لهذا السبب لم يحدد آبي أحمد موقع الـ100 سد
مصر: إثيوبيا كشفت عن سوء نيتها..وتضرب القوانين الدولية عرض الحائط
السودان: القاهرة والخرطوم جاهزتان لردع المتربصين والأعداء
واصل رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، استفزازاته بشأن أزمة سد النهضة مع مصر والسودان، وأعلن آبي أحمد أن إثيوبيا تعتزم بناء أكثر من 100 سد مائي صغير ومتوسط، في مناطق مختلفة من بلاده، في السنة المالية الجديدة المقبلة.
ووفقًا لوكالة الأنباء الإثيوبية، جاء ذلك خلال كلمة آبي أحمد، التي ألقاها بمراسم تدشين المرحلة الأولى من طريق أداما - أواش السريع، وزعم آبي أحمد، أن السدود ستساعد إثيوبيا على زراعة المحاصيل الزراعية ثلاث مرات في السنة عن طريق الري لضمان الأمن الغذائي.
ودعا آبي أحمد الإثيوبيين بجميع أطيافهم إلى التكاتف، موضحا أن السدود الجديدة لديها القدرة على تطوير 52193 هكتارا من الأراضي وإفادة 104384 مزارعا.
لكن، هل تستطيع إثيوبيا بناء 100 سد خلال عام؟
قال رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد إن حكومته تعتزم بناء أكثر من 100 سد صغير ومتوسط الحجم في مناطق مختلفة بحلول عام الميزانية الإثيوبية القادمة.
وأوضح آبي أحمد خلال افتتاح مشروع طريق سريع أن المشاريع الجديدة ستؤدي دورا فعالا في الإنتاج الزراعي التي تتراوح إلى 3 مرات في السنة بهدف ضمان الأمن الغذائي، زاعما أن بناء السدود هو "السبيل الوحيد لمقاومة أي قوى معارضة لإثيوبيا".
وتابع رئيس الوزراء الإثيوبي: "لتحقيق الخطة المعلنة يجب على الإثيوبيين من جميع أطياف المجتمع أن يتكاتفوا لتحقيق مثل هذه الطموحات الحاسمة وغيرها من البرامج التنموية"، مشددا على أن أمر الوحدة بالغ الأهمية.
لكن الحقيقة تقول أن آبي أحمد لم يوضح أماكن السدود التي ينوي إنشاؤها، وعلى أي أنهار ستقام، حيث يمر في أراضي إثيوبيا 9 أنهار كبيرة.
و يعتبر مراقبون تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا وغيره من الساسة في البلاد هي تصريحات للاستهلاك المحلي، ودائما ما تستغل الحكومة مسألة سد النهضة لتذويب الخلافات العميقة التي تسود البلاد.
ويستغل آبي أحمد الوعود بإنشاء سدود جديدة وتنمية الأوضاع الاقتصادية قبل الانتخابات المصيرية المقبلة في إثيوبيا المقرر لها في الـ21 من يونيو المقبل.
وتأتي تصريحات الحكومة الإثيوبية لكسب مزيد من الدعم الشعبي، بعدما فرضت الولايات المتحدة قيودا واسعة النطاق على المساعدات الاقتصادية والأمنية لإثيوبيا، بسبب الجرائم المرتكبة في إقليم تيجراي.
وتشير الأرقام على أرض الواقع إلى عدم قدرة إثيوبيا بناء أي سدود جديدة خلال العام المقبل، خاصة أنها لم تنتهي بشكل كامل من بناء سد النهضة الذي بدأت أعمال إنشائه في 2013.
وفي وقت سابق، قال ايلو أبراهام، مدير العلاقات العامة والاتصال الإعلامي بمكتب مجلس تنسيق المشاركة العامة لبناء سد النهضة إنه سيتم الانتهاء من بناء سد النهضة في غضون عامين، ما يؤكد صعوبة تحقيق وعود آبي أحمد ببناء 100 سد جديد خلال العام المقبل.
وخلال الشهر الجاري، أعلنت إثيوبيا الانتهاء من بناء 80% من سد النهضة على النيل الأزرق، الذي لا يزال يثير خلافا مع مصر والسودان، في ظل إصرار أديس أبابا على عملية الملء الثاني في موسم الأمطار المقبل.
مصر ترد على آبي أحمد
صرح السفير أحمد حافظ المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية بأن مصر ترفض ما جاء في تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد" حول نية إثيوبيا بناء عدد السدود في مناطق مختلف من البلاد، مؤكداً على أن هذا التصريح يكشف مجدداً عن سوء نية إثيوبيا وتعاملها مع نهر النيل وغيره من الأنهار الدولية التي تتشاركها مع دول الجوار وكأنها أنهار داخلية تخضع لسيادتها ومُسَخرة لخدمة مصالحها.
وأضاف حافظ أن مصر لطالما أقرت بحق جميع دول حوض النيل في إقامة مشروعات مائية واستغلال موارد نهر النيل من أجل تحقيق التنمية لشعوبها الشقيقة، إلا أن هذه المشروعات والمنشآت المائية يجب أن تقام بعد التنسيق والتشاور والاتفاق مع الدول التي قد تتأثر بها، وفي مقدمتها دول المصب.
وأشار إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي ما هي إلا استمرار للنهج الإثيوبي المؤسف الذي يضرب عرض الحائط بقواعد القانون الدولي واجبة التطبيق والتي تنظم الانتفاع من الأنهار الدولية والتي تفرض على إثيوبيا احترام حقوق الدول الأخرى المُشاطئة لهذه الأنهار وعدم الإضرار بمصالحها.
على جانب آخر، أعلن رئيس هيئة الأركان بالجيش السوداني محمد عثمان الحسين، اليوم الاثنين، أن التعاون العسكري بين مصر والسودان يشهد تطورا مستمرا.
وقال الحسين في كلمة له بثتها شبكة "سكاي نيوز عربية" إن مناورات "حماة النيل" تأتي في إطار التعاون العسكري المشترك بين الجيشين المصري السوداني.
وأضاف: "نتطلع لأعمال موحدة في كل المجالات السياسة والاقتصادية والاجتماعية بين مصر والسودان".
وأردف: "اختتمنا اليوم مشروع "حماة النيل" التدريبي مع مصر كخطوة لتعزيز دفاعات جيوشنا ضد التهديدات المحتملة".
وأوضح أن المناورات تهدف لرفع القدرات القتالية للقوات لتشكل رادعا للمتربصين والأعداء ومسايرة للتهديدات المتوقعة وليس استهدافا لأحد.