برغم مغادرته منصبه في البيت الأبيض رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في 20 يناير الماضي، لايزال دونالد ترامب، معادلة مستمرة على الساحة السياسية لواشنطن، كما ولا يزال أنصاره يعتبرونه رئيسهم الذي لم يترك السلطة، ويحضرون إلى إتاحة الفرصة لعودته مرة أخرى للبيت الأبيض ، في الانتخابات المقبلة، بعد أقل من 4 سنوات.
يطل ترامب الرئيس الأمريكي السابق على الساحة السياسية من وقتٍ لآخر للتعليق على شيء أو إطلاق حملة دعائية ضد خصومه، غير عابئ بما يجري ضده.
وفي هذا الإطار، قالت مجلة بوليتيكو الأمريكية إن الجمهوريين الذين سعوا لتقويض فوز الرئيس الديمقراطي جو بايدن في انتخابات عام 2020، يطلقون حملات ليصبحوا كبار مسؤولي إدارة الانتخابات في ولاياتهم العام المقبل، حتى يكون في مقدورهم تسهيل حصول ترامب على مقعده مرة أخرى.
وقالت المجلة، أن تلك التحركات تثير قلق مسؤولين محليين ومعارضين، يحذرون من أن مرشحين موالين للرئيس السابق دونالد ترامب يعتنقون مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، يستعدون لأداء أدوار مهمة في الإشراف على التصويت.
ومن بين المرشحين النائبة جودي هايس من ولاية جورجيا، والنائب عن ولاية أريزونا مارك فينشم، وجيم مارشانت من نيفادا، وكريستينا كارامو من ميشيجان، وجميعهم من الذين يصدقون مزاعم ترامب بشأن "تزوير" نتائج انتخابات الرئاسة الأخيرة.
و يتنافس هؤلاء الجمهوريون على منصب الأمين العام للولاية، بساحات المنافسة الرئيسية في الولايات الحاسمة، التي يمكن أن تحسم السيطرة على الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي عام 2022، والفائز بالبيت الأبيض في عام 2024.
وتعد واجبات منصب الأمين العام ذات طبيعة إدارية بشكل عام، ويتم تكليف الكثير من شاغلي المنصب بحفظ سجلات الدولة، وغالباً ما يعمل شاغل ذلك المنصب ليكون رئيساً لنظام الانتخابات في ولايته، ويدير انتخابات الولاية ويحافظ على نتائج الانتخابات الرسمية، بحسب الموسوعة الرقمية للسياسة والانتخابات الأمريكية "بالوت بيديا".
وأوضحت المجلة أن تحركاتهم تتزامن مع استمرار تركيز ترمب على نشر الأكاذيب حول انتخابات 2020، وإصراره على أنه فاز في تلك الانتخابات، وبث شائعات عن حدوث "تزوير" على نطاق واسع وممنهج.
وذكرت المجلة أن تلك الحملات ستشكل اختباراً لمدى عمق جذور أكاذيب ترمب بشأن الانتخابات على القاعدة الجمهورية، لا سيما في ضوء استطلاعات رأي تفيد بأن عدداً كبيراً من الجمهوريين لا يزالوا يؤمنون بما يروج له الرئيس السابق.
وبعد مضيّ نحو ستة أشهر من يوم الانتخابات 2020، وأكثر من 100 يوم من رئاسة جو بايدن، أظهر استطلاع للرأي أن 7 من كل 10 ناخبين جمهوريين ما زالوا يشككون في شرعية فوز الرئيس، وفقاً لشبكة "إم إس إن بي سي" الأمريكية.
وقالت صحيفة "ذا هيل" نقلًا عن كبير موظفي البيت الأبيض، رون كلين، إن الرئيس جو بايدن يفكر في الترشح لولاية ثانية، ما يجعل هناك إمكانية لأن يتنافس كل بايدن وترامب مرة ثانية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في عام 2024.