معنى حديث: "وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ"

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ"( ).
قال الدكتور محمد شحاته أستاذ الحديث المساعد بجامعة الأزهر أن الواجب على كل مسلم أن يشعر شعوراً حاداً بأن الله معه، وأنه أقرب شيء إليه، وأن يخالطه هذا الشعور وهو يسمع ويبصر ويقوم ويقعد ويتكلم ويصمت، ومع التمكن من مقام الإحسان ترتفع حقيقة العبادة ويستولى هذا الشعور على الإنسان، فهو يحب الله ويحب له ويحب فيه، وهو يفعل ويترك مشغول بربه، يقظان لما يرضيه أو يسخطه، وكأنما يسمع ويبصر لحساب خالقه.
وأكد شحاتة في شرحه للحديث: أنه ليس معنى الحديث أن الله سبحانه وتعالى يتحول إلى يد أو رجل كما يفهم الأغبياء، لا، إن الحديث يريد أن يفهمنا أن بعض الناس منذ أن يستيقظ في الصباح إلى أن يأوي إلى فراشه ربما كانت خطرات نفسه في منامه شيئاً يتصل بالدين وبالله وبالإيمان وهذا النوع من الناس هو الذي يستحق الولاية، وهو الذي يكون لله ولياً.
وأوضح ان ما يستفاد من الحديث هو أن في محبة الله عز وجل تسديد العبد في سمعه وبصره ويده ورجله وأنه كلما ازداد الإنسان تقربا إلى الله بالأعمال الصالحة فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه واعاذته مما يستعيذ الله منه.