أعلن الجيش اليمني أمس الخميس، مقتل مسلحين من مليشيا الحوثي في قصف جوي للتحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، على محافظة الجوف الحدودية مع السعودية.
قال المتحدث باسم المنطقة العسكرية السادسة في الجيش اليمني، العقيد ربيع القرشي، عبر "تويتر"، إن "طيران التحالف العربي دمّر عربة (بي إم بي) تابعة للحوثيين في جبهة النضود شرق مدينة الحزم (مركز محافظة الجوف) وقتل من كان على متنها".
وتأتي الغارات الجوية بعد أيام من إعلان جماعة الحوثيين، الأحد الماضي، سيطرتها على سلسلة جبال الدحيضة ومحيطها في مديرية خب والشّعف شرق الجوف، إثر عملية هجومية قالت إنها أسفرت عن مقتل "أعداد" من الجيش اليمني وأسر 11 من قواته، وتدمير أكثر من 50 آلية.
وفي الأول من مارس العام الماضي، سيطرت مليشيات الحوثي على مدينة الحزم مركز المحافظة بما فيها مبنى المجمع الحكومي ومقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة، ومن ذلك الوقت تشهد محافظة الجوف معارك كر وفر تسعى خلالها قوات الحكومة المعترف بها دوليا، إلى التقدم واستعادة المدينة الاستراتيجية، في ظل مقاومة عنيفة من مقاتلي الجماعة.
توافق برعاية السعودية
ومنذ قليل، دعت المملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة، طرفي اتفاق الرياض في اليمن لما تم التوافق عليه إثر اجتماع ممثلي الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقالت السعودية في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس": "استمرارًا لجهود المملكة منذ توقيع اتفاق الرياض لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن ودفع كافة الأطراف للقبول بالحلول السياسية عوضًا عن الخلافات والتجاذبات، فقد تم جمع ممثلي الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في الرياض لبحث استكمال الدفع بتنفيذ اتفاق الرياض".
وأضافت: "تم التوافق بين الطرفين على وقف كافة أشكال التصعيد السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي ، وفق آلية اتفق عليها الطرفان لوقف التصعيد".
وتابعت: "تُشير المملكة العربية السعودية إلى أن التصعيد السياسي والإعلامي وما تلاه من قرارات تعيين سياسية وعسكرية من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي لا تنسجم مع ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين ".
وقالت: "تدعو المملكة العربية السعودية طرفي اتفاق الرياض للاستجابة العاجلة لما تم التوافق عليه، ونبذ الخلافات والعمل بالآلية المتوافق عليها، وتغليب المصلحة العامة لاستكمال تنفيذ بقية بنود الاتفاق لتوحيد الصف لمختلف أطياف الشعب اليمني وحقن الدماء ورأب الصدع بين مكوناته، واستكمال مسيرته لاستعادة دولته وأمنه واستقراره، ودعم جهود التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة في اليمن".
وأكدت السعودية بأن عودة الحكومة اليمنية المشكلة وفقاً لاتفاق الرياض تمثل أولوية قصوى، كما تجدد المملكة التأكيد على استمرار دعمها للحكومة اليمنية التي يشارك فيها المجلس الانتقالي الجنوبي، وتشدد المملكة على أهمية التزام كلا الطرفين بما تم الاتفاق عليه.
دور سعودي محوري
يأتي ذلك في إطار استمرار السعودية في دورها المحوري بتحقيق السلام والأمن والاستقرار والتنمية لليمن، خاصة بتوقيع اتفاق الرياض 2019، والذي طوى أحداثا شهدتها العاصمة المؤقتة عدن.
والأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، الجمعة، إن لقاءه مع الأشقاء في المملكة برئاسة السفير السعودي لليمن محمد آل جابر، ناقش فيه "بروح إيجابية سبل تهيئة الظروف لعودة كامل الحكومة للعاصمة المؤقتة عدن والمضي قدما في توحيد الجهود".
وثمّن الوزير اليمني في تدوينة على حسابه عبر موقع "تويتر" عاليا الجهود المخلصة للسعودية في استكمال تنفيذ الاتفاق بما في ذلك الشق الأمني والعسكري.
وتوج اللقاء بالاتفاق على ضرورة وقف كل أشكال التصعيد التي يتفق الجميع أنها تعمل على تعقيد الأمور وبحث سبل تهيئة الظروف الملائمة لعودة حكومة الكفاءات إلى العاصمة المؤقتة عدن، لممارسة مهامها دون عراقيل من أجل التخفيف من معاناة المواطنين.
وأكد الطرفان الحرص الكبير على تنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض، وبما يؤدي إلى جمع الكلمة وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات الاقتصادية ومواجهة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وكان السفير السعودي لدى اليمن التقى الأسبوع الماضي، وفد المجلس الانتقالي الجنوبي عقب استئناف المفاوضات بين طرفي الاتفاق الذي ترعاه المملكة.