لا تزال إيران تراقب بقلق تطورات الأوضاع في أفغانستان، خاصة في ظل إحراز حركة طالبان تقدما ملحوظا في بسط سيطرتها على الأراضي الأفغانية.
بحسب موقع “نيوزويك” الأمريكي، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرتبطة بأفغانستان من بعض النواحي، فالبلدان ليسا مرتبطين بالروابط التاريخية فقط، بل أيضا بالروابط الثقافية واللغوية، ولكن بينما يعتبر البلدان نفسهما جمهوريتين إسلاميتين، فإنهما يختلفان إلى حد كبير في الأيدولوجية وطريقة الحكم، وهذه الفجوة من المرجح أن تتسع مع سيطرة طالبان بشكل أكبر على أفغانستان.
وعندما صعدت طالبان إلى السلطة لأول مرة في التسعينيات، كانت إيران داعما رئيسيا للتحالف الشمالي في أفغانستان، والذي كان يخوض حربا ضروس مع طالبان، ولكن في هذا الوقت بقيت الولايات المتحدة على الهامش إلى حد كبير إلى أن اتخذت إجراءات اقتصادية ضد طالبان بعد تفجيرات القاعدة عام 1998 لسفارتي واشنطن في تنزانيا وكينيا، ثم تدخلت عسكريا نيابة عن التحالف الشمالي في عام 2001.
وفي نفس العام، وقع حادث لا يزال متأصلا في عمق ذاكرة إيران، حيث أحرزت حركة طالبان وقتها تقدما في مزار الشريف، وحاصروا القنصلية الإيرانية وقتلوا 11 شخصا، بينهم 8 دبلوماسيين إيرانيين وصحفي إيراني.
وعندما تدخلت الولايات المتحدة، عرضت إيران المساعدة، وسعت للتعاون مع الولايات المتحدة لاحقا بشكل علني، كجزء من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015 في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.
وتدعم إيران حاليا عددا من "المليشيات الصديقة" لها تنشط في العراق ولبنان وسوريا واليمن، وإحدى تلك المليشيات معروفة باسم الفاطميون، وتنحدر من مجتمع الهزارة الذي تقطنه أغلبية شيعية في أفغانستان وحملت السلاح ضد حركة طالبان.
ولكن على الرغم من التكهنات المتزايدة بشأن وجود تعاون بين طهران والفاطميون، نفى الطرفان وجود أي جهود منسقة لإعادة انتشار قوات شبه عسكرية في أفغانستان.
وقال المتحدث باسم البعثة الإيرانية الدائمة للأمم المتحدة، شاروخ ناظمي، إن إيران سعت أولا وقبل كل شيء إلى الحل الدبلوماسي في أفغانستان.
وأضاف: "إيران لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى وهذا يشمل جارتنا الجيدة أفغانستان".
وتابع: "على الرغم من ذلك فإن إيران أكدت في عدة مناسبات دعمها لاستضافة محادثات تهدف إلى إحلال السلام وإنهاء النزاع في أفغانستان".
وأشار ناظمي إلى أنه لا ينبغي نسيان أن إيران تستضيف الملايين من اللاجئين الأفغان، وتحقيق السلام أمر مهم لإيران ولكل من يرغب في العودة إلى وطنه وإعادة بناء حياته هناك".
في نهاية المطاف، تسعى إيران، التي تضم بالفعل عددًا هائلاً من اللاجئين والمهاجرين الأفغان بسبب عقود من الاضطرابات، إلى تحقيق الاستقرار في أفغانستان التي تقع على حدودها الشرقية قبل كل شيء.