سامح شكري في بروكسل
- الملف السوري والاوضاع في ليبيا والقضية الفلسطينية على رأس مباحثات شكري
- ملفات التعاون الثنائي في جميع مباحثات شكري مع شركاء مصر الاوروبيين
- شكري لنظيره الإسرائيلي: لن نتوانى عن دعم جهود إقامة الدولة الفلسطينية
- مفوضو الاتحاد الأوروبي أكدوا حق مصر في مياه نهر النيل
- الاتحاد الأوروبي لديه الاستعداد لتكثيف التعاون لحل أزمة سد النهضة
- الاتحاد الأوروبي يدعو أديس أبابا لوقف القرارات الأحادية
- وزراء خارجية الاوروبيون يشيدون بسياسة مصر المرنة حيال أزمة سد النهضة
شهدت زيارة سامح شكري وزير الخارجية إلى بروكسل نشاطا دبلوماسيا مكثفا على مدى اليومين الماضيين حيث عقد العديد من اللقاءات مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، وأجرى اجتماعات ثنائية مع عدد من نظرائه الأوروبيين وكبار المسئولين بالمفوضية الأوروبية؛ ناقش فيها العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.
وتوجه وزير الخارجية، صباح الأحد 11 يوليو الجاري، إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لتسليم رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رئيس المجلس الأوروبي، والتي تهدف لتأكيد قوة وعمق العلاقات بين مصر ودول أوروبا.
لقاء شكري ونظيره الإسرائيلي في بروكسل
وعلى هامش زيارته، التقى وزير الخارجية نظيره الإسرائيلي الجديد يائير لابيد، وأكد ضرورة تحريك الجمود الذي تشهده المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين.
وأوضح السفير أحمد حافظ المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن شكري أكَّد خلال اللقاء أهمية تحريك الجمود القائم بين الجانبيّن الفلسطيني والإسرائيلي وصولًا إلى إطلاق مسار تفاوضي عادل وشامل على أساس المرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المُتصلة والقابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك أحد المقومات الرئيسية لتدعيم ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد شكري في هذا الصدد على أن القاهرة لن تتوانى عن دعم كافة الجهود الدولية وصولًا إلى تحقيق تلك الغاية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الفاعلة بشأنها.
كما شدَّد وزير الخارجية على التطلُع لأن تراعي الحكومة الإسرائيلية عدم اتِّخاذ أية إجراءات من شأنها تقويض فرص خلق المناخ المناسب للسلام والاستقرار وتُزيد من التوتر واحتمالات التصعيد.
وأشار شكري في هذا الإطار بما تبذله مصر في إطار إعادة الإعمار وتقديم المساعدات والدعم التنموي لسائر أنحاء الأراضي الفلسطينية بالتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو ما يستلزم تضافُر كافة الجهود لإنجاح تلك المساعي تخفيفًا عن كاهل الشعب الفلسطيني .
كما شملت لقاءات شكري في بروكسل لقاء مع نظيره المالطي إيفارست بارتولو للتباحث حول أوجه التعاون الثنائي، ومواصلة التشاور إزاء الملفات الإقليمية محل الاهتمام المُشترك كالأزمة الليبية ومكافحة ظاهرتيّ الإرهاب والهجرة غير المشروعة.
كما بحث وزير الخارجية مع نظيره السلوفيني أنزيه لوجار، سبل تطوير العلاقات الثنائية بين مصر وسلوفينيا، وتناول مجمل الملفات الإقليمية؛ ويقدِّم التهنئة لتولي سلوفينيا رئاسة الاتحاد الأوروبي.
إفطار عمل مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي
وفي صباح اليوم الثاني له في بروكسل، شارك شكري في إفطار عمل مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل لتناول ملفات التعاون الثنائي وكذا مناقشة قضايا مهمة كسد النهضة وعملية السلام وليبيا، والعلاقات الاستراتيجية التي تجمع مصر والاتحاد الأوروبي.
وخلال الإفطار، التقى وزير الخارجية سامح شكري مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي للتباحُث بشكل معمق حول جوانب العلاقات الثنائية بين الجانبين، وكذا تبادُل الرؤى بشأن عدد من الملفات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المُشترك.
وأوضح السفير أحمد حافظ، أن اللقاء شهد تأكيداً على الطابع الاستراتيجي للعلاقات الوثيقة بين مصر والاتحاد الأوروبي، والذي يعد الشريك الأول لمصر على الصعيديّن التجاري والاستثماري. كما تم تناول أهمية العمل على المزيد من التنسيق إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل وزيادة التبادل التجاري وجذب مزيد من الاستثمارات الأوروبية إلى مصر.
وقال المُتحدث الرسمي أن الوزير شكري استعرض، في إطار التطرُّق لعدد من الملفات، الجهود المصرية الناجحة في إيقاف أي تدفقات للمهاجرين من سواحلها منذ سبتمبر ٢٠١٦، فضلاً عن استضافتها لنحو ٦ ملايين مهاجر ولاجئ. كما عرض شكري الخطوات الإيجابية التي اتخذتها مصر لتعزيز أوضاع حقوق الإنسان على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف السفير حافظ أن اللقاء شهد كذلك تشاوراً حول عدد من القضايا الإقليمية المهمة، وعلى رأسها ملف سد النهضة، حيث عرض الوزير شكري نتائج جلسة مجلس الأمن الأخيرة، معرباً عن تقدير مصر للبيان الذي أصدره الاتحاد الأوروبي مؤخراً والذي انتقد إعلان إثيوبيا بدء الملء الثاني للسد دون التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب؛ مع تأكيد مطالبته بأهمية وضع خارطة طريق للتوصل إلى اتفاق عادل وملزم في إطار زمني محدد.
ومن جانب آخر، خلال اللقاء، تم تناول القضية الفلسطينية وملف عملية السلام وضرورة تحريكه وخلق زخم دولي من أجل الدفع قدماً نحو إيجاد تسوية عادلة وشاملة
وأشار شكري إلى مواصلة مصر بذل جهودها من أجل تحقيق السلام والاستقرار استناداً إلى إطار حل الدولتيّن، فضلاً عن العمل من أجل إعادة إعمار قطاع غزة وتقديم المساعدات والدعم التنموي لسائر أنحاء الأراضي الفلسطينية بالتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية.
الملف السوري وأوضاع ليبيا
كما تطرَق اللقاء إلى الملف السوري وتبادُل الرؤى في هذا الشأن، فضلاً عن تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث تم التأكيد على أهمية عقد الانتخابات في موعدها يوم ٢٤ ديسمبر ٢٠٢١، وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا دون تأخير أو استثناء.
وأعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عن التقدير للدور المحوري الذي تقوم به مصر في المنطقة على كافة الأصعدة بغية تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
وعقب فعالية الإفطار، أجرى وزير الخارجية اجتماعا مع نظيره الروماني بوجدان اوريسكو؛ لبحث سُبل دفع التعاون الثنائي بين البلديّن ومناقشة الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
كما عقد وزير الخارجية سامح شكري لقاءاً مع جوتا أوربيلينين مفوضة الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية لبحث فرص التعاون المتبادل، ولتناول سياسة الاتحاد الأوروبي التنموية تجاه مصر .. شراكة ممتدة بين الجانبين
واستمرارًا للقاءاته في بروكسل، جمع وزير الخارجية لقاء بسكرتير عام حلف شمال الأطلنطي
الناتو ينس ستولتنبرج بمقر الحلف بالعاصمة البلجيكية
وأوضح المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن اللقاء تناول سبل تفعيل وتطوير برامج التعاون والشراكة القائمة بين الجانبين، وتعزيز التعاون في عدة مجالات من بينها الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة والكشف عن وإزالة الألغام، بالإضافة إلى بناء القدرات البشرية والتكنولوجية لمواجهة التحديات الراهنة.
وأضاف المُتحدث الرسمي أن المحادثات تطرقت كذلك إلى مختلف التحديات الأمنية في أرجاء المنطقة، خاصةً في شرق المتوسط وشمال أفريقيا، وكذا الساحل والصحراء والقرن الأفريقي.
وتناول شكري خلال اللقاء الموقف المصري إزاء الأزمات التي تواجه عدد من دول المنطقة، والجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب والمقاربة الشاملة التي تنتهجها مصر في هذا الإطار، مؤكداً التزام مصر بدعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
كما التقى وزير الخارجية بمفوضة الاتحاد الأوروبي للهجرة والشئون الداخلية إيلفا يوهانسون؛ لبحث التعاون بين الجانبين في مجالي الهجرة واللجوء، وكيفية دعم مسارات الهجرة النظامية، وتعزيز حماية المهاجرين واللاجئين، وتطوير التعاون الإقليمي والدولي في هذه المجالات.
رسالة الرئيس السيسي إلى رئيس المجلس الأوروبي
وسلم وزير الخارجية اليوم رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل خلال لقائه به رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي
ونقل الوزير شكري تحيات الرئيس السيسي إلى رئيس المجلس الأوروبي؛ وتناول خلال اللقاء سبل دفع العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي والارتقاء بمجالات التعاون الي آفاق أرحب على كافة الأصعدة السياسية والاستراتيجية والاقتصادية، علاوة على التطلُع لزيادة الاستثمارات الأوروبية في مصر.
كما استعرض شكري بشكل مفصل خلال اللقاء الموقف المصري إزاء قضية سد النهضة والوضع الراهن في هذا الصدد؛ كما تم مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع في ليبيا على ضوء نتائج مؤتمر برلين ٢، وآخر تطورات القضية الفلسطينية والمشهد في شرق المتوسط.
وعن الزيارة التي استغرقت يومين والمباحثات التي عقدها، أكد شكري أن الاتحاد الأوروبي لديه استعداد لتكثيف التعاون وتقديم خبراته والمقترحات اللازمة لحل أزمة السد الأثيوبي، مشيرا إلى أن مفوضي الاتحاد الأوروبي أكدوا على عدالة الموقف المصري وحق شعبها في مياه نهر النيل.
وقال شكري إنه التقى مع عدد من وزراء خارجية أوروبا وأطلعهم على فعاليات مجلس الأمن، لافتا إلى أنهم أبدوا تقديرهم للطريقة المرنة التي قدمتها مصر في أزمة السد الأثيوبي وطالبوا بضرورة التفاوض وحل الأزمة دون تصعيد.
رسالة حاسمة لأثيوبيا
وأوضح أن المجتمع الدولي وجه رسالة لأثيوبيا لتغيير موقفها إزاء أزمة السد، مشيرا إلى أن بيان الاتحاد الأوروبي دعا أديس أبابا لوقف أسلوبها والقرارات الأحادية التي تتخذها.
وأعلن وزير الخارجية عن أن مصر تنسق مع الجانب السوداني؛ لاتخاذ القرار المناسب للعودة للمفاوضات، متابعا أن مبعوث الاتحاد الإفريقي خلال جلسة مجلس الأمن أكد تقديم أفكارا جديدة للعملية التفاوضية لحل أزمة السد الإثيوبي.
وأكد شكري أن مشروع القرار المقدم من مصر والسودان لمجلس الأمن في مرحلة التشاور بين أعضاء المجلس، وفي حالة حدوث توافق بين الأعضاء على مشروع المقدم من مصر والسودان سيتم طرحه في مجلس الأمن، مطالبا المجتمع الدولي بضرورة التحرك لحل الأزمة.
وتطرق الوزير شكري بالقول: "ننتظر الأطروحات التي سيقدمها الاتحاد الإفريقي لحل أزمة السد الإثيوبي"، مضيفا أنه طلب من الجانب الأوروبي تفهم أن "مياه نهر النيل مسألة وجودية بالنسبة لمصر".
وأضاف أن أعضاء دول الاتحاد الأوروبي مهتمين بأزمة السد الإثيوبي ومستاءة من القرارات الأحادية التي تتخذها إثيوبيا، مضيفا أن مؤسسات الدولة المصرية تنسق وتتخذ القرارات الملائمة في مسألة السد وتدافع عن مصلحة الشعب المصري دوي أي تهاون.
في سياق آخر، قال سامح شكري وزير الخارجية إن أعضاء دول الاتحاد الأوروبي أكدوا ضرورة خروج القوات الأجنبية من ليبيا، وشددوا على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية في ليبيا بموعدها المحدد.
وتابع الوزير شكري، قائلا إن مجلس الأمن سيراعي دائما الحكومة الليبية الحالية ودورها في تحقيق الوحدة، مؤكدا أن هناك توافقا دوليا واسعا على ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.