مع استمرار التصعيد والقصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، تبذل مصر جهودًا حثيثة لوقف إطلاق النار واحتواء التصعيد بين الطرفين واستعادة الهدوء.
وقالت صحيفة "لوبوان" الفرنسية، إن مصر أصبحت أحد الوسطاء الرئيسيين بين إسرائيل وحركة حماس، فيما يسعى الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستعادة دور مصر الإقليمي التاريخي، وعلى سبيل المثال فقد نجحت وساطة مصرية في وقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس عام 2014.
وأوضحت الصحيفة ، أن الحرب المستمرة حاليًا بين إسرائيل وحركة حماس، كشفت عودة مصر إلى قلب اللعبة الدبلوماسية الإقليمية، في وقت ناشدت فيه الولايات المتحدة الدول العربية، وفي مقدمتها مصر، لتكثيف جهودها من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار بين الطرفين.
وقال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية طارق باقوني، إنه في الوقت الذي باتت دول المنطقة تولي اهتمامًا أكبر لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، تعمل مصر على استثمار قربها الجغرافي من قطاع غزة كورقة دبلوماسية في جهود التهدئة.
وأضافت الصحيفة، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حمل معه ثقل الدبلوماسية المصرية ، خلال رحلته إلى فرنسا ومباحثاته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن وقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية، بينما يتحرك على الأرض وفد أمني مصري موفد للتوسط بين إسرائيل وحركة حماس.
وتابعت أن معبر رفح هو المنفذ الوحيد لقطاع غزة الذي لا تتحكم به إسرائيل، وقد وجه الرئيس السيسي بفتحه لاستقبال الجرحى الفلسطينيين وعلاجهم في مستشفيات مصرية.
ونقلت الصحيفة عن الخبير بمؤسسة القرن البحثية الأمريكية مايكل حنا، تأكيده أنه لا بديل عن الوساطة المصرية، وفتح معبر رفح فرصة لقول إن مصر لا تزال دولة مهمة، ووقف إطلاق النار لن يمر سوى عبر القاهرة".
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الثلاثاء في العاصمة الفرنسية باريس في قمة ثلاثية بقصر الإليزيه حول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وذلك مع كلٍ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
وأكد الرئيس السيسي علي أنه لا سبيل من إنهاء الدائرة المفرغة من العنف المزمن واشتعال الموقف بالأراضي الفلسطينية إلا بايجاد حل جذري عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية يعيش ويتمتع بداخلها الشعب الفلسطيني بكامل حقوقه المشروعة كسائر شعوب العالم.
وشدد الرئيس السيسي، علي خطورة تداعيات محاولات تغيير الوضع الديموجرافي لمدينة القدس وهي المحاولات التي تستوجب الوقف الفوري.
وأشار الرئيس السيسي إلى استمرار مصر ببذل قصارى جهدها من أجل وقف التصعيد المتبادل حالياً، وذلك من خلال تكثيف الاتصالات مع كافة الأطراف الدولية المعنية، ومع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، مع دعم مصر لكافة الجهود الدولية الرامية لإنهاء حالة التوتر الحالية واستعادة الاستقرار والحد من نزيف الدماء والخسائر البشرية والمادية.
كما دعا الرئيس السيسي إلى تكثيف جهود المجتمع الدولي بكامله لحث إسرائيل على التوقف عن التصعيد الحالي مع الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك لإتاحة الفرصة أمام استعادة الهدوء، ولبدء الجهود الدولية في تقديم اوجه الدعم المختلفة والمساعدات للفلسطينيين.
وفي هذا الاطار، أعلن الرئيس عن تقديم مصر من جانبها مبلغ ٥٠٠ مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية اعادة الاعمار في قطاع غزة نتيجة الاحداث الاخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.