أزمة سوريا بدأت بـ50 دولارا قطرية، تصريح للرئيس السوري بشار الأسد أثار ضجة بوسائل الإعلام ويفتح الباب أمام الدور القطري المشبوه في سوريا، آخره دعم العدوان التركي على شمال شرق سوريا فيما عرف باسم عملية "نبع السلام".
يقول الأسد في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" في نسختها الإنجليزية، إن المشكلة بدأت عندما تدفقت الأموال القطرية إلى العمال في سوريا، ففي ظل تفرغ بعض العمال للتظاهرات وعمليات التسلح، أقر عدد كبير منهم بتلقي أموال من قطر، وبحسب الأسد فإنهم "كانوا يدفعون لهم خمسين دولارا في البداية ولاحقا باتوا يدفعون لهم 100 دولار في الأسبوع وهو ما كان يكفيهم للعيش دون عمل".
وبحسب الرئيس السوري، فإن تلك الأموال دفعت العمال للانضمام إلى الاحتجاجات، ومن ثم أصبح من السهل دفعهم نحو التسلح وإطلاق النار، لكن الأسد أكد أن الحكومة القطرية ستنكر ذلك بكل تأكيد.
ويشير الأسد إلى أن بعض المتظاهرين توقفوا عن المشاركة في الاحتجاجات عندما بدأ إطلاق النار وأخذ المتطرفون باختراقها، خصوصا جماعة الإخوان المسلمون التي شرعت في قيادة المظاهرات بصيحات "الله أكبر" واستخدمت شعارات دينية لفرض عباءة دينية، وأحيانا طائفية، على المظاهرات.
الحديث عن الدور القطري في سوريا ليس بالأمر الخفي، إذ أن عشرات التقارير الإعلامية كشفت عن إرسال الدوحة منذ 2012 شحنات من الأسلحة والأموال لميليشات تابعة لها في سوريا، بل ان الأمر تزايد تحت غطاء دخول قطر التحالف الدولي لمحاربة داعش.
وفي تقرير سابق، ذكر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن قطر أشعلت الحرب في سوريا من خلال تقديم المزيد من الأسلحة إلى الثوار أكثر مما قدمه أي بلد آخر، وذلك من خلال رحلات تمر عبر تركيا أولا، وقدرت تقارير الدعم القطري للميليشات السورية بأكثر من 3 مليارات دولار.
فيما تحدثت تقارير أخرى عن إدارة قطر لقاعدة من المتمردين المسلحين في سوريا، وقيل إن تلك الميليشيات كانت ضمن صفوف القوات التي قاتلت إلى جانب الجيش التركي في العملية التي أطلقها أردوغان تحت اسم "نبع السلام".
وتأكيدا على الدعم القطري للدور التخريبي في سوريا، أعرب وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، عن شكر بلاده لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على دعمه لعملية "نبع السلام" العسكرية التركية شمال شرق سوريا.
وقال أوغلو، الشهر الماضي، إنه نقل خلال زيارته للدوحة تحيات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وتابع "نود أن نشكر قطر على دعمها لعملية نبع السلام".
كانت تركيا أطلقت في التاسع من اكتوبر عملية "نبع السلام" العسكرية شمال شرق سوريا، وشنت عدوان غاشم على الأكراد في تلك المنطقة، وفي وقت أعربت فيه مجموعة واسعة من الدول العربية والغربية إضافة إلى روسيا والصين معارضتها لهذا الغزو التركي، أيدت قطر هذه العملية واصفة إياها بـ"خطوة نحو إرساء الاستقرار في سوريا" مدافعة عن حليفها التركي قائلة فيما قالت إن تركيا لم يعد بإمكانها أن تصبر أمام "التهديد المحدق" بأمنها من قبل المسلحين الأكراد.
ووقتها، انقتد حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري السابق ، جامعة الدول العربية بسبب موقفها من عملية "نبع السلام، وقال في تغريدة على تويتر "ها قد اتفقت تركيا وأمريكا بخصوص الشريط الحدودي، ويتضح من ذلك للأسف الشديد ضحالة التقديرات العربية والبيان الصادر من الجامعة، التي لم يعد لها مصداقية لا في الشارع العربي ولا العالمي ولا حتى من المجتمعين أنفسهم، والسبب أنها لم تعالج قضاياها الأساسية في العالم العربي، ولست بصدد تعدادها".
وتابع: "ناهيك عن عدم العدالة والمصداقية في أن تكون حكم في أي خلاف عربي، والسبب أنها تبني سياستها بأسلوب غير واقعي، ويتضح الآن أن دخول تركيا إلى الشريط الحدودي كان بموافقة أمريكية روسية إيرانية سورية".
جدير بالذكر أن قطر كانت من أشد الداعمين لتبني قرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية عام 2011، وأعلن حمد بن جاسم الذي كان رئيسا لمجلس الوزراء العرب في ذلك الوقت أن 18 دولة عربية صوتت لصالح القرار.