EN 
بعد غياب 14 شهرا، يعود اليوم مهرجان كان السينمائي الدولي إلى مكانته كمنارة لصناع السينما حول العالم وبقية المهرجانات وحفلات الجوائز الفنية، وتعود معه مدينة كان السياحية إلى سابق مجدها وازدهارها التجاري والثقافي.
يستضيف قصر المهرجانات عند جادة لاكروازيت حفل الافتتاح، ويجمع آلاف العاملين في قطاع السينما من العالم كله، ليلتقوا مجددا بعد إلغاء دورة العام الفائت.
ألغي مهرجان كان العام الماضي بسبب جائحة كورونا، لذا كانت عودته مطلبا دوليا، ويحاول منظموه التغلب على كل التحديات الخاصة بالوباء على الرغم من المخاوف والترقب المستمر، خاصة مع ظهور أنواع جديدة من الفيروس في أوروبا.
قررت إدارة مهرجان كان إقامة النسخة 74 من هذا الحدث العالمي في الفترة من 6 إلى 17 يوليو الجاري، وفرضت على الجميع الالتزام بالأقنعة الطبية وإجراء الاختبارات كل 48 ساعة، مع السماح بالجلوس في مقاعد متقاربة، وإلغاء كل الأحداث الافتراضية على خلاف ما فعلته باقي المهرجانات في وقت سابق.
فيلم افتتاح مهرجان كان
اختير فيلم آدم درايفر وماريون كوتيار الجديد Annette، لعرضه في حفل الافتتاح الذي سيقام الليلة بحضور عدد كبير من صناع السينما حول العالم وعدد من أبطاله.
ينافس الفيلم الموسيقي Annette ضمن مسابقات مهرجان كان، ومن المقرر طرحه في دور العرض الفرنسية بالتزامن مع بداية عرضه في الافتتاح، وهو من إخراج ليوس كاراكس الذي يقدم فيلما باللغة الإنجليزية لأول مرة في مشواره.
تدور أحداث فيلم Annette حول فرقة الآرت- الروك سباركس، التي تأسست عام 1971 على يد رون وراسل ماير، ووصف بأنه غامض وذو رؤية أيضا.
تكريم جودي فوستر
وجهت إدارة مهرجان كان السينمائي دعوة خاصة للممثلة الأمريكية جودي فوستر لحضور حفل الافتتاح لتسلم جائزة السعفة الذهبية الفخرية، ومن المقرر تنظيم ماستر كلاس لها يحضره عدد من الجمهور عن طريق حجز التذاكر عبر الإنترنت.
جائزة السعفة الذهبية لـ مهرجان كان منحت للعديد من الفنانين الكبار على مدار السنوات الماضية أبرزهم جين مورو، برناردو بيرتولوتشي، جين فوندا، آلان ديلون، وغيرهم من النجوم تقديرا للإنجاز المهني الذي حققوه على مدار مسيرتهم المهنية.
حضرت جودي فوستر مهرجان كان لأول مرة عام 1976 عندما كانت تبلغ من العمر 13 عاما لحضور عرض فيلمها Taxi Driver، وعرض لها على مدار السنوات الماضية 7 أفلام أخرى لعبت فيها أدوارا تمثيلية وإخراجية.
وقالت جودي فوستر في تصريحات لها إنها تدين لمهرجان كان بالكثير، لأنه غير حياتها تماما، وأن عرض أفلامها في هذا الحدث الكبير كان دائما حلما بالنسبة لها، وعبرت عن سعادتها بأن تكون قادرة على المشاركة والمغامرة في أعمالها مع الأجيال جديدة من صناع الأفلام.
وسيمنح المهرجان نفس الجائزة لكل من المخرج سبايك لي رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، والمخرج الإنجليزي ألكسندر براون عن إنجازاتهما في السينما العالمية.
مهرجان كان يدعم البيئة
نجحت جهود العديد من النجوم حول العالم للتوعية بمخاطر تغير المناخ، أبرزهم ليونادرو دي كابريو، وأصبح الاهتمام باللون الأخضر عنصرا أساسيا في العديد من الأحداث الفنية حول العالم التي انضم لها مؤخرا مهرجان كان.
قال منظمو مهرجان كان إنهم يحرصون في النسخة 74 على الانتباه لتغير المناخ وإجراء عدد من الطواريء البيئة التي أصبحت في صميم اهتماماتها، متمثلة في حظر الزجاجات البلاستيكية واستخدام السيارات الكهربائية والتركيز على أفلام المناخ، بحسب موقع “فرانس 24”.
والعلامة الأبرز على الاهتمام بالمناخ هي تقليص حجم السجادة الحمراء 50% لصالح اللون الأخضر لكي يسير عليها صناع السينما لمشاهدة حفل الافتتاح والعروض الأولى للأفلام والحفلات للتأكيد على هذه الرسالة.
سبايك لي رئيس لجنة التحكيم
يقود المخرج الأمريكي سبايك لي لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي هذا العام، وظهرت صوره على البوستر الرسمي للمهرجان، ليكون أول مخرج من ذوي البشرة الملونة يتولى هذا المنصب.
وتضم لجنة التحكيم 8 أعضاء من جنسيات وتخصصات فنية مختلفة بينهم 5 نساء، وهن الممثلة والمخرجة الأمريكية ماجي جيلنهال، الممثلة الفرنسية ميلاني لوران، الممثلة والمخرجة الفرنسية ماتي ديوب، المخرجة النمساوية جيسيكا هاوسنر، والمغنية الفرنسية ميلين فارمر.
وإلى جانب السيطرة النسائية، تضم لجنة تحكيم مهرجان كان أيضا ثلاثة رجال وهم الممثل الفرنسي من أصل جزائري طاهر رحيم، والمخرج البرازيلي كليبر مندونسا فيلهو، والممثل الكوري سونج كانج هو.
فيلم وثائقي في ذكرى مهرجان كان
تبدأ غدا إدارة مهرجان كان تصوير المواد الخاصة بالفيلم الوثائقي المقرر عرضه في النسخة 75 من هذا الحدث العالمي الذي تتطلع إليه كل أنظار الإعلام والفن في العالم.
سيتولى فريق متخصص من الإعلاميين البريطانيين مهمة تصوير مقابلات ولقطات وثائقية لفيلم Cannes Uncut ضمن أحداث مهرجان كان للعام الجاري، ومن المقرّر أن ينتهي العمل عليه بحلول العام المقبل.
احتفالات على هامش مهرجان كان
حذر رئيس مهرجان كان بيار ليسكور قبل افتتاح الملتقى السينمائي "لن يكون بإمكاننا التصرف بإهمال"، ففي زمن وباء كوفيد-19 وما حتمه من تدابير حيطة وتباعد، من المتوقع أن تكون السهرات الشهيرة التي تزيد من رونق هذا الحدث السنوي أكثر انتقائية مع الحد من عدد المشاركين فيها، بحسب موقع “يورو نيوز”.
وأكدت ألبان كليريه إحدى منظمات هذه الاحتفالات المواكبة للمهرجان: "سنتحلّى بحسّ المسئولية، سنقيم مآدب عشاء جلوسا يشارك فيها ما لا يتعدّى 140 شخصا، الكمامات ستكون إلزامية للتنقل، وسيتم توزيع عبوات من السائل المطهّر على الطاولات".
كما قررت دار شوبار للمجوهرات، المزود الرسمي للسعفة الذهبية، إلغاء حفلها السنوي الكبير الذي كان عادة من أبرز أحداث ليالي المهرجان، مفضلة تنظيم سهرات صغيرة محصورة الحضور على شرفة فندق مارتينيز.
