شهد العراق، على مدار الـ24 ساعة الأخيرة، توترات شديدة في أعقاب القبض على قائد مليشيا الحشد الشعبي بالأنبار قاسم مصلح الحفاجي، الأمر الذي دفع المليشيات إلى الانتشار والسيطرة على بعض مداخل المنطقة الخضراء، قبل أن تنسحب منها لاحقا.
وسرعان ما أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عن تشكيل لجنة تحقيق في الاتهامات المنسوبة للقيادي قاسم مصلح، وهي اغتيال الناشط إيهاب الوزني في مدينة كربلاء، جنوب بغداد، مطلع مايو الجاري.
ووجه الكاظمي، في بيان صحفي، بالتحقيق فيما حدث من قبل مجموعات مسلحة اعتراضا على الاعتقال، واصفًا الأمر بـ "الانتهاك الخطير للغاية للدستور"، مشددًا على أن مسؤولية الحكومة هي حماية الوطن وعدم تعريض أمنه لمغامرات، داعيًا الجميع لتغليب مصلحة الوطن.
وأضاف الكاظمي في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء العراقية "واع": "هذه ليست حكومة انتقامية ولا حكومة تصفيات سياسية.والعراق يمر بمرحلة حساسة وهذه الحكومة تشكلت بهدف معالجة التحديات التي مر بها البلد نتيجة التراكمات الطويلة وكادت ان تذهب بالوضع الى تدهور خطير".
وأكد رئيس الوزراء العراقي، أن التحركات التي قامت بها مجموعات مسلحة في بغداد تعد انتهاكًا خطيراً للنظام والقانون وللدستور، مشيرا إلى أن هناك من يحاول خلق أزمات أمنية وسياسية لغرض التنافس الانتخابي أو عرقلة الانتخابات.
ولفت الكاظمي إلى أن حكومته عملت بقوة وإخلاص لتفكيك الأزمات المتراكمة المتوارثة من الحكومات السابقة التي تحتاج إلى المزيد من الوقت لتفكيكها والتعامل معها لخدمة الشعب العراقي.
وفي وقت سابق، أعلنت السلطات العراقية اعتقال قائد ميليشيات الحشد الشعبي في الأنبار قاسم مصلح، وأوضحت خلية الإعلام الأمني في العراق أن الاعتقال تم بعد مراقبة مصلح لمدة 3 أيام، مؤكدة أن الاعتقال تم وفق القانون.
وأَغلقت قوات الأمن العراقية مداخل المنطقة الخضراء وسط بغداد، عقب اعتقال قائد مليشيا الحشد بالأنبار، فيما نقلت قناة "العربية" عن مصادر أمنية قولها إن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي رفض إطلاق سراح قاسم مصلح مؤكدا أن القضية متعلقة بالقضاء العراقي.
وقالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة للعراق، جينين هينيس بلاسخارت في تغريدة لها على موقع تويتر إن أي استعراض للقوة هو أمر يضعف الدولة العراقية،مشيرة ضرورة احترام مؤسسات الدولة العراقية، كما أكدت أنه لا أحد فوق القانون.
بدوره، أكد رئيس تيار الحكمة بالعراق عمار الحكيم على أهمية احترام قرارات القضاء، قائلاً في تغريدة له على تويتر إن كل العراقيين سواء في معيار المساءلة القانونية ويجب إحترام قرارات مؤسسات الدولة وعلى رأسها السلطة القضائية وأضاف أن التفريط بهيبة الدولة يعرض حاضر البلاد ومستقبلها للخطر ويشوه صورتها أمام الرأي العام العالمي.
ويعد مصلح من قيادات الحشد المقربة لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، اللذين اغتيلا في غارة أميركية مطلع العام الماضي في مطار بغداد الدولي.
ونقلت شبكة "سكاي نيوز" عن مصدر قضائي قوله إن "عائلة الناشط العراقي إيهاب الوزني، الذي اغتيل مطلع الشهر الجاري، في مدينة كربلاء، أقامت دعوى قضائية، ضد القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح، بتهمة التورط بقتل ابنهم".
وأضاف المصدر، أن "الدعوى التي أقامتها عائلة الوزني، شملت عدة قيادات أمنية، وأخرى في الحشد الشعبي، فضلاً عن عناصر في بعض الميليشيات، خاصة وأن الوزني، أودع لدى عائلته قائمة بالأشخاص الذين هددوه سابقاً".
وشهدت العاصمة العراقية بغداد، ومحافظات أخرى، الثلاثاء، احتجاجات واسعة، تنديدا باستمرار جرائم قتل النشطاء، وسط مطالبات بكشف منفذي تلك الأعمال، وإجراء محاكمات عادلة لهم.
وتوافد آلاف المحتجين من مختلف محافظات البلاد، إلى عدة ساحات في العاصمة بغداد، ومنها توجهوا إلى مركز الاحتجاج الرئيس وهو ساحة التحرير، مرددين هتافات مناوئة للأحزاب الحاكمة، ومنددة بحوادث اغتيال النشطاء.