قرر مجلس الأمن في جلسته التي عقدت مساء الخميس إحالة ملف أزمة سد النهضة إلى الاتحاد الأفريقي بعدما اعتبرت فرنسا وأمريكا والصين وروسيا أن الاتحاد الأفريقي هو المكان المناسب لحل الخلاف، بعدما طالب مصر والسودان بالتوصل لاتفاق قانوني ملزمة.
خطاب مصري قوي
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية وخبير العلاقات الدولية: إن ما عرضته مصر في اجتماع مجلس الأمن بشأن سد النهضة، كان مهما جدا ولافتا للانتباه بشكل كبير في إطار عملية السياسية والتفاوضية مع إثيوبيا، موضحا أن كلمة وزير الخارجية سامح شكري كانت متوازنة وقوية وعبرت عن الموقف المصري.
3 إشكاليات
وأوضح فهمي خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الاجتماع أبرز 3 إشكاليات في أزمة سد النهضة، والإشكالية الرئيسية هي الموقف الدولي الذي ظهر في كلمات مندوبي الدول والمنظمة الأممية، خاصة عندما تحدثوا عن العودة لنفس المسار التفاوضي السابق برعاية الاتحاد الإفريقي، ولكن يمكن التأكيد بأن هناك بارقة أمل لأن مصر بذلك جهودا كبيرة في شرح موقفها.
الاتحاد الافريقي
ولفت إلى أن فكرة إمكانية أن يمارس الاتحاد الأفريقي دورا وثيقا، غير صحيحة لأنه يحتاج إلى أجندة عمل في إطار زمني محدد ويحتاج إلى رؤية لإجبار الجانب الإثيوبي وهو ما يفتقر إليه، مشيرا إلى أن اثيوبيا لن تتوقف عن استكمال الملء الثاني والذي بدأته بالفعل منذ عدة أيام، وأنه في ظل تلك الأفكار التي طرحت في مجلس الأمن يبدو أن هناك استراتيجية فرض الأمر الواقع على مصر.
الإشكالية الثانية
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن الإشكالية الثانية هي طرح كل دولة في مجلس الأمن الوساطة في القضية بشكل منفرد مثل روسيا والصين، ونسوا تماما أنهم يتحدثون في مجلس الأمن وأن القرار الذي نبحث عنه هو قرار جماعي من خلال وساطة جماعية دولية وليس وساطة منفردة غير مجدية، فكان يمكن لهذه الواسطات المنفردة أن تتجمع في وساطة واحدة.
الإشكالية الثالثة
وأضاف أن النقطة الثالثة هي أن المشروع الذي طرحته تونس بالتفاوض خلال 6 أشهر، يحتاج إلى مراجعة ووقت طويل لتعديله والموافقة عليه، وبالتالي ستكون إثيوبيا حققت كل ما تصبو إليه خلال تلك المدة، موضحا أن تلك النقاط الثلاثة توضح أن هناك دعم إثيوبي بشكل غير مباشر حتى لو رفضت كل الدول اتخاذ اجراءات احادية بشأن الملء ولكن لم تقدم شيئا حقيقيا يوقف هذا.
إثيوبيا تهدد مجلس الأمن
وأشار إلى كلمة وزير الري الإثيوبي في قوله إن تلك هي المرة الأخيرة التي تحضر فيها إثيوبيا لمجلس الأمن، وقوله إن دول المجلس ستعاني هي الأخرى من مشاكل الأنهار الدولية، موضحا أن تلك الكلمة تعني أن أديس أبابا تهدد مجلس الأمن وأعضاءه، وتحرضهم بأن يتخذوا موقفا ضد مصر حتى لا يتعرضوا لنفس الأزمات.
كل الخيارات متاحة
واختتم فهمي قائلا: "إنه حتى لا تدور مصر في دوائر مفرغة بين مفاوضات الاتحاد الافريقي ووساطات مجلس الأمن المختلفة والتى لن تجدي، احتفظت مصر في كلمتها على لسان وزير الخارجية سامح شكرى بأن ستدافع عن حقوقها، وكأن القاهرة تسجل موقفا أمام المجلس بأن كل الخيارات مطروحة أمامنا والمجلس أصبح لديه علم بهذا".