قال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، إن الغيبة والنميمة مرض العصر وكل عصر.
وأضاف عاشور، في البث المباشر لصفحة دار الإفتاء المصرية، على فيس بوك، أن الغيبة والنميمة زادت اليوم بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وانشغال الناس بغيرهم عن أنفسهم، ومن ينشغل بغيره يأتي يوم القيامة مفلسا.
وأشار إلى أن الغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره، لحديث النبي "الغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره، قال فإن كان فيه ما أقول، فقال النبي، إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".
وأشار إلى أن الموظف المسئول عن تيسير مصالح الناس، ومعه موظف يهمل في عمله ويعطل مصالح الناس وتم نصحه أكثر من مرة، فهنا ذكر مساوئه للمدير لا تعد من الغيبة.
وأوضح، أن النميمة أن يمشي الإنسان بالنميمة بين الناس، فيحدث مشاكل وشحناء بينهم.
وأضاف أن من رأي شخصا يفعل الغيبة والنميمة، فعليه أن يحول الحديث والحوار ويبتعد عن مسار الغيبة والنميمة، فإن لم يفعل يجوز له ترك المكان حتى لا يشاكر المغتاب في الغيبة أو النميمة.
دعاء كفارة المجلس
وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: (( سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك)) : إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي.
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي: وقول صلى الله عليه وسلم في الحديث "فكثر" بضم الثاء، لغطه بفتحتين أي تكلم بما فيه إثم لقوله غفر له، وقال الطيبي: اللغط بالتحريك الصوت والمراد به الهزء من القول وما لا طائل تحته فكأنه مجرد الصوت العري عن المعنى فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك ولعله مقتبس من قوله تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ {الطور: 48 }.
ويشير الحديث إلى أن الإنسان إذا جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فإنه يكفره أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك قبل أن يقوم من مجلسه فإذا قال ذلك فإن هذا يمحو ما كان منه من لغط وعليه فيستحب أن يختم المجلس الذي كثر فيه اللغط بهذا الدعاء: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
ومما ينبغي في المجالس أيضًا أن تكون واسعة فإن سعة المجالس من خير المجالس كما قال صلى الله عليه وسلم: خير المجالس أوسعها لأنها إذا كانت واسعة حملت أناسا كثيرين وصار فيها انشراح وسعة صدر وهذا على حسب الحال قد يكون بعض الناس حجر بيته ضيقة لكن إذا أمكنت السعة فهو أحسن لأنه يحمل أناسا كثيرين ولأنه أشرح للصدر. «شرح الترميزي».