورونا


وأفاد الباحثون المشرفون على الدراسة، أن بعض المرضى تعافوا من فيروس كورونا، لكنهم ليس لديهم أجسام مضادة خاصة بالفيروس. ثم تكررت هذه الملاحظة لدى عدد كبير من المرضى، وكأنهم تعافوا من الفيروس بفضل خلايا تي المناعية.

وأوضح الباحثون، أن الأجسام المضادة لفيروس كورونا الموجودة في الجسم أثبتت كفاءة منقطعة النظير في رصد انتشار الوباء، إلا إنها ربما لا تؤدي دورا محوريا في تحصين الجسم ضد الفيروس؛ حيث ان نوع محير من خلايا الدم البيضاء يدعى الخلايا تي ( T cells)، قد يلعب دورا محوريا في مكافحة وباء كورونا المستجد.


وتعد خلايا تي نوعا من الخلايا المناعية المتخصصة التي تتعرف على مسببات الأمراض التي تغزو الجسم أو الخلايا المصابة بها وتقتلها، وتستعين هذه الخلايا بالبروتينات على سطحها التي قد ترتبط بالبروتينات على سطح الكائنات الغازية، وتنتج الخلايا اللمفاوية تي تريليونات البروتينات المختلفة التي تسمى مستقبلات مولدات الضد، وكل بروتين منها يمكنه التعرف على هدف مختلف.

وتظل خلايا تي في الدم لسنوات بعد الإصابة بفيروس كورونا، ولهذا تسهم في بناء ذاكرة مناعية طويلة الأمد تساعد جهاز المناعة في إطلاق استجابة أسرع وأكثر فعالية عند تكرار الإصابة بنفس المرض.

وأشارت دراسات عديدة إلى أن خلايا تي لدى معظم المصابين بكورونا المستجد يمكنها استهداف الفيروس، حتى لو لم تظهر عليهم أي أعراض، ولكن الغريب أن بعض العلماء أجروا فحصا لعينات دم جمعت من مصابين بفيروس كورونا المستجد، واكتشفوا أن بعض الناس قد لا توجد لديهم أجسام مضادة لفيروس كورونا المستجد، ومع ذلك تظهر خلايا تي لديهم استجابة للفيروس.

وفسر الباحثون ذلك بوجود نوع من المناعة ضد فيروس كورونا قد يكون أكثر شيوعا بمراحل مما كنا نظن، وقم اكتشاف أدلة متزايدة على أن بعض الناس قد تكون لديهم مناعة خفية تحميهم من فيروس كورونا المستجد

فاعلية الخلايا تي في مقاومة فيروس كورونا


وتابع الباحثون عينات لمرضى قبل وبعد ظهور وباء فيروس كورونا، وقد وجدو خلايا تي مبرمجة مسبقا لاستهداف البروتينات على سطح فيروس كورونا المستجد ومحاربتها، وهذا يدل على أن هناك نسبة من الناس لديهم درجة من المناعة ضد الفيروس من قبل أن يصيب البشر، وهذه النسبة ليست قليلة، إذ تراوحت بين 40 و60 في المئة من الأشخاص الذين لم يصابوا بفيروس كورونا المستجد من قبل.

وقد تسهم هذه الاكتشافات في تفسير بعض آثار المرض التي استعصت على التفسير، مثل تزايد مخاطر الإصابة بمضاعفات الفيروس كلما تقدم العمر، وقدرة الفيروس الغامضة على تدمير الطحال، باإضافة إلى توده جهود العلماء والباحثين والأطباء لتطوير لقاحات وعلاجات أكثر فعالية.

وقال الدكتور أدريان هايداي، أستاذ علم المناعة بجامعة كينغز كوليدج لندن، إن خلايا تي عندما يغزو أحد مسببات المرض الجسم، مثل فيروس الإنفلونزا، الجسم تعمل المناعة الفطرية كخط دفاع طبيعي، فتطلق كرات الدم البيضاء و الإشارات الكيميائية علامات الإنذار التي تنبه الجهاز المناعي لإطلاق الأجسام المضادة في غضون بضعة أسابيع.

وأوضح هايداي، انه بعد أربعة أو خمسة أيام من الإصابة بفيروس كورونا يتم تنشط خلايا تي، وكان من الملاحظ أنها تتعرف على الخلايا المصابة بالفيروس، ومن ثم تقوم الخلايا تي بقتل هذه الخلايا المصابة بسرعة وبلا هوادة، إما بشكل مباشر أو بواسطة عناصر أخرى من الجهاز المناعي توظفها الخلايا تي لتنفيذ المهمة قبل أن يتمكن الفيروس من استنساخ نفسه داخلها.

وأفاد هايداي،ـانه بعد مراقبة مرضى كورونا المستجد، أو بالأحرى المصابين الذين لم يحتاجوا للعلاج بالمستشفى، لاحظنا أن الخلايا تي في أجسامهم استجابت لفيروس كورونا المستجد وهاجمته. ولا شك أن هذه النتائج مبشرة للباحثين عن لقاحات، لأنها تدل على أن الجسم يطور أجساما مضادة وخلايا-تي يمكنها التعرف على الفيروس.

وأوضح هايداي، إن الباحثين أجروا دراسات على المرضى الذين تعافوا من مرض متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الوخيم الذي ظهر عام 2002 واكتشفوا أدلة على أن خلايا تي تستجيب للفيروس بعد سنوات من الإصابة. وهذا يؤكد أن هذه الخلايا التي تكونت لدى هؤلاء المرضى تحمي الجسم بعد سنوات من التعافي.