دعامجلس الأمن في جلسته أمس بشأن قضية سد النهضة، كلا من مصر والسودان وإثيوبيا لحل الأزمة العالقة بين البلدان الثلاثة من خلال العودة للمسار التفاوضي برعاية الاتحاد الإفريقي، وهو ما أكدته غالبية الدول الأعضاء، رافضين الخطوات الأحادية بشأن أزمة سد النهضة محذرين من نشوب نزاع بين الأطراف الثلاثة.

سامح شكري يواصل تحركاته الدبلوماسية ويلتقي نظيرته السودانية للمرة الثالثة في نيويورك

إثيوبيا تكذب

ولجأت إثيوبيا على لسان سيليشي بيكيلي، وزير الري لديها في كلمته إلى الأكاذيب والادعاءات لتضليل الرأي العالم العالمي، كمحاولة يائسة لتبرئة بلاده من الاتهامات الموجهة إليها بشأن استخدام السد كأداة سياسية للضغط على دولتي المصب.

وخلال السطور التالية يستعرض "صدى البلد"، الأكاذيب التي روجتها إثيوبيا على لسان وزير الري الخاص بها

الكذبة الأولى.. اختصاصات مجلس الأمن

افتتح وزير الري الإثيوبي كلمته بالكذبة الأولى وهي عدم اختصاص مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة في مناقشة قضية سد النهضة، معللا هذا بأن هذه مسألة سد لتوليد الطاقة الكهرومائية بشكل غير مسبوق، وكررها مرارا بأنه يتم مناقشة قضية سد لتوليد الطاقة الكهرمائية للمرة الأولى منذ في مجلس الأمن، وأن المجلس هيئة سياسية معنية بالأمن ومن غير المفيد طرح قضية سد النهضة بها.

الرد على الكذبة الأولى

رد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي على هذا الادعاء قائلا: "إن ما يقوله الوزير الإثيوبي هي ترهات مسمومة، وفريات مدسوسة أمام مجلس الأمن، لأنه يزعم بأن تناول المجلس لمشروع تنموي إثيوبي فذلك مضيعة لوقت ومصادر مجلس الأمن، وهو بذلك غاب عنه أنه وفقا لقواعد الإجراءات لمجلس الأمن المختصة بأنه حين تطلب دولة عضو في المجلس من رئيسه عقد جلسة لاضطلاع المجلس بمهامه، فلا يستطيع المجلس رفض طلب الدولة العضو في المجلس وهي الجمهورية التونسية هذه المرة وفي المرة السابقة في عام ٢٠٢٠ كانت الولايات المتحدة الأمريكية".

الكذبة الثانية.. مصر والسودان تبنيان سدودا

قال وزير الري الإثيوبي، إن مصر والسودان تبنيان سدودا كبيرة وصغيرة دون الأخذ في الاعتبار حقوق الدول المشاطئة الأخرى.

الرد على الكذبة الثانية

إن مصر والسودان تبنيان سدودا على النيل بهدف حجز مياه الفيضان الزائدة، لاستخدامها في المواسم التي يجيء فيها الفيضان قليل ومواسم الجفاف، كما أن تلك السدود لا تؤذي دولا أخرى ولا تعدى على حقوقها في مياه النيل لأن مصر والسودان دولتي مصب وبالتالي فإن المياه تصل للبحر المتوسط في نهاية مصب النيل ولا تصل لدول أخرى، أما سد النهضة فهو مبني في دولة منبع وحجر المياه في خزانه يعني أنها لن تصل إلى مصر والسودان، وبالتالي فإن ذلك يعد اعتداء على حقوق دولتي المصب.

الكذبة الثالثة.. تمويل سد النهضة

حاول وزير الري الإثيوبي استعطاف الحضور في جلسة مجلس الأمن مدعيا بأن سد النهضة مبني بتبرعات الإثيوبيين والتى وصلت إلى 5 ملايين دولار تم حصدها من دماء ودموع وعرق المواطنين الإثيوبيين.

مندوب فرنسا: مواصلة ملء سد النهضة دون اتفاق يؤدي إلى تفاقم التوترات

الرد على الكذبة الثالثة

إن تمويل سد النهضة غير قائم على تبرعات الإثيوبيين، وإن الحقيقة هي أن الصين تمول سد النهضة، ووفقا لصحيفة "آسيا تايمز" في تقريرها يناير الماضي أن الصين تمول جزءا كبيرا من مشروع سد النهضة عن طريق تسهيل ائتماني بقيمة 1.2 مليار دولار، وهذا المبلغ جزء من قروض صينية بقيمة 16 مليار دولار لإثيوبيا.

الكذبة الرابعة.. إثيوبيا تعاني فقر المياه

قال وزير الري الإثيوبي إن بلاده تعاني من عجز في استغلال المياه، وأنها غير قادرة على استخدام نهر النيل، وأنها تقف على ضفاف النهر وتشكو من العطش لأن النيل هو المورد الرئيسي للمياه داخل بلاده.

الرد على الكذبة الرابعة

الحقيقة المعروفة لدى الجميع أن إثيوبيا تسقط بها متوسط أمطار تصل إلى 936 مليار متر مكعب سنويا، وتتجمع تلك الأمطار في حوالي 11 نهرا آخر، وهي البيانات التي ذكرها وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال خطابه في مجلس الأمن.

الكذبة الخامسة.. الاتفاقيات الاستعمارية

أشار وزير الري الإثيوبي أن اتفاقيات نهر النيل التى تكفل كل دولة حصتها في مياه النهر، قد وقعت في فترات استعمارية، وأبرز تلك الاتفاقيات هم اتفاقيتي الحدود عام 1902 ومياه النيل عام 1959، موضحا أنها تلك الاتفاقيات لا تنم عن إرادة الدول لأنها كانت تحت الاستعمار.

الرد على الكذبة الخامسة

إن هذه الاتفاقيات التي ادعى وزير الري الإثيوبي بأنها باطلة، هي التي قسمت الحدود ومنحت إقليم بني شنقول السوداني والمبني عليه سد النهضة بإثيوبيا، فبالتالي إن كان من حق إثيوبيا الاعتراف بأن تلك الاتفاقيات باطلة فإن عليها بذلك أن تعيد الأراضي السودانية والمبني عليها سد النهضة إلى السودان وبالتالي تنحل الأزمة طبقا لوجه النظر الإثيوبية.