قال مسئولون أمريكيون، إن الجيش الأمريكي على بُعد أيام على ما يبدو من إتمام انسحابه من أفغانستان، مستبقا بفترة كبيرة تاريخ 11 سبتمبر الذي حدده الرئيس جو بايدن موعدا نهائيا لإتمام سحب القوات، وإنهاء أطول الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة.
ولن يشمل سحب القوات والعتاد من أفغانستان قوات ستظل لحماية الدبلوماسيين بالسفارة الأمريكية والمساعدة على الأرجح في تأمين مطار حامد كرزاي في العاصمة كابل، الذي يعتبر بوابة رئيسية للبلاد على العالم الخارجي.
وقال المسؤولون الأمريكيون الذين اشترطوا عدم نشر أسمائهم، كونهم غير مخولين بالحديث عن هذا الموضوع لوسائل الإعلام ”إن قوة حماية السفارة في كابل قد تتألف من زهاء 650 عسكريا“.
وتوقف الجيش الأمريكي عن الكشف علنا عن تفاصيل انسحابه بعد استكمال أكثر من 50% منه في وقت سابق من يونيو.
ويأتي الكشف عن الوتيرة السريعة للانسحاب الأمريكي في وقت تكثف فيه حركة طالبان هجماتها في أنحاء البلاد. وتشير تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى أن الحركة تسيطر حاليا على 81 من مناطق البلاد البالغ عددها 419.
وفيما فشلت محادثات السلام التي تستضيفها قطر في تحقيق تقدم ملموس، تؤكد واشنطن عزمها على مواصلة دعم الشعب الأفغاني، وأعلن البيت الأبيض، الخميس الماضي، عن إرسال 3 ملايين جرعة من لقاح جونسون أند جونسون لمساعدة البلاد على مواجهة جائحة كوفيد-19.
لكن عددا من النواب والخبراء الأمريكيين يخشون أن يستعيد المتمردون السيطرة على البلاد، وأن يفرضوا نظاما أصوليا مشابها للنظام الذي أقاموه بين عامي 1996 و2001، حيث يبدو أن حكومة ”أشرف غني“ المدعومة من المجتمع الدولي تعاني من عزلة متزايدة.
وتزامن الإعلان الجديد عن قرب اكتمال انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان مع هجوم شنه مقاتلو حركة طالبان على مدينة تقع على الطريق السريع الرابط بين العاصمة كابول وإقليم قندهار في جنوب البلاد.
وقال مسؤولون محليون، مساء أمس الثلاثاء، إن مقاتلي الحركة ”شنوا هجوما على غزنة واشتبكوا مع القوات الأفغانية، في محاولة للاستيلاء على المدينة الاستراتيجية، التي سيعزز الاستلاء عليها وضع طالبان في مواجهة الحكومة الأفغانية.
ولطالبان وجود قوي في إقليم غزنة منذ سنوات، غير أن مسؤولين في الشرطة بالإقليم قالوا إن الهجوم الجديد الذي شُن ليلا من عدة اتجاهات، كان أعنف هجوم شنه المتمردون.