كشف علماء الآثار الروس في العراق عن بقايا مستوطنة عمرها 4000 عام نشأت من رماد الإمبراطورية البابلية، مدينة كاملة يعود تاريخها إلى واحدة من الحضارات الأولى التي شهدها العالم.
تم العثور على "المدينة المفقودة" في 24 يونيو في محافظة ذي قار العراقية، التي كانت في يوم من الأيام قلب الإمبراطورية السومرية القديمة، والتي تعتبر واحدة من أولى الحضارات في العالم، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
قال "أليكسي يانكوفسكي-دياكونوف"، الباحث في معهد سانت بطرسبرج للمخطوطات الشرقية ورئيس قسم التنقيب: "المدينة المكتشفة هي مستوطنة حضرية في تل الدحيل ، تقع على ضفاف مجرى مائي".
اكتشف الفريق العديد من القطع الأثرية بما في ذلك رأس سهم صدئ وآثار لمواقد التندور وتماثيل جمل من الطين تعود إلى أوائل العصر الحديدي.
كما وجدوا أيضًا بقايا جدار معبد يبلغ ارتفاعه حوالي سبعة أقدام وعرضه 13 قدمًا وميناءً قديمًا كانت ترسو فيه السفن النهرية والبحرية، وقال غيث سالم، أستاذ التاريخ القديم في الجامعة المستنصرية: "هذا الاكتشاف الأخير له أهمية قصوى لأنه يعرّف العالم بإحدى المدن السومرية المطلة على الموانئ".
كانت معظم المدن تطل على البحر لكنها تحولت اليوم إلى صحراء شاسعة، وتعتبر تل الدحيلة هي موطن لمئات من المواقع المهمة تاريخيا، بما في ذلك زقورة أور الكبرى، وقد صمدت في وجه أعمال التخريب والنهب والتدمير المتعمد للمواقع القديمة في العراق التي بدأت في أوائل التسعينيات.
إنها أيضًا بالقرب من مدينة إريدو والتي تقول عنها الأسطورة السومرية إنها بدأية الحياة كلها، بدأ الفريق أبحاثه في المنطقة في عام 2019 ، حيث بدأ العمل الميداني الفعلي في أبريل 2021.
“يمكن أن تكون المدينة عاصمة لدولة تأسست في أعقاب الانهيار السياسي في نهاية العصر البابلي القديم”، حسب تكهنات يانكوفسكي-دياكونوف ، في حوالي منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد.
فيما قال:"البحث عن مدن جنوب بلاد ما بين النهرين في نهاية العصر البابلي القديم، وموقع تل الضحيلة على وجه الخصوص، يفتح سر صفحة غير معروفة في تاريخ أقدم حضارة على هذا الكوكب".
كما يبدو أن الموقع يقدم دليلاً على الاستخدام الزراعي المبكر للطمي في بلاد ما بين النهرين، قبل ظهور الحضارة السومرية.