قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بعد مغادرة زعيم البوليساريو لـ مدريد.. هل تعود حبال الود لتربط علاقات المغرب وإسبانيا من جديد؟

×

لم يكد إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو، يغادر مطار لوغرونيو الإسبانية على متن طائرة مدنية في رحلة عودة إلى الجزائر وذلك ساعات بعد الاستماع له من طرف قاضي المحكمة الوطنية الاسبانية، سانتياغو بيدراث، في جلسة مغلقة -وعن بعد- حتى بدأت رسائل الود يتم تبادلها بين الجارتين مدريد والرباط.


وكان زعيم جبهة البوليساريو قد نفي كل التهم أمام قاضي المحكمة الوطنية الاسبانية، التهم الموجهة له، معتبرا أن لها مرجعية سياسية بحتة، ولم يستجب القاضي الاسباني، لطلبات احتجازه ومنعه من السفر وصادر جواز سفره، مبررا ذلك بالقول: " إن رافعي الدعوى في قضية جرائم حرب لم يقدموا أدلة تظهر مسؤوليته"، مما سمح له بالمغادرة، وهو ما أبلغت به حكومة سانشيز، الجانب المغربي، عبر طرق ديبلوماسية، أملا في إنهاء الأزمة بين البلدين.


وفور قرار القضاء الإسباني السماح لإبراهيم غالي بمغادرة اسبانيا، بعثت حكومة مدريد برسائل ودية للمغرب، عبر المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، ماريا خيسوس مونتيرو، والتي صرحت ان حكومة بلادها تأمل في عودة العلاقات الدبلوماسية مع الرباط إلى طبيعتها خلال "الساعات المقبلة.


وأكدت مونتيرو في مؤتمر صحفي، على أن حكومة إسبانيا ترغب في إنهاء التوتر مع المغرب مشددة على الرباط ومدريد بحاجة إلى بعضهما ولا بد من إصلاح العلاقات الدبلوماسية.


من جهته أبدى المغرب، استعداده لمناقشة أحد أهم الملفات المختلف حولها، مع أسبانيا خاصة وعدد من البلدان الأوربية عامة، ويتعلق الامر بملف القصر غير المصحوبين، إذ صدرت مساء الامس، توجيهات من العاهل المغربي، لوزاراتي الداخلية والخارجية، بفتح الملف مع البلدان الأوربية، قصد معالجته بإعادة كافة الأطفال المغاربة الغير مصحوبين الى المغرب، بعد التحقق من هويتهم.

التسوية النهائية لقضية القاصرين المغاربة

وبحسب وسائل إعلام مغربية فقد جاء في بلاغ لوزارتي الداخلية والشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أعلن، في وقت سابق، أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، تفضل بتجديد التأكيد على توجيهاته للوزيرين المكلفين بالداخلية والشؤون الخارجية من أجل التسوية النهائية لقضية القاصرين المغاربة غير المرفوقين الموجودين في وضعية غير نظامية في بعض الدول الأوروبية.

وذكر البلاغ أن الملك محمد السادس كان قد أكد في عدة مناسبات، بما في ذلك لرؤساء دول أجنبية، التزام المملكة المغربية، الواضح والحازم، بقبول عودة القاصرين غير المرفوقين الذين تم تحديد هويتهم على الوجه الأكمل.


وأكد البلاغ أن المغرب مستعد للتعاون، كما دأب على ذلك، مع البلدان الأوروبية والاتحاد الأوروبي من أجل تسوية هذه القضية، مشيرا الى أن المملكة تأمل في أن يتمكن الاتحاد الأوروبي والبلدان المعنية من تجاوز الإكراهات لتسهيل هذه العملية.

بدوره، سارع الاتحاد الأوربي الى الترحيب بالخطوة المغربية، حيث قال مفوض الاتحاد الأوروبي المكلف بسياسة الجوار والتوسع أوليفر فاريلي: "أرحب بهذا الإعلان المهم للمغرب اليوم بشأن إعادة قبول القاصرين غير المرفوقين".


وأكد المسؤول الأوروبي، في تصريح على حسابه على “تويتر”، "سنواصل تعاوننا الوثيق مع المغرب لرفع تحديات الهجرة وتعزيز شراكتنا الثنائية بما يخدم المصلحة المشتركة".

التوتر الديبلوماسي بين المغرب واسبانيا


ورغم ما يبدو من مؤشرات حول إمكانية طي ملف التوتر الديبلوماسي بين المغرب واسبانيا، من خلال إيجاد سبل للتواصل وإعادة صيرورة التعاون الى سابق عهدها، الى أن في داخل الأوساط السياسية الإسبانية، هناك تحركات من اجل تحميل التحالف الحكومي الهش، بقيادة بيدرو سانشيز، مسؤولية توتير العلاقات مع جار مهم لإسبانيا وجدا متعاون، سعيا للإطاحة بالحزب الاشتراكي باسبانيا من الحكم.

ويقود زعيم الحزب الشعبي المعارض بابلو كاسادو، تيارا يحمل بيدرو سانشيز ووزيرة الخارجية، مسؤولية ما وقع، حيث وصف الاخير قرار الحكومة الإسبانية السماح لزعيم ميليشيا "البوليساريو" إبراهيم غالي بدخول البلاد "بهوية مزورة": بـ"التهور الكبير"

وأكد كاسادو، خلال لقاء مع وكالة "أوروبا برس"، أنه في الوقت الحالي، ما يجب القيام به هو محاولة تكثيف العلاقات مع المغرب وحل هذه الأزمة"، محذرا من أنه "يجب التعامل مع هذه القضايا بصرامة كبيرة، كما أنه لا يمكننا الكذب".

وعلى إثر اندلاع الأزمة مع المغرب، قال زعيم الحزب الشعبي إنه طلب من رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، "بذل كل ما في وسعه لتجاوز الوضع على أساس "موقف براغماتي".


واعتبر كاسادو أن الحكومة الإسبانية بموقفها هذا، تخاطر بسياسة الهجرة والتعاون لمكافحة الإرهاب الجهادي، وتهريب المخدرات، والصيد البحري، والزراعة.