ناشيونال إنترست:
- العودة إلى النووي الإيراني إضعاف للأمن القومي الأمريكي
- حملة "الضغط الأقصى" لترامب دفعت بالنظام في طهران إلى أضعف مراحله منذ 1979
- إيران اعتمدت الغش في الاتفاق الأصلي.. ووثائق تؤكد: صالحي لجأ إلى الازدواجية في شأن أنابيب مفاعل آراك
أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، اليوم الإثنين، حجم مخزون بلاده من اليورانيوم الذي تم تخصيبه بنسبة 60 بالمائة والذي بدأ في منتصف أبريل الماضي، في الوقت الذي أعلنت فيه طهران أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تتمكن بعد الآن من الحصول على صور المواقع النووية، وذلك عقب انتهاء اتفاق للمراقبة النووية مدته ثلاثة أشهر بين طهران والوكالة أمس السبت.
ولا تزال إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تفاوض إيران على شروط عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي بعد 4 جولات من المفاوضات، فيما تقول تقارير أمريكية إن معظم العقوبات الأساسية تقريبًا، قد رفعت عن إيران، وهو بالضبط ما أكده الرئيس الإيراني، حسن روحاني.
وأشار تقرير نشرته مجلة "ناشيونال إنترست"، الأمريكي، إلى أنه في حالة صح حديث روحاني، فإنه سيشكل أسوأ تفاوض ممكن، والأسوأ أنه سيكون بمثابة استسلام من المفاوض الأمريكي روبرت مالي الذي عينه بايدن، للدولة الأكثر رعاية للإرهاب في العالم.
وقال التقرير إن سياسة الضغط التي مارستها إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب على إيران، جعلت النظام الإيراني يدخل في أسوأ مراحله منذ 1979. فقد قلصت أكثر من 20 دولة كانت من زبائن النفط الإيراني، مشترياتها إلى الصفر. ورحلت أكثر من 100 شركة من السوق الإيرانية، أخذة معها مليارات الدولارات من الإستثمارات.
وعلى الصعيد الدولي، عانت إيران من عزلة شديدة، فقد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، فيما عمدت بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، والدنمارك، وبلجيكا، وهولندا، وألبانيا، وصربيا، إما إلى استدعاء سفرائها أو لإدانة دبلوماسيين إيرانيين وطردهم. كما حرمت شركة ماهان للخطوط الجوية الإيرانية من حق الهبوط في المطارات، أو ألغيت رحلاتها.
ورجح روحاني أن العقوبات الأمريكية كلفت إيران 200 مليار دولار. وهو المبلغ كان سيذهب إما إلى تمويل الإرهاب في الخارج، أو لارتكاب مجازر في الداخل.
وأشار التقرير إلى أن ترامب بفرضه عقوبات على أكثر من 1600 فرد وكيان في إيران، لم يكبح جماح وكلاء في المنطقة فحسب، ولكنه أيضًا تسبب في تراجع الناتج المحلي الإيراني بنسبة 23%، ليسجل نموًا سلبيًا للعام الثالث على التوالي، في أكبر تراجع منذ 1983، كذلك انخفضت صادرات إيران من النفط 84% في في عامين، إلى أدنى مستوى في تاريخ إيران، فضلاً عن انخفاض في إنتاج النفط بـ 58% في عامين، وهي النسبة الأدنى في التاريخ الإيراني.
وتدنى سعر صرف الريال إلى مستويات غير مسبوقة مقابل الدولار، وتدنىالاحتياط الإيراني من العملات الأجنبية إلى 4 مليارات دولار، من 112 مليار دولار في 2017، وهو الأدنى على الإطلاق. وفي المحصلة بلغت الخسائر الاقتصادية في إيران 250 مليار دولار.
ولفت التقرير إلى أن يد الزعيم الإيراني علي خامنئي ضعيفة، مشددًا على أن على فريق بايدن تجنب تقويتها بالتخلي عن ميزة تفاوضية هائلة.
وحددت "ناشونال إنترست" سلسلة محاذير، قبل إبرام أي اتفاق مع إيران، على رأسها الشرق الأوسط قد تغير، فقد شكل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي دفعة قوية للعلاقات الإقليمية. وأعيد بناء الثقة بين الولايات المتحدة وأصدقائها الإقليميين، انطلاقاً من إدراك مشترك بأن إيران هي القوة الرئيسية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وأسفر ذلك عن إبرام الاتفاق الإبراهيمي بين إسرائيل والإمارات، والبحرين، والسودان، والمغرب.
وأكد التقرير أن العودة إلى الاتفاق النووي سيدمر مصلحة الولايات المتحدة وينزع الثقة بينها وبين حلفائها في المنطقة، وهو ما سيصب في مصلحة إيران، ناهيك عن أنها اعتمدت الغش في الاتفاق الأصلي.
حيث كشف استيلاء إسرائيل على الأرشيف الذري الإيراني في 2018، أن رئيس الهيئة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، لجأ إلى الازدواجية في شأن أنابيب مفاعل آراك، فضلاً عن برنامج نووي سري بقيادة محسن فخري زاده. وأن لا سبباً لاعتقاد أن الإرهابيين قد غيروا سلوكهم.
وخلص التقرير إلى أنه من شأن حصول إيران على مليارات الدولارات بعد تخفيف العقوبات بسبب تنازلات إدارة بايدن في فيينا، أن يجعل هذه الأموال تنتهي في أيدي وكلاء إيران، ما سيعرض للخطر حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
ورغم تشديد بايدن وفريقه على أهمية التحالفات القوية، فإن إضعاف حلفاء الولايات المتحدة يعني إضعافًا لتحالفاتها، ما سيضعف الأمن القومي الأمريكي نفسه.